اخبار ثقافية

اليوم الأحد: الشمس تدخل ظاهريًا كوكبة التوأمين

اليوم الأحد: الشمس تدخل ظاهريًا كوكبة التوأمين

الاحساء / زهير بن جمعه الغزال

أوضح ذلك المهندس. ماجد ابوزاهرة

صباح السبت 21 يونيو 2025 وفي تمام الساعة 05:42 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة حدث الانقلاب الصيفي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وهو الموعد الذي تبلغ فيه الشمس أقصى ميل لها نحو الشمال على خط الاستواء السماوي ويبدأ معه فلكياً فصل الصيف.

وفي لحظة هذا الحدث كانت الشمس ظاهرياً تقف على مشارف كوكبة التوأمين بعد أن عبرت حدود كوكبة الثور ضمن دائرة البروج كما تشاهد من على سطح الأرض.

وبحلول يوم الأحد 22 يونيو تكون الشمس قد دخلت ظاهرياً كوكبة التوأمين بالكامل مواصلة حركتها السنوية الظاهرية شرقاً على خلفية النجوم وهو ما يمكن تحديده بدقة وفقاً للحدود الفلكية المعتمدة من الاتحاد الفلكي الدولي.

من المعروف أن موقع الشمس في يوم الانقلاب الصيفي يتغير تدريجياً بمرور القرون نسبة إلى النجوم في الخلفية. فمثلاً، في عام 1989 كانت الشمس في هذا التوقيت أمام نجوم التوأمين، ثم انتقلت عام 1990 إلى موقع أمام كوكبة الثور وعادت تدريجيًا إلى التوأمين حيث ستبقى كذلك في هذا الموعد حتى عام 4609 ميلادية وبعده سترى وقت الانقلاب الصيفي أمام كوكبة الحمل غرب الثور.

هذا التغير في موقع الشمس يعود إلى ظاهرة تعرف باسم “تقدم الاعتدالات” وهي حركة بطيئة جداً ناتجة عن تذبذب محور دوران الأرض وتكمل هذه الظاهرة دورة كاملة عبر المجموعات النجمية كل نحو 26,000 سنة وتؤدي إلى تغير تدريجي في مواقع الاعتدالين والانقلابين نسبة للكوكبات النجمية.

وهنا لا بد من التمييز بين المجموعات النجمية وهي تشكيلات نجمية حقيقية غير منتظمة في الطول والحجم.

والعلامات الفلكية وهي تقسيمات رياضية ثابتة كل منها بطول 30 درجة، تبدأ من نقطة الانقلاب الصيفي وتستخدم في التقاويم الفلكية.

لذلك، فإن الشمس تصل دائما “علامة السرطان” يوم الانقلاب الصيفي بغض النظر عن المجموعة النجمية التي تقع خلفها في السماء. وبعد أن تقطع 30 درجة على دائرة البروج تدخل إلى “علامة الأسد” وهكذا.

ومن المهم التوضيح أن حركة الشمس عبر الأبراج هي حركة ظاهرية فقط ناتجة عن دوران الأرض حول الشمس. فعندما تبدو الشمس في مواجهة كوكبة معينة فهذا لا يعني أنها تحركت فعليا بل أن الأرض انتقلت إلى موقع يجعلها ترى الشمس في هذا الاتجاه.

ان لهذا الحدث أهمية علمية وفلكية واضحة رغم أنه قد يبدو ظاهرياً أو مرتبطاً فقط بالمراقبة البصرية. حيث يستخدم علماء الفلك توقيت الانقلابات والاعتدالات كمعايير أساسية لتحديد فصول السنة بشكل دقيق ويعتمدون عليها في إعداد التقاويم الفلكية والزراعية والمناخية.

ورصد موقع الشمس مقابل الكوكبات النجمية يساعد في دراسة حركة الأرض ودورانها ويستخدم لفهم ظاهرة تقدم الاعتدالات التي تؤثر على المواقع السماوية على مدى آلاف السنين.

كذلك الملاحظة الدقيقة لتغير موقع الشمس أمام النجوم عبر القرون تؤكد نموذج دوران الأرض حول الشمس وميول محورها وهو أساس في علم الفلك الكلاسيكي والحديث.

ان هذه الظاهرة لها دور كبير في تطور علوم الفلك حيث كانت تستخدم لتحديد أوقات الحصاد والطقوس الدينية والتقويمات القديمة ما يربط بين العلم والتراث الثقافي.

فهم كيف تتغير مواقع الانقلاب والاعتدال يؤثر على الدراسات الفلكية والفضائية ويُساعد على تصحيح الحسابات المتعلقة بحركة الأجرام السماوية.

الحدث ليس فقط ظاهرة بصرية أو تقليدية بل هو مؤشر دقيق على حركات كوكب الأرض في الفضاء ويمثل نقطة مرجعية مهمة في فهم الزمن السماوي وديناميكية النظام الشمسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى