“نبض القصيد”
“نبض القصيد”
برعاية رجل الأعمال المرداس العموري – وتنظيم مبادرة “ساحة القراء”
واحتضان مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والرياضة والشباب بصلالة في ليلةٍ وُشّحت ب نور الحرف وتعطّرت بنبض القصيد، وتحت رعاية كريمة من رجل الأعمال المرداس العموري، وبحضور عددٍ من الأدباء والمثقفين ومحبي الشعر، شهدت صلالة أمسية شعرية مميزة حملت عنوان “نبض القصيد”، نظّمتها مبادرة “ساحة القراء”، واحتضنها مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والرياضة والشباب بصلالة، في أجواء ثقافية راقية ملأتها الكلمة النابضة والوجدان الحي.
وقد تميّزت هذه الأمسية بتنوعها الفني وبحورها الشعرية، حيث أضاء الشعراء ليلها بنصوص عذبة، حملت تنوعًا في الرؤى والمواضيع، وجاءت مشاركاتهم على النحو التالي:
– الشاعر فيصل الفدغوش، انسابت كلماته برقة العاطفة ودفء الحب، فلامست القلوب بهمسه الشعري، واستدرّت المشاعر بإحساسه العالي، متنقلاً برشاقة بين الحنين والاشتياق، بلغة عذبة تأخذ السامع إلى عالمه الخاص.
– الشاعرة عائشة العيدروس، التي أشرقت بنصوصٍ مفعمة بالعزّة والاعتزاز بالهوية والمرأة والوطن، فكانت كلماتها أشبه بصيحات تُوقظ الوعي، وتعزز فينا الكبرياء، وقد عبّرت بشجاعة عن قضاياها، بثقةٍ وشموخٍ يليقان بمقام الشعر الحقيقي.
– الشاعر عادل العوادي، قدّم قصائد غزت مساحات الجمال والحب، فكانت أبياته تنضح بالعاطفة الرقيقة، والصور الشاعرية الأخّاذة، فجمع بين الجمال الحسي والوجداني، وتجلّى حضوره على المنصة بثقة الشاعر المتذوق والملهم.
وقد أدار الجلسة الإعلامي والشاعر حفيظ جعبوب، بأسلوبه السلس والمُتمكن، فكان حلقة وصل بين المنصة والجمهور، وأضاف للأمسية بُعدًا إعلاميًا رفيعًا، وساهم في إبراز جمالية القصائد وتوجيه دفة الأمسية بسلاسة ورقي.
وتنوّعت المشاركات بين القصيدة العمودية والمقطوعات الحرة، حيث جال الشعراء بين بحور الوافر، الكامل، الرجز، وغيرها من البحور، ليقدموا للجمهور باقةً من المشاعر والرؤى، جعلت من الأمسية مهرجانًا شعريًا مصغّرًا.
دور مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والرياضة والشباب بصلالة
وقد كان لـ مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والرياضة والشباب بصلالة الدور الأصيل في احتضان هذه الأمسية الشعرية، حيث فتح أبوابه للحرف والكلمة، وكان حاضنًا لنبض القصيد وملتقى الإبداع.
يمثل المجمع فضاءً ثقافيًا مميزًا في محافظة ظفار، وبيئة حاضنة للفن والأدب والأنشطة الشبابية، وقد وفر بتجهيزاته وإدارته الواعية كل سُبل النجاح لهذا اللقاء الشعري، تأكيدًا على دعمه المستمر للحراك الثقافي، وتشجيعه للمبادرات التي تصنع الفارق في المشهد الثقافي العُماني.
دور “ساحة القراء”
وقد كان لـ مبادرة “ساحة القراء” الدور الأساسي والفاعل في احتضان هذه الأمسية وتنظيمها بعناية ودقة وذوق رفيع، حيث تجسدت رؤيتها الثقافية في تمكين المواهب الشعرية، وإحياء المشهد الأدبي العُماني والعربي، بإتاحة منصة حرة ومتنوعة لكل من يحمل في قلبه نبض الحرف.
فمنذ انطلاقتها، أخذت المبادرة على عاتقها أن تكون جسرًا بين الإبداع وجمهوره، ومنصة للبوح الثقافي الراقي، وقد كان حضورها في هذه الأمسية تأكيدًا على أنها ليست مجرد مبادرة، بل وطنٌ للحرف، وملاذٌ للمبدعين، ومُتنفّسٌ للروح الشاعرة.
الختام
وقد اختُتمت الأمسية بتكريم الشعراء والمشاركين، وسط تصفيق حار من الجمهور، الذي عبّر عن إعجابه وامتنانه لهذا اللقاء الشعري البهي.
لقد كانت “نبض القصيد” أكثر من مجرد أمسية، بل كانت صوتًا حيًا للكلمة، وعرسًا ثقافيًا يحتفي بجمال الروح وجمال الحرف.