انطلاق مهرجان ظفار المسرحي بمحافظة ظفار
ولاية صلالة – عادل بن رمضان مستهيل
انطلق مساء يوم الأثنين بمسرح اوبار بالمديرية العامة للتراث والسياحة بولاية صلالة بمحافظة ظفار “مهرجان ظفار المسرحي” في نسخته الثالثة الذي تنظمه المديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب بمحافظة ظفار متمثل في دائرة الثقافة ويستمر لغاية 9 ديسمبر الجاري.
رعي الافتتاح سعادة الشيخ طارق بن خالد بن الوليد الهنائي والي طاقة بحضور موسى بن عبدالله القصابي مدير عام المديرية العام للثقافة والرياضة والشباب بمحافظة ظفار وعدد من مدراء عموم الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة، الفنانين المسرحيين، والذي يهدف إلى إبراز دور وأعمال الفرق المسرحية وتحفيزها وتطوير عروضها في مختلف الجوانب الفنية بهدف الارتقاء بالفن المسرحي والمشاركة محليا وخارجيا وتشجيع المسرحيين على التنافس الفني المسرحي.
ألقى جهاد بن محسن الشنفري مدير مساعد دائرة الثقافة بالمديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب بمحافظة ظفار كلمة المديرية قال فيها: نرحب بكم جميعاً في هذه المناسبة الثقافية والفنية الرفيعة، هنا في محافظة ظفار، حاضنة التراث والإبداع، ومنارة الفن والإشعاع. هذا المهرجان الذي يعكس عبق الإرث الثقافي لعُمان وروحها المتجددة، ويجمع تحت مظلته نخبة من عشاق المسرح والمبدعين، لنلتقي وتلتقي فيها الأفكار والرؤى، وتنبض من خلالها مشاعر المبدعين بصدق رسائلهم الفنية.
ولضاف: إنه لشرف عظيم أن نقف اليوم على أعتاب الدورة الثالثة من مهرجان ظفار المسرحي، هذا الحدث الذي أصبح محطة هامة في خارطة الفعاليات الثقافية العُمانية، ونافذة تسلط الضوء على إبداعات المسرح المحلي.
هذا اليوم هو احتفاء بالجهود، والتطلعات، وبالأحلام التي تتجسد في أعمال سبع فرق مسرحية محلية من محافظة ظفار. سبع شموع متألقة تُنير درب الفن العُماني، حاملةً معها رسائل عميقة تعبر عن هموم المجتمع وآماله، وتسعى لتكون مرآة تعكس قضاياه بصدق، وتجسد قيمه الإنسانية على خشبة المسرح.
وقال: إن مهرجان ظفار المسرحي في نسخه الماضية، والثالثة التي نشهدها اليوم، تمثل منصة استراتيجية لتعزيز الهوية الثقافية والمسرحية في عُمان، ونافذة واعدة تفتح المجال أمام الأجيال الصاعدة لتطوير مواهبهم في أجواء مفعمة بالاحترام، وبعزيمة راسخة لا تعرف التراجع، وطموح متجدد لا ينضب، وأفكار نابضة بالحياة، نسعى نحو مسرح ينهل من جوهر الوجود ويلهم به أرواحنا.
واردف: نلتقي اليوم ونحن نؤمن بأن المسرح هو فن الحياة، فن يلامس قلوب الجماهير، ويُلهمهم ليكونوا جزءاً من التغيير الإيجابي، في الفكر وفي السلوك وفي بناء مجتمعات تؤمن بالتنوع والإبتكار . وفي صياغة ملامح أكثر إشراقاً .. ومع كل دورة من هذا المهرجان، نقترب خطوة أخرى نحو تحقيق رؤيتنا بأن يكون المسرح ركناً أساسياً في بناء مجتمعنا الثقافي ولا شك أن التحديات التي نواجهها تضعنا أمام ضرورة إعادة التفكير بعمق في القضايا التي تشغل وجدان المسرحيين وكل العاملين في هذا الحقل الإبداعي، باعتبارهم جزءًا لا ينفصل عن نبض واقعنا المعاصر. ومن هذا المنطلق، ندرك تمام الإدراك أن المهرجانات المسرحية تحمل في طياتها قدرة فريدة على مخاطبة العقول، والارتقاء بالذائقة الفنية للجماهير، وإعادة إحياء الموروث الثقافي عبر صياغته برؤى جديدة، تبحر بنا نحو آفاق إبداعية غير مألوفة، تفتح أبواب المستقبل على مصاريعها.
وقال: في هذا المهرجان، سعينا جاهدين لمواكبة التطور الطبيعي للمهرجانات، حيث أولينا اهتمامًا خاصًا بتقديم برنامج زمني غني بالفعاليات المتنوعة، يجمع بين عمق المضامين وتعدد الأفكار. كما عملنا على تجاوز التحديات التي واجهتنا في النسختين السابقتين، من خلال إدراج ورش متخصصة في فنون التمثيل المسرحي، وتنظيم ندوات تطبيقية تعقيبية تُثري النقاش وتعمق التجربة. ولم نغفل أهمية استضافة ودعوة كافة المشتغلين بالمجال المسرحي، إيمانًا منا بأن تكامل الجهود هو السبيل الأمثل لتحقيق الإبداع والارتقاء بالمشهد المسرحي.
تم خلال حفل الافتتاح تكريم أعضاء لجنة التحكيم كل من محمد منير العرقي من الجمهورية التونسية وجمال الصقر من مملكة البحرين وماجد العوفي من سلطنة عمان، وتكريم ضيف المهرجان الفنان يوسف الحمدان من مملكة البحرين، والجهات الداعمة والراعية للمهرجان.
افتتحت عروض المهرجان بمسرحية “السموم” لفرقة أوبار المسرحية من تاليف نائل الجرابعة وإخراج عمر ناجي. كما تضمن افتتاح المهرجان الجلسة التعقيبية لمسرحية السموم إدارتها ريخاب ريني أبوزيد ناقشت تقييم وتحليل العمل المسرحي من الجوانب الفنية والإبداعية.
العرض المسرحي: السموم
قال عمرو ناجي مخرج مسرحية “السموم” : مسرحية “السموم” عمل مسرحي يقدم رؤية فنية فريدة تتجاوز حدود الواقع لتغوص في أعماق النفس البشرية وصراعاتها الوجودية. المسرحية تسبر أغوار التضحية، الألم، والصراع بين القيم الإنسانية والتحديات التي تواجهها في عالم يتسم بالغموض والقسوة. من خلال حبكة مشوّقة وشخصيات تحمل أبعاداً رمزية وإنسانية، يقدم العمل تجربة استثنائية تمزج بين الجمال الفني وقوة الرسالة.
وحول الرؤية الإخراج ية قال: برؤية إخراجية متقنة، تقود هذا العمل إلى آفاق جديدة، حيث يجسد الفضاء المسرحي بكل تفاصيله أجواءً مشحونة بالمشاعر والصراعات. تعتمد الرؤية الإخراجية على تصميم بصري جذاب يوظف الإضاءة والديكور بشكل ذكي ليعكس الرمزية العميقة للنص. كما تتناغم الحركة المسرحية مع المؤثرات الصوتية لخلق تجربة سمعية وبصرية تضاعف من تأثير النص على الجمهور، وتجعلهم جزءاً من عوالم الشخصيات ومعاناتها.
تجدر الإشارة إلى أن المهرجان يتضمن 7 عروض مسرحية للفرق المسرحية الأهلية بمحافظة ظفار متمثلة في مسرحية “السموم” لفرقة أوبار ومسرحية “ترك المقام” لفرقة صلالة و”المرايا والخلخال” لفرقة السلطنة و”يوم سعيد” لفرقة الرؤية و ‘ جثة ليست على الطريق” لفرقة موشكا و”كربولو” لفرقة طاقة ومسرحية “اثنا عشر رجلا غاضبا ” لفرقة ظفار، بالاضافة إلى تنفيذ ورشة اختصاصية في توظيف حركات الجسد في الأداء التمثيلي تقدمها حنان عوض الجاك. كما تم رصد 13 جائزة من ضمنها أفضل عرض متكامل أول وأفضل عرض متكامل ثاني، بالإضافة إلى الجوائز الفردية.