ندوة توعوية لمربي الثروة الحيوانية بولاية سدح

ندوة توعوية لمربي الثروة الحيوانية بولاية سدح

نفذت لجنة إدارة الثروة الحيوانية والمراعي بولاية سدح صباح اليوم ندوة توعوية لمربي الثروة الحيوانية بالولاية بالتعاون مع المديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بظفار ودائرة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بالولاية ومكتب الوالي.


افتتحت الندوة بكلمة ألقاها المهندس أنور بن أحمد عامر بيت فاضل مدير دائرة الثروة الزراعية والسمكية موارد المياه بسدح قال فيها: تعد الثروة الحيوانية من الموارد الاقتصادية الهامة للبلاد ولمربيها، حيث تولي وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه اهتمامها الكبير للمحافظة على هذه الثروة من خلال توعية مربي الحيوانات بأهمية هذه الثروة وطرق المحافظة عليها من الأمراض، كما تعمل الوزارة على توفير الرعاية الصحية المناسبة من خلال العيادات البيطرية والأطباء المؤهلين بالإضافة إلى توفير الأدوية بأسعار مدعومة لمواجهة أي إصابات أو أمراض. كما تعمل الوزارة على تنفيذ برنامج سنوي لتحصين قطعان الماشية ضد الأمراض المعدية والوبائية المستوطنة والوافدة بالثروة الحيوانية بهدف السيطرة عليها والحد من مخاطرها.

وتأتي هذه الندوة ضمن البرنامج التوعوي الذي يستهدف نشر المعرفة وتذكير مربي الحيوانات ببعض الممارسات التي قد تسهم في تنمية هذه الثروة والمحافظة عليها، وكذلك التعريف بالأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان والتي يجب على المربي أن يدركها ويعرف مخاطرها ليقي نفسه وعائلته إنتشار تلك الأمراض.

كما أن الغطاء الرعوي يعد ذو أهمية كبيرة لتوفير الغذاء لقطعان الماشية والحد من التصحر وخفض درجات الحرارة، حيث أن المحافظة على الأشجار والنباتات يعتبر واجب مشترك بين الجميع من خلال المحافظة عليها وتخفيف الحمل الرعوي وعدم قطع الأشجار أو ترك الحيوانات تقوم بتقشير لحاءها، حيث أن من الواجب على المربي أن يكون حريصا على توفير التغذية الجيدة لقطعانه وحجز الحيوانات التي تقوم بذلك السلوك.

بعد ذلك بدأت محاور الندوة بمحاضرة قدمها الفاضل علي بن سالم عكعاك أخصائي نظم بيئية بالمديرية العامة للبيئة بعنوان الغطاء النباتي المنافع والمهددات، وقال: أن أهمية الغطاء النباتي يتمثل في توفير التوازن البيئي للأنظمة البيئية الأخرى، كذلك فإن التضاريس البيئية والفرز البيئي للأنواع النباتية تختلف حسب التوزيع المناخي كما تختلف كثافة الأنواع النباتي باختلاف التضاريس. كما تحدث عن التحديات والمهددات التي تواجه الغطاء النباتي في الوقت الراهن ومنها تقشير لحاء الأشجار من قبل بعض الحيوانات وطرق الوقاية او الحد من هذه الظاهرة.

بعد ذلك قدم المهندس أحمد بن أزاد العمري رئيس قسم الإرشاد والإنتاج الحيواني بدائرة الثروة الحيوانية محاضرة بعنوان ظاهرة أكل لحاء الأشجار، وقال: تعتبر ظاهرة أكل لحاء الأشجار إحدى الظواهر السلبية التي تهدد بقاء المراعي الطبيعية والتوازن البيئي في الجبال والأودية والسهول والتي تتميز به محافظة ظفار على مستوى المنطقة حيث يأتي ظهور هذه الظاهرة إلى وجود عدة عوامل ساهمتفي توسعها وانتشارها منها بقاء هذه الاعداد الكبيرة من الحيوانات في مناطق الرعي لفترات طويلة في اشهر الجفاف مما ادى الى تدمير الاشجار والشجيرات الرعوية بالإضافة إلى زيادة في اعداد الحيوانات عن حمولة المراعي وأيضا قلة الأمطار الغير موسمية، نتج عن ذلك اكل لحاء هذه الاشجار وتقشير افرعها الخارجية مما ادى الى موتها وانقراضها، وأصبحت هذه الظاهرة غير المألوفة تهدد ما تبقى من أشجار على امتداد مراعي المحافظة ممثلة اخطر مظاهر التدهور الرعوي في جبال ظفار.

إن ظاهرة تقشير وأكل لحاء الأشجار من قبل الحيوانات هي إحدى مؤشرات حدوث ظاهرة التصحر في محافظة ظفار حيث أن لجوء الحيوانات لأكل لحاء الأشجار هو للحصول على الألياف كمصدر للأعلاف المالئة التي تحتاجها الحيوانات المجترة بسبب الشح في المراعي نتيجة ضعف الغطاء النباتي.

كما قدم الدكتور خالد بن أحمد النجار رئيس مكتب هيئة الطيران المدني بمحافظة ظفار سابقا محاضرة عن مناخ محافظة ظفار، وتحدث قائلا: أن مناخ محافظة ظفار جزء من مناخ سلطنة عمان، حيث تنقسم السنة الميلادية إلى اربعة فصول هي فصل الشتاء والفترة الانتقالية الأولى وفصل الصيف والفترة الانتقالية الثانية وتطرق إلى ما يتميز به كل فصل عن الاخر، كما تم عرض وتحليل بيانات الأمطار ودرجات الحرارة والرياح اليومية والشهرية والسنوية المأخوذة من بيانات محطتي ولاية سدح وولاية صلاله ومقارنتها ببعض محطات الرصد الأخرى بالسلطنة. كما عرج المحاضر على أهم الاعاصير التي اثرت على محافظة ظفار وكميات الامطار المصاحبة لها وتاريخ تأثيرها على المحافظة من سنة الحيمر والغريقة الى إعصار مكونو.

وتحدث المحاضر عن أهمية الغطاء النباتي ودوره في تغذية المخزون الجوفي والحفاظ عليه، بعد ذلك قام الدكتور خالد بتقديم مبادرة مجتمعية لزراعة الأشجار في ولاية سدح وأهمها زراعة شجرة اللبان.

مشروع التحصين الوطني للثروة الحيوانية بمحافظة ظفار كان عنوانا للمحاضرة الرابعة والتي قدمها المهندس أحمد بن سالم النجار مدير دائرة الثروة الحيوانية، حيث قدم للحضور تعريفا للمقصود بالتحصين والذي يعني إكساب الحيوان المحصن مناعة ضد الامراض الوبائية من خلال تحفيز الجهاز المناعي لإنتاج اجسام مناعية ضد تلك الامراض عن طريق اللقاحات المستخدمة في عملية التحصين. وأشار إلى أن الهدف من عملية التحصين هو اكساب الحيوان مناعة ضد الأمراض الوبائية وحماية صحة الإنسان من خلال تحصين الحيوانات ضد الأمراض المشتركة والتي قد تنتقل من الحيوان للإنسان مثل مرض البروسيلا. وذكر أن الوزارة تحرص على تنفيذ هذا البرنامج بشكل سنوي والذي يستهدف عدد من الأمراض التي تصيب الأغنام مثل الحمي القلاعية، طاعون المجترات الصغيرة، جدري الاغنام والماعز، التسمم المعوي، والبروسيلا. كذلك تحصين الأبقار ضد أمراض الحمي القلاعية، التسمم البخصي والبروسيلا. كما أن برنامج التحصين يستهدف الأمراض الطارئة في حال ظهور أي بؤر وبائية مثل مرض السعار وإلتهاب الجلد العقدي. وقدم تعريفا شاملا لتلك الأمراض داعيا جميع المربيين للتعاون مع فرق التحصين وصولا إلى التخلص النهائي منها وذلك للنهوض بالثروة الحيوانية وكذلك للحفاظ على صحة الانسان من خلال السيطرة على الامراض المشتركة مثل البر وسيلا وغيرها.
وفي المحاضرة الأخيرة تحدث الدكتور محمدين علي الأمين إسماعيل الطبيب البيطري بعيادة جوفاء عن الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، وقال أن منظمة الصحة العالمية تعرف الأمراض المشتركة بأنها الأمراض و الإصابات المرضية التي تنتقل بصورة طبيعية بين الإنسان والحيوانات الفقارية الأخرى، وتقدر عدد الأمراض المشتركة بأكثر من 200 مرض وأن هنالك أمراض أخرى لا تنتقل بين الطرفين وإنما يتشارك كل منهما في التعرض للإصابة بها مثل مرض التيتانوس ومرض الليستيريوسيس. وعدد الفئات المعرضة للإصابة بالأمراض المشتركة ومنهم الأطباء البيطريين والعاملون بالمستشفيات البيطرية والمسالخ ومزارع الإنتاج الحيواني ومربي الحيوانات والمتعاملون مع منتجات اللحوم والألبان. كما تحدث عن أهم طرق انتقال الأمراض المشتركة والعوامل المساعدة على إنتشار الإصابة بها. وتطرق إلى الإجراءات الوقائية الواجب إتباعها لتقليل الإصابة بالأمراض المشتركة.

في ختام هذه الندوة قام سعادة الشيخ والي سدح بتكريم الجهات المساهمة في إنجاح فعاليات هذه الندوة والمحاضرين المشاركين في تقديم المحاضرات، كما قدم المهندس فائل بن محمد الجحفلي المدير العام المساعد للثروة الزراعية والحيوانية وموارد المياه بمحافظة ظفار هدية تذكارية لراعي الندوة سعادة الشيخ أحمد بن علي بن محمد الدرعي والي ولاية سدح.