وزارة الصحة تفتتح مركز مسقط للتعافي لتقديم خدمات العلاج والتأهيل من الإدمان

وزارة الصحة تفتتح مركز مسقط للتعافي لتقديم خدمات العلاج والتأهيل من الإدمان

مسقط / عيسى بن عبدالله القصابي
احتفلت وزارة الصحة اليوم بافتتاح “مركز مسقط للتعافي” بولاية العامرات، كمركز متخصص في تقديم خدمات العلاج والتأهيل من الإدمان،

وذلك ضمن إطار التوجه الوطني نحو تطوير المنظومة الصحية وتعزيز جودة الحياة؛
رعى حفل الافتتاح معالي السيد/ سعود بن هلال البوسعيدي -محافظ مسقط-، وبحضور معالي الدكتور/ هلال بن علي بن هلال السبتي -وزير الصحة-، وعدد من أصحاب المعالي والسعادة وعدد من المسؤولين بالجهات المعنية.

وفي تصريح لسعادة الدكتور/ سعيد بن حارب اللمكي -وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية- قال فيه: “سعدنا في هذا اليوم المبارك بافتتاح مركز مسقط للتعافي بمحافظة مسقط وهو مركز متخصص للعلاج وللتأهيل من الإدمان”.
وأضاف سعادته: “يأتي افتتاح مركز مسقط للتعافي ترجمة عملية للتوجه الوطني نحو تعزيز خدمات الصحة النفسية والأهلية واستكمالاً لجهود وزارة الصحة في توفير منظومة متكاملة لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان.

من جانبه القى الدكتور/ يوسف بن محمد الفارسي -مدير عام المديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة مسقط- كلمة أكد خلالها أن قضية الإدمان بكل أسف، تلقي بظلالها على العديد من الأسر والمجتمعات في جميع أنحاء العالم، وسلطنة عمان ليست استثناءً، إنها معركة صعبة، لا تواجه الفرد المدمن فحسب، بل تمتد آثارها لتطال الأحبة والأصدقاء والمجتمع ككل، حيث تتطلب شجاعة فائقة من الفرد ليواجهها، ودعمًا لا يتزعزع من المحيطين به ليتمكن من التغلب عليها، ولهذا السبب تحديدًا وُلدت فكرة انشاء “مركز مسقط للتعافي” ليكون ملاذًا آمنًا وشاملًا.
وأضاف: “يُعدّ هذا المركز خطوة نوعية متقدمة نحو تعزيز منظومة الرعاية الصحية النفسية والاجتماعية في سلطنة عمان، حيث يركز على تقديم حزمة متكاملة من الخدمات العلاجية والتأهيلية المتخصصة في التعافي من الإدمان ويتميز المركز ببيئة علاجية آمنة وبرامج شاملة تستند إلى منهج علمي دقيق، تهدف إلى بناء القدرة الذاتية على التغيير الإيجابي.”
موضحا بأن برامج المركز تعتمد على أحدث الأساليب والتقنيات العالمية في مجال التعافي من الإدمان، من خلال خطة علاجية متدرجة تبدأ بمرحلة إزالة السموم تحت إشراف طبي متخصص، تليها مرحلة التأهيل القصير التي تُعنى بالدعم النفسي وتعزيز الاستقرار الذاتي، ثم تأتي مرحلة التأهيل طويل الأمد التي تستهدف إعادة بناء نمط حياة صحي ومستقر، بما يمكّن الفرد من الاندماج الإيجابي والفعّال في نسيج المجتمع، حيث يهدف هذا التوجه إلى توفير فرص حقيقية للعودة إلى الحياة السوية، بما يسهم بشكل مباشر في تعزيز الأمن المجتمعي والاستقرار النفسي لأفراد المجتمع.
كما أشار الفارسي في كلمته الى إن وجود هذا المركز لا يمثل مجرد إضافة إلى البنية التحتية الصحية فحسب، بل هو خطوة استراتيجية محورية لدعم الجهود الوطنية للتعافي من الإدمان، وخفض معدلات الانتكاس، وتوفير بيئة داعمة للفرد والأسرة والمجتمع ككل. كما يفتح آفاقًا جديدة للتأهيل المهني والاجتماعي، ويخلق فرص عمل واعدة في الجوانب التشغيلية المصاحبة للمركز.

وقالت الدكتورة/ أصيلة الزعابية -رئيسة مركز مسقط للتعافي- ان افتتاح مركز مسقط للتعافي يمثل خطوة بالغة الأهمية في تطوير منظومة الرعاية المتخصصة في علاج وتأهيل مرضى الإدمان، فوجود مركز وطني بهذا المستوى يلبي الحاجة المتزايدة لخدمات التعافي الشاملة ويسهم في احتواء التحديات المرتبطة بالإدمان من خلال بيئة علاجية آمنة ومتكاملة.
وأضافت: لقد حرصنا على أن يوفر المركز برامج متقدمة تراعي الجوانب النفسية والسلوكية والاجتماعية إلى جانب الدعم الطبي المتخصص بما يضمن رحلة تعافي فعالة ومستدامة.
من جانبه أشار المهندس/ محمد بن علي الأغبري -مدير الشؤون الخارجية والعلاقات الحكومية والاتصالات بشركة تنمية نفط عمان في كلمته: يمثل تدشين مركز مسقط للتعافي خطوة نوعية في تعزيز المنظومة الصحية والنفسية في سلطنة عمان.
وقال ” نفخر بشراكتنا مع وزارة الصحة ومؤسسة الجسر للأعمال الخيرية لتنفيذ مثل هذه المشاريع النوعية في دعم المجتمع وتحقيقًا لمسؤوليتنا الوطنية وقيمنا في شركة تنمية نفط عمان، حيث سخرت الشركة جهدها لضمان تسايم المشروع بمستوى يلبي أهدافه ويحقق الأثر المجتمعي المنشود منه، في ظل التزامنا بتنفيذ مشاريع حيوية تنسجم مع مستهدفات رؤية عمان 2040″.
وأشارت جمانة بنت سعيد الزدجالية – مسؤولة المبادرات والمشاريع الخيرية بمؤسسة الجسر الخيرية- في كلمتها هذا المركز، الذي يعدّ علامة فارقة في مسيرة تعزيز منظومة علاج وتأهيل مرضى الإدمان في سلطنة عُمان، وخطوة متقدمة نحو بناء مجتمع أكثر صحة وتماسكًا؛ جاء كثمرة لشراكةٍ متكاملة بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، حيث تكاملت الأدوار وتضافرت الجهود لتحقيق هدف نبيل يخدم شريحة من أبناء هذا الوطن ممن هم في أمسّ الحاجة، لدعمهم وتأهيلهم وإعادتهم سالمين ومعافين إلى أسرهم.
هذا ويقدم المركز خدمات العلاج الطبي والنفسي والاجتماعي والعلاج الطبيعي والوظيفي باستخدام أحدث التقنيات العالمية في مجال العلاج والتأهيل من الإدمان مما يسهم في تقليل أضرار الإدمان وتعزيز الجهود الوطنية المبذولة لمكافحة المخدرات.
الجدير بالذكر انه تم إنشاء مركز مسقط للتعافي بتمويل من شركة تنمية نفط عمان للمرحلة الأولى بمبلغ وقدره ٢،٥٠٠،٠٠٠مليون ريال عماني وبتمويل من مؤسسة الجسر الخيرية للمرحلة الثانية بمبلغ وقدره ٩٠٠،٠٠٠ ريال عماني بتكلفة إجمالية بلغت 3,400,000 مليون ريال عماني، وتم تجهيزه بالأثاث والأجهزة الطبية والمعدات وأجهزة الحاسوب وملحقاتها من قبل وزارة الصحة
ويأتي إنشاء مركز مسقط للتعافي استجابة للحاجة المتزايدة لتوسعة الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية والتأهيلية التي تقدمها وزارة الصحة لمرضى الإدمان وتوفير الرعاية اللاحقة لهم ودمجهم في المجتمع مع تضافر جهود المؤسسات الحكومية الأخرى والخاصة والأهلية لخفض الوصمة الاجتماعية وتوفـير الـدعم المجتمـعي لهم.
كما يمثل المركز أيضًا خطوة استراتيجية نحو تخفيف العبء على المستشفيات وتمكين التزام السلطنة بتحقيق أهداف رؤية عمان 2040 في بناء مجتمع يتمتع بصحة مستدامة ورعاية صحية وقائية وعلاجية متميزة.
يحتوي “مركز مسقط للتعافي” على خمسة أقسام داخلية لترقيد المرضى بسعة استيعابية تبلغ (130) سريرًا موزعة إلى (96) سريرًا للرجال و(34) سريرًا للنساء تتضمن هذه الأقسام: قسمين لإزالة السموم بسعة (20) سريرًا للرجال و(١٠) أسرة للنساء. وقسمين لإعادة التأهيل قصير المدى بسعة (66) سريرًا للرجال و(٢٤) سريرًا للنساء.

ويشمل المركز أيضًا القسم العدلي للرجال بسعة (١٠) أسرة مخصصة لاستقبال المرضى المحالين للإيداع للعلاج والتأهيل من الإدمان. كما تم ضم خدمات مركز بيوت التعافي ضمن خدمات المركز لتوفير برنامج التأهيل طويل المدى لمدة سبعة أشهر بطاقة استيعابية تصل إلى (40) سريرا.
ويحتوي المركز كذلك على عدد من المرافق الخدمية المساندة منها: الاستقبال والتسجيل وقسم المعاينة، وعيادات خارجية تضم (4) عيادات أكلينيكية، بالإضافة إلى عيادة مخصصة للأخصائيين النفسيين وأخرى للباحثين الاجتماعيين. كما يتوفر في المركز مختبر وصيدلية ومبنى الحراسة الأمنية إلى جانب غرف للعلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي وصالة متعددة الأغراض للأنشطة ومصلى للرجال وللنساء.