الاخبار

السيد مروان بن تركي يفتتح المعرض الوثائقي بمحافظة ظفار

يضم أكثر من ١٣٠٠ وثيقة

السيد مروان بن تركي يفتتح المعرض الوثائقي بمحافظة ظفار

 افتتح صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد – محافظ ظفار – مساء اليوم المعرض الوثائقي: “ذاكرة وطن في أرض اللبان” بمحافظة ظفار بفعاليات عودة الماضي (السعادة)، الذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات خلال ٥-٢١ أغسطس الجاري. يهدف المعرض إلى نشر المعرفة من خلال إكساب الكفاءات الوطنية بالمعارف والعلوم، وتنمية التواصل والترابط بالمجتمع المحلي والمجتمعات الأخرى. كما يأتي المعرض تأكيدًا من الهيئة لما للوثائق من ضرورة وأهمية في البحث العلمي والإبداع الفكري.

 حضر الافتتاح معالي البروفيسور أوغور أونال رئيس أرشيف الدولة برئاسة الجمهورية التركية، وسعادة السفير التركي محمد حكيم أوغلو سفير الجمهورية التركية لدى سلطنة عُمان، وسعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وعدد من المسؤولين والمشايخ والرشداء.

 يوثق المعرض الوثائقي الذي يضم أكثر من ١٣٠٠ وثيقة (مطبوعة ورقمية) الدور الحضاري والتاريخي للسلطنة عبر حقب زمنية مختلفة، ودور العُمانيين في الإسهام الحضاري للحضارة الإنسانية، إلى جانب التعريف بالدور التاريخي والحضاري الذي قامت به محافظة ظفار عبر حقب زمنية مختلفة. ويسلط المعرض الضوء على العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان والجمهورية التركية ويستعرض عدد من الوثائق التاريخية والرسائل والبرقيات الدبلوماسية بين البلدين. ويضم المعرض بين جنباته سبعة أركان؛ وهي: 

 عُمان عبر التاريخ

يعرض هذا الركن تاريخ عُمان بدءًا من كونها مستوطنة بشرية استقطب الإنسان القديم للعيش فيها خلال العصور الحجرية المتعاقبة وما خلفه من اَثار وحفريات تدل على وجوده في أرض عُمان، مرورا بتاريخها ما قبل الإسلام وبعد ظهوره، انتهاءً بالتطورات السياسية الحاصلة في المدة التي تلتها وظهور حكم النباهنة، كما يتناول الركن دولة اليعاربة، والدولة في عصر البوسعيديين إلى  عصر النهضة المباركة.

ظفار في ذاكرة التاريخ العُماني

تكتسب محافظة ظفار أهمية تاريخية ومكانة خاصة في التاريخ العُماني الحديث والقديم على السواء. وكما كانت محافظة ظفار، أرض اللبان والبخور في الجزير العربية بوابة عُمان الضخمة على المحيط الهندي ومعبر القوافل في جنوب شبه الجزيرة العربية، فإنها كانت كذلك انطلاقة عُمان إلى التقدم والتطور والازدهار في ظل النهضة العمانية الحديثة؛ حيث يحتوي هذا الركن على مراسلات وخرائط وشواهد وثقت تاريخ المحافظة بمختلف ولاياتها، ومن بين الوثائق المعروضة التي تتزامن مع موسم الخريف (رسالة الميجر ميرفي القنصل البريطاني في مسقط إلى السلطان تيمور بن فيصل سلطان عُمان؛ يعلمه بأن موسم فصل الخريف في أحسن ما يكون، ٢ – ١٠ – ١٩٢٧م.

 ظفار في الصحف والمجلات

يوثق في هذا الركن من خلال بعض الصحف والمجلات المحلية والعالمية ما كتبته الصحافة عن محافظة ظفار وما قدمته عنها من صور ومقالات وأخبار نشرت في مختلف الصحف والمجلات عن محافظة ظفار وولاياتها في مختلف المجالات التنموية والاقتصادية والسياحية، إلى جانب جولات السلطان الراحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – للمحافظة، مستعينةً بأهم الوثائق المتعلقة بظفار في الصحافة العالمية. ومنها (خبر صحفي بعنوان “سلطان مسقط وعُمان يعود لعاصمة ملكه”  تناول الخبر عودة السلطان سعيد بن تيمور إلى مسقط قادمًا من ظفار. نشر في جريدة النهضة ٢٢ – ٣ – ١٩٥١م.

 العلاقات الدولية

يعرض في هذا الركن وثائق تسرد العلاقات الدبلوماسية والودية بين عمان ودول العالم وبقية دول العالم حيث تبادل الأئمة والسلاطين العُمانيون مع غيرهم من حكام ورؤساء الدول الهدايا والزيارات الرسمية وقلدوا و تقلدوا النياشين واستقبلوا الرؤساء والسفراء، وعقدوا الاتفاقيات والمعاهدات وغيرها الكثير، ومن بين المعاهدات المعروضة معاهدة بين ملكة بريطانيا والسلطان سعيد بن تيمور سلطان عُمان؛ تنص على إعادة جزر كوريا موريا (جزر الحلانيات) لسلطان عُمان ١٥ – ١١ – ١٩٦٧م.

العلاقات العُمانية التركية (ضيف شرف المعرض)

ارتبطت سلطنة عُمان بتاريخ ممتد من العلاقات التاريخية مع الدولة العُثمانية طول فترة حكم السلاطين العُثمانيين، وكُشِفَ عن عمق هذه العلاقات من خلال التدقيق في وثائق الأرشيف العُثماني التي أفردت  لها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية خمسة مجلدات. وتعزيزا لهذه العلاقات أفردت الهيئة ركن خاص لهذه الوثائق تأكيدً منها على عمق تلك العلاقات الوطيدة التي تجمع البلدين؛ حيث شمل الركن عددًا من الصور التي تربط سلطنة عُمان بجمهورية تركيا، منها صور لزيارات رسمية متبادلة، كما شمل عدد من الوثائق التاريخية والمراسلات بين أئمة وسلاطين عُمان مع الدولة العثمانية في مختلف المجالات منها السياسية والاقتصادية والتجارية وغيرها من المجالات. إلى جانب عدد من الصور التي تعكس تواصل البلدين في الجوانب التنموية واللقاءات الودية والزيارات والاجتماعات.

المخطوطات

تعرض الصناديق في هذا الركن جملة من أصول المخطوطات؛ لتعريف الزائر بالمخطوطة العُمانية على طبيعتها وجمالية خطوطها ونقوشها والتمعن في شكل الخط ونوعية الورق والحبر المستخدم حينها؛ حيث تتنوع مواضيعها في الفنون والمعارف العلمية المتعلقة بعلوم الفقه والتاريخ واللغة وعلوم القراَن وعلم البحار والطب والفلك والتنجيم إلى غير ذلك من العلوم الإنسانية.

المحتوى الرقمي

يعرض في هذا الركن بعض من العملات والطوابع البريدية التي وثقت بعض الأحداث والمعالم البارزة في تاريخ السلطنة، كما عرض تطور العملة العُمانية، إلى جانب عرض عدد من الخرائط التي توضح امتداد الممالك العمانية عبر التاريخ، إضافة إلى المسارات البحرية المهمة والمناطق التي تمر عليها حركة التجارة العالمية في ذلك الوقت، كما عرض بعض الرسومات و القصاصات الصحفية التي تحدثت عن عُمان وظفار وبعض الصور من معالم الحياة فيهما، إلى جانب عرض مطبوعات الهيئة من كتب تتمثل في سلسلة البحوث والدراسات بأجزائها المختلفة والسلسلة التاريخية والحضارية للمحافظات والمدن العُمانية، إضافة إلى النشرات والإصدارات والكتب والمطويات.

الضوياني: نشر الوعي الثقافي

وقال سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية: إن المعرض يركز على عرض عدد من الوثائق التاريخية عن محافظة ظفار وعلاقات سلطنة عُمان الدولية مع مختلف دول العالم، إلى جانب استضافته لأرشيف رئاسة الدولة التركية، إذ يتم خلال المعرض عرض مجموعة من هذه الوثائق التركية التي تمتد من القرن السادس عشر إلى وقتنا الحاضر.

وأضاف: أن سلطنة عُمان تضم عددًا من الوثائق والمخطوطات الثمينة، وتعمل الهيئة على إتاحتها وتوصيفها لخدمة الباحثين والدارسين، بالإضافة إلى جميع المكتبات العالمية، مشيرًا إلى أن الهيئة أصدرت مؤخرًا كتابًا بالتعاون مع سفارة سلطنة عُمان في جمهورية كوريا حول العلاقات بين البلدين بمناسبة مرور خمسين عامًا على هذه العلاقات باللغتين العربية والكورية، موضحًا أن البروفيسور الباحث في الكتاب أثبت أن العرب الذين وصلوا إلى كوريا هم العُمانيون.

من جانبه قال سعادة السفير التركي محمد حكيم أوغلو سفير الجمهورية التركية لدى سلطنة عُمان: إن العلاقات بين سلطنة عُمان وتركيا علاقات تاريخية وممتدة منذ العصور القديمة، وأن مثل هذه المعارض تمثل فرصة للتعريف بهذه العلاقات واستمرارها، مشيرًا إلى أن هناك توجه مشترك للتركيز على التبادل الثقافي والمعرفي بين البلدين، إذ تم التوقيع على اتفاقية لفتح مركز لتعليم اللغة التركية في مسقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى