الكرسي…
الكرسي…
كتب / أ. عائشة بنت عمر العيدروس
أيّها المغرورُ بالكرسي، مهلاً… فما هو إلا متاعٌ زائل، لا يدوم لأحد، ولا يُخلّد سطوةً أو وهماً. تظن أن القوة في يدك؟
تتوهم أن المكانة قد أصبحت ملكاً لك؟ لكن ما تجهله أن الكرسي لا يمنح العظمة، بل يكشف حقيقة من يجلس عليه. نلقد جلست على ما لا تستحق، وانتزعت ما ليس لك. وكل لحظةٍ تقضيها متشبثاً به، إنما هي اقترابٌ من نهايتك.
تحسب أنك المنتصر؟ لا…
بل المهزوم في معركةٍ لم تبدأ بشرف، ولن تنتهي بفخر. حفرت قبرك بيدك، وأنت تبتسم بخيلاء. نسجت الدسائس، وظننت أن ما تفعله رفعة… وما علمت أن التكبر أول عتبات السقوط.
ثم تتجرّأ… فتدّعي أنك الملاك الطاهر؟
بل أنت الشيطان وأهله، تتخفّى خلف ابتسامةٍ زائفة، ومساعٍ خائبة. خابت خطواتك، وتكشّفت نواياك. فالطريق الذي تسلكه موحشٌ، متعرّج، لا يوصل إلا إلى هاويةٍ لا رجعة منها. ما أُخذ بالقوة سيعود لأصحابه، وما بُني على الظلم لا يعلو… بل ينهار. الأدوار تمضي، والزمان لا يجامل أحداً.
فتذكّر: الكرسي لا يدوم…لكن العدل هو الذي يخلّد. ما دامَ عرشٌ، ولا دامَ الزمانُ لأحدْ تُمحى الوجوهُ وإن علتْ، وتُنسى ما سجدْ الملكُ زائلٌ، والدهرُ دوّارُ الخطأ
كم من جبارٍ مشى… واليومَ في جوفِ اللّحدْ ما نفعهُ تاجٌ على رأسِ الخواءِ إذا كان الظُلمُ دَربه، والحقُّ عنهُ قد شردْ؟
تدنو الكراسي ثم تعلو ثم تَنقلبُ، وسنّةُ الله لا تُبقي، ولا تخطئ أحدْ، فالعدلُ باقٍ، وإن طال المدى زمنًا ن والظلمُ يفنى، ولو فوقَ السما صعد