د. مجد الحدادين استشاري الجراحة العامة وجراحة الجهاز الهضمي بمستشفيات الحمادي. في حديث عن: متلازمة “حزام الأمان” في حوادث السير حقائق واقعية

د. مجد الحدادين استشاري الجراحة العامة وجراحة الجهاز الهضمي بمستشفيات الحمادي. في حديث عن: متلازمة “حزام الأمان” في حوادث السير حقائق واقعية

الاحساء / زهير بن جمعه الغزال
لا شك أن أحزمة الأمان تنقذ الأرواح ولم يُضاهِ التقدم المُحرز في مجال الحماية في حوادث السيارات سوى القليل من التطورات في مجال سلامة الإنسان وقد طُرِحَت تحسينات كبيرة مع تطوير أحزمة الأمان القابلة للسحب والوسائد الهوائية متغيرة السرعة ونظام الفتح الانتقائي للوسائد الهوائية والتي حالت دون وقوع العديد من الوفيات الناجمة عن إصابات الرأس وغيرها من الإصابات المميتة.
ظهرت أولى تصاميم أحزمة الأمان عام ١٨٩٤، بعد تسجيل براءة اختراعها عام ١٨٨٥، وفي السيارات أصبحت أحزمة الأمان الأمامية من المعدات القياسية بحلول عام ١٩٦٤، وبحلول عام ١٩٧٣، تطور حزام الأمان إلى حزام ثلاثي النقاط.
وعلى الرغم من أن استعمال أحزمة الأمان في المركبات يحمي من إصابات الرأس الخطيرة ويُقلل من خطر القذف أثناء الاصطدامات بتثبيت الأفراد في مقاعدهم لكنها تُسبب أيضًا أنماط إصابة محددة مرتبطة باستخدامها، حيث يستقر حزام الأمان ثلاثي النقاط للبالغين على الكتف والصدر والبطن وهذا يُمكنه من نقل قوة كبيرة إلى الراكب حسب آلية حركة الجسم مما يُسبب صدمة حادة للهياكل الأساسية وغالبا ما تُصيب الرقبة والصدر والبطن.
ترتبط الإصابات التي تحدث في حوادث المركبات بشكل أساسي بتغيرات السرعة وتبديد الطاقة الحركية وعوامل أخرى مثل السرعة العالية للمركبة، وحوادث الانقلاب وقذف الركاب من السيارة.
لذلك صُممت أحزمة الأمان لنقل الطاقة عبر الترقوة وجدار الصدر والحوض العلوي لكن عند وضع حزام الأمان على الرقبة أو فوق الحوض العلوي، تنتقل القوة إلى الأنسجة اللينة في الرقبة وأحشاء البطن الأكثر عرضة للضرر ويفسر انتقال القوة البدنية أنماط الإصابات المختلفة حيث يعمل حزام الأمان كنقطة ارتكاز فتبقى نقطة التلامس ثابتة بينما تستمر المناطق العلوية والسفلية في التحرك للأمام مسببة ضغط شديد وأحياناً ضرر في بعض الأنسجة اللينة.
وُتعرف “علامة حزام الأمان” على أنها منطقة كدمة على جدار البطن تطابق موقع حزام الأمان وتشير “متلازمة حزام الأمان” إلى مجموعة الإصابات العضلية الهيكلية والحوشية المرتبطة بالقوى المنقولة عبر استخدام حزام الأمان وقد تكون هذه الإصابات طفيفة كالسحجات والكدمات الجلدية، ولكن يمكن أن تكون أكثر شدة وخطورة في بعض الأحيان مسببة إصابات داخلية مثل: رضوض الأمعاء ولمساريقيكما قد تحدث كسور في العمود الفقري ومن المحتمل أيضًا حدوث إصابات في الأعضاء الصلبة بما في ذلك تمزقات الكبد والطحال، بالإضافة إلى إصابات في أعضاء حشويه أخرى مثل: البنكرياس والكلى. وعند اصطدام حزام الأمان الشديد بالرقبة قد تسبب إصابات مثل: إصابة الأوعية الدموية العنقية وكسور العمود الفقري العنقي وكسور الترقوة. وقد تشمل إصابات الصدر الناتجة عن قوة حزام الأمان كسور القص والأضلاع، وكدمات الرئة وفي حالات أقل شيوعا كدمات عضلة القلب.
وعلى الرغم من أن الإصابات المرتبطة بحزام الأمان يمكن أن تحدث إلا أنها عادة ما تكون أقل خطورة وأقل شيوعا من الإصابات التي قد تنتج عن عدم ارتداء حزام الأمان، بالإضافة إلى انخفاض الإصابات المميتة بنسبة ٥٠٪ تقريبا وهذا هو السبب الرئيسي لماذا يجب على مقدمي الرعاية الصحية والمعلمين ومسؤولي إنفاذ القانون وصناع السياسات العمل معًا لتثقيف الشعب حول أهمية استخدام حزام الأمان، وفي نفس الوقت يجب على المواطنين احترام القانون وحماية أنفسهم وعائلاتهم من إصابات حوادث السير عن طريق الالتزام بوضع حزام الأمان بالطريقة الصحيحة.
———————-
د مجد نواش الحدادين / استشاري الجراحة العامة وجراحة الجهاز الهضمي بمستشفيات الحمادي بالرياض