حين يغيّر الله مسارك…
حين يغيّر الله مسارك…
- عائشة بنت عمر بن حسن العيدروس
أحيانًا، تستيقظ وفي قلبك بوصلةٌ واضحة، وجهتك معلومة، خطواتك محسوبة، والحقائب تنتظر لحظة الانطلاق… ثم، كلمح البصر، تتبدّل الإشارة. يأتيك نداء لم تكن تترقبه، ويُفتح أمامك طريق لم يكن في خيالك، وكأن يدًا خفية أمسكت بقلم حياتك، ومحت خطًّا ورسمت آخر.
هناك، عند مفترق القدر، يقف القلب متسائلًا: لماذا الآن؟ ولماذا هذا الطريق؟
فيأتي الجواب همسًا من كتاب الله: ﴿وعسى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾، وكأن الآية تربّت على كتفك، لتذكّرك أن علمك قاصر، وأنه سبحانه يرى ما لا ترى.
حتى القبلة تغيّرت في لحظة تاريخية، بأمر السماء: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ … لتعلّمنا أن الطريق الأصح ليس دائمًا هو الذي بدأناه، بل الذي قادنا الله إليه.
ويأتي صوت النبي ﷺ يطمئن روحك: «واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك».
فتدرك أن كل تغيّر مسار هو اصطفاء، وكل وجهة جديدة تحمل رسالة، حتى وإن غابت عن بصرك حكمتها.
فحين يغيّر الله وجهتك، لا تُمسك بالخريطة القديمة، بل سر في الدرب الجديد بثقة، وردّد: قدر الله وما شاء فعل… فربما كان الطريق الذي لم تطلبه، هو الطريق الذي طالما كنت تبحث عنه دون أن تدري