اخبار ثقافية

فريق “ثمرة العطاء” الاجتماعي.. أحد عشر عاماً من البذل الإنساني في خدمة الأيتام والأرامل بسلطنة عُمان

فريق “ثمرة العطاء” الاجتماعي.. أحد عشر عاماً من البذل الإنساني في خدمة الأيتام والأرامل بسلطنة عُمان

كتب – عادل بن رمضان مستهيل

يواصل فريق ثمرة العطاء الاجتماعي أداء رسالته السامية في مجال العمل التطوعي، متّخذًا من خدمة الأيتام والأرامل محورًا أساسيًا لجهوده منذ تأسيسه في الثالث والعشرين من يوليو عام 2014. وقد استطاع الفريق، الذي يعمل حاليًا تحت مظلة نادي الخابورة، أن يرسّخ حضوره في المشهد المجتمعي كأحد النماذج الفاعلة للعمل التطوعي المنظم والمستدام في سلطنة عُمان، جامعًا بين المبادرة، والتنظيم، والتأثير العميق في حياة المستفيدين.

يعتمد الفريق في رؤيته على مبدأ تعميق العمل الاجتماعي كقيمة وطنية سامية تُسهم في بناء المجتمع وتماسكه، فيما تنطلق رسالته من قناعة راسخة بأهمية توجيه طاقات الشباب في مجالات فكرية وعملية وفنية، تُسهم في رعاية اليتيم بشكل شامل، يتجاوز الدعم المالي ليصل إلى بناء الشخصية وصناعة الأمل.

ويتكوّن الفريق من أعضاء متطوعين من مختلف محافظات السلطنة، يعملون بتناغم وتنسيق دقيق في تنفيذ الفعاليات وتوزيع المؤن وكفالات الأيتام، فضلًا عن جهود البحث والاستقصاء الميداني لرصد حالات الأرامل والأيتام المعسرين في جميع ولايات عُمان.

ومن بين أبرز مبادرات الفريق

تنظيم معسكرات وملتقيات ورحلات دورية، تركز على تنمية الجوانب النفسية والاجتماعية والتربوية للمستفيدين. وقد بلغ عدد الملتقيات الرسمية للفريق حتى الآن عشرين ملتقى، كان آخرها في محافظة ظفار، في الفترة من 2 إلى 8 أغسطس الجاري، بمشاركة 350 يتيمًا ويتيمة، فيما سبقه ملتقى آخر في أبريل الماضي بولاية الخابورة، بمشاركة 470 يتيمًا، حيث شمل البرنامج أنشطة تعليمية وترفيهية وتوعوية وتربوية، نُفذت ضمن بيئة آمنة وملهمة للأطفال.

وعلى مدار السنوات الماضية، نفذ الفريق عشرات المبادرات النوعية في مختلف أنحاء السلطنة. ففي عامه الأول (2014)، بادر بتنظيم “مؤونة رمضان” في محافظة مسقط، وفعالية “فرحة يتيم” في ولاية مطرح، بالإضافة إلى رحلة ترفيهية لكبار السن في محافظة ظفار. وتوالت الأعمال عامًا بعد عام، لتشمل ملتقيات كبرى، ومعسكرات شبابية، ورحلات لأداء العمرة، وأنشطة صحية وتوعوية، فضلاً عن زيارات المستشفيات ومراكز الرعاية الاجتماعية.

ويُسجَّل للفريق مشاركاته الإنسانية الفاعلة في الظروف الاستثنائية، ومنها جهود الإغاثة أثناء إعصاري “أشوبا” و”شابيلا”، حيث أسهم الفريق في تقديم المساعدات للمناطق المتضررة، ما عكس حسه الوطني واستعداده الدائم للمبادرة وقت الحاجة.

وفي عام 2018، شهدت أنشطة الفريق طفرةً ملحوظة، حيث نظم ملتقىً عملاقًا في حديقة القرم الطبيعية ضم أكثر من 1200 يتيم ويتيمة، كما نفذ معسكرًا للفتيات في جعلان بني بوحسن بمشاركة 220 يتيمة من مختلف محافظات السلطنة، إلى جانب ملتقيات أخرى في قريات وبديه ونزوى.

وفي عام 2019 واصل الفريق مسيرته في خدمة الأيتام حيث نُظِّم ملتقى في محافظة ظفار شارك فيه أكثر من 450 يتيمًا ويتيمة في أجواء مفعمة بالحب والعطاء

ولم تتوقف أنشطة الفريق رغم التحديات التي فرضتها جائحة كورونا، إذ نفذ في عام 2020 مبادرة توزيع سلال رمضان، ووجبات السحور على نقاط السيطرة الأمنية دعماً للكوادر العسكرية والأمنية العاملة خلال الجائحة، في دلالة واضحة على حرص الفريق على استمرار العطاء في كل الظروف.

وفي حديث خاص مع الجريدة، أكد سالم سعيد باحيد المشيخي، المشرف العام لفريق ثمرة العطاء، أن العمل في الفريق قائم على منهجية الاستمرارية، لا الموسمية، وأن نجاح الفريق يعود إلى التكاتف الحقيقي بين المتطوعين، وثقة المجتمع في رسالته، مشيرًا إلى أن رؤية الفريق في المستقبل تتمثل في إنشاء مركز دائم لتأهيل الأيتام، وصندوق مستدام للكفالات، بما يضمن استمرارية الدعم وفاعليته.

لقد تمكن فريق ثمرة العطاء الاجتماعي خلال أحد عشر عامًا من أن يتحوّل إلى تجربة وطنية رائدة، تلامس احتياجات فئات هشة في المجتمع، وتمنحهم الأمل والاحتواء، وتبني في داخلهم الثقة بأنهم ليسوا وحدهم. وهو بذلك لا يقدّم فقط عملًا خيريًا، بل يصنع تغييرًا حقيقيًا، يُبنى على أكتاف متطوعين آمنوا بأن العطاء لا يُقاس بما يُنفق، بل بما يُزرع في القلوب من أثر  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى