اخبار ثقافية

“حين تُصبح النعمة أمانة… والطبيعة ميثاق خلق وشكر”

“حين تُصبح النعمة أمانة… والطبيعة ميثاق خلق وشكر”

كتب / آمال ال ابراهيم

نعيش اليوم في رحاب نعمة لا تُقدَّر بثمن…نسيم عليل، سهل منبسط، بحر يتنفس الطمأنينة، وسفوح خضراء تهتف بالحياة، وجبال تشهد بعظمة الخالق.

إنها ظفار…  جغرافيتها قصيدة شكر، ومناخها دعوة للتأمل.

ووسط هذا الجمال الرباني، ننسى – أحيانًا – أن النعم تُسلب عندما لا تُشكر.

فكم من شعوب لا تجد ظلاً من شجرة؟

وكم من أوطان تئن تحت لهيب الحروب لا لهيب الشمس فقط؟

وكم من أناس يكدحون أعمارهم كي يصلوا إلى حيث نحن، بينما نحن نغادر المكان وقد خلفنا وراءنا ما لا يليق بالإنسان ولا بالأرض؟

هنا، لا بد أن نتوقف:

هل نمارس الشكر فعلاً؟

هل نحمل بقايا يومنا… بقايا طعامنا، وأكياسنا … ونطويها في نية نظيفة؟

هل نُقلع عن عادة الاتكالية، وننوي الأجر حين ننظف المكان كما كان أو أفضل؟

هل نفكر أن عامل النظافة ليس مسؤولًا عن أخلاقنا، وأن الطريق أمانة في أعناقنا؟

هل نُدرك أن “إماطة الأذى عن الطريق” ليست مجرد سلوك… بل عبادة؟

يا من تجلس تحت جمال الرذاذ، أو تركض على بطحة شواطئ ناعمة، أو تسير على مروج خضراء…

تذكر أن هذه الأرض إن نطقت، فستشهد:

شهدت من شكر… ومن كفر

من حافظ… ومن عبث

من حمل النعمة بعين الامتنان… ومن نثرها بعين الاستهتار

البيئة ليست مسؤولية جهة… بل ضمير مجتمع، والنظافة ليست حملة… بل وعي داخلي، والشكر ليس قولًا… بل سلوكًا…

فمن لم يُؤدِّ شكر النعمة بسلوك، لم يشكر، ومن أرهق المكان، أرهق الأمانة

ومن لوَّث الطبيعة، لوَّث فطرته..

فليكن خروجنا إلى الطبيعة خروجًا من الأنا، ودخولًا في منظومة الوعي والامتنان، ولنُعلِّم أبناءنا أن المكان الذي يُترك نظيفًا، هو صورة عن صاحبه

وأن من يُسيء للطبيعة، يُسيء للهبة، ويُعرض نفسه للمحاسبة

اللهم اجعلنا من الشاكرين لنعمتك، القائمين بأمانتك، السالكين في الأرض برُقيّ وذوق وخلق. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى