المنطقة الحرة بصلالة تحتفل بيوم الصناعة العُمانية

المنطقة الحرة بصلالة تحتفل بيوم الصناعة العُمانية

مؤكدة دورها في دعم القطاع الصناعي، وتعزيز جذب الاستثمار فيه

 احتفاءً بيوم الصناعة العُمانية، الذي يوافق التاسع من فبراير من كل عام، نظّمت المنطقة الحرة بصلالة النسخة الثالثة من معرض “صنع في المنطقة الحرة بصلالة”، صاحبه سلسلة من ورش العمل المتخصصة، بهدف إبراز التطورات الصناعية في سلطنة عُمان وتعزيز بيئة الاستثمار في القطاع. وشهد المعرض مشاركة 32 شركة صناعية متخصصة في الصناعات الدوائية، الغذائية، البتروكيماويات وغيرها من الصناعات الحيوية، حيث استعرضت أحدث منتجاتها وحلولها المبتكرة، مما يعكس التنوع والابتكار في القطاع الصناعي العُماني. كما تضمنت الفعالية ورش عمل تناولت موضوعات مرتبطة بتطوير المهارات الصناعية وتعزيز معايير الجودة والإنتاجية. وحضر الفعالية ممثلين عن وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، ووزارة العمل، ووزارة الإسكان والتخطيط العمراني، ومكتب محافظ ظفار، إلى جانب ممثلين عن جهات حكومية أخرى وطلبة الجامعات.

وتأتي هذه الفعالية في إطار جهود المنطقة الحرة بصلالة لإبراز مكانتها كوجهة صناعية رائدة في استقطاب الاستثمارات النوعية، وتمكين الصناعات المحلية للتوسع في الأسواق الإقليمية والعالمية، من خلال المميزات والحوافز التي تقدمها، وذلك بما يتماشى مع مستهدفات رؤية عُمان 2040 لتنويع الاقتصاد، وتعزيز القيمة المحلية المضافة.

دور المنطقة الحرة بصلالة في دعم الصناعة الوطنية

لطالما كانت المنطقة الحرة بصلالة عنصرًا محوريًا في دعم الصناعة العُمانية، حيث أسهمت في تعزيز تنافسية المنتجات المحلية وتمكين المصانع الوطنية من التوسع نحو الأسواق العالمية. وتستضيف المنطقة 41 مشروعًا صناعيًا قيد التشغيل، تعمل على مساحة إجمالية تتجاوز 6.2 مليون متر مربع، مع استثمارات صناعية تمثل 60% من إجمالي المشاريع، وهو مؤشر واضح على التحول المتسارع الذي يشهده القطاع الصناعي في السلطنة.

تعزيز القيمة المحلية المضافة: من المواد الخام إلى المنتجات النهائية

تمثل المنطقة الحرة بصلالة عنصرًا أساسيًا في سلسلة التصنيع العُمانية، حيث تستفيد من الموارد المحلية مثل الغاز الطبيعي، والمعادن، والأسماك في تطوير صناعات تحويلية قادرة على إيجاد قيمة مضافة عالية. ووفقًا لبيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، بلغت مساهمة الصناعات التحويلية في الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عُمان حوالي 10.5%، بقيمة إجمالية تفوق 2.19 مليار ريال عُماني.  وتعمل المنطقة على تعزيز استثماراتها في قطاعات جديدة مثل الصناعات الغذائية، والدوائية، وقطاع الطاقة النظيفة، مما يجعلها منصة أساسية للنمو الصناعي المستدام.

مزايا تنافسية تدعم استدامة الاستثمار الصناعي

تُعد البنية الأساسية المتطورة، والموقع الاستراتيجي للمنطقة الحرة بصلالة، أبرز عوامل جذب المستثمرين، حيث توفر شبكة لوجستية متكاملة، ومستودعات متخصصة، ناهيك عن قربها من ميناء صلالة، مما يسهل حركة البضائع والتصدير إلى الأسواق الإقليمية والعالمية. كما تقدم المنطقة حوافز عدة تشمل إعفاءات ضريبية طويلة الأمد، وملكية أجنبية بنسبة 100%، وإعفاء من الرسوم الجمركية، مما يعزز تنافسية واستدامة الأعمال الصناعية.

التزام متجدد بدعم القطاع الصناعي

حول دور المنطقة الحرة بصلالة في دعم الصناعة الوطنية، صرّح الدكتور علي تبوك، الرئيس التنفيذي للمنطقة الحرة بصلالة قائلًا: “لا تقتصر جهودنا على استقطاب الاستثمارات، بل تمتد إلى بناء منظومة صناعية متكاملة تدعم الاستدامة، والابتكار، والتنافسية. فقد أصبحت المنطقة الحرة بصلالة اليوم أكثر من مجرد مركز صناعي، فهي منصة استراتيجية تُمكّن الشركات من تحقيق أقصى إمكاناتها، وتعزز موقع سلطنة عُمان كمحور صناعي عالمي قادر على المنافسة في الأسواق الدولية.”

حقائق وأرقام تعكس النمو الصناعي

تشهد المنطقة الحرة بصلالة تطورًا ملموسًا في حجم الاستثمارات الصناعية، حيث بلغ إجمالي الاستثمارات الملتزم بها 4.7 مليار ريال عُماني، بمعدل نمو سنوي مركب وصل إلى 40% خلال السنوات الخمس الماضية. كما توفر المنطقة بيئة عمل متكاملة تستقطب أكثر من 3,096 موظفًا بشكل مباشر، مع معدل نمو سنوي للقوى العاملة يبلغ 9%، حيث وصلت نسبة التعمين إلى 34%، مما يعكس التزام المنطقة بتمكين الكفاءات العُمانية وخلق فرص عمل نوعية في القطاع الصناعي.

صلالة:منصة صناعية للمستقبل

تتجه المنطقة الحرة بصلالة بثبات لتكون أحد أهم مراكز التصنيع الإقليمية، حيث توفر بيئة مثالية تدعم توسع الشركات، وتعزز من تنافسية المنتجات العمانية عالميًا. وبفضل ما تمتلكه من مرافق متطورة، وسياسات داعمة، وموقع استراتيجي، أصبحت نقطة جذب للاستثمارات الصناعية التي تشكل مستقبل الاقتصاد العُماني. ومع مواصلة المنطقة تطوير بنيتها الأساسية وتعزيز الاستدامة، تبرز كواحدة من أهم المؤسسات الممكنة للنمو الصناعي المستدام، وحلقة وصل بين التصنيع المحلي والفرص العالمية.