الرياضة

أبحر بحرية… تجربة ملهمة لأبطال الأولمبياد الخاص العُماني في ظفار

أبحر بحرية… تجربة ملهمة لأبطال الأولمبياد الخاص العُماني في ظفار

ا. عائشة العيدروس رئيسة لجنة المبادرات بالأولمبياد الخاص العماني ظفار

في محافظة ظفار، حيث يتناغم البحر مع الجبل وتتنفس الأرض عبق الخريف، عاش أبطال الأولمبياد الخاص العُماني تجربة فريدة، ضمن مبادرة متميزة أطلقتها الشركة الحكومية عمان للإبحار تحت شعار “أبحر بحرية”. لم تكن المبادرة مجرد نشاط ترفيهي، بل محطة إنسانية أحدثت فرقًا ملموسًا في حياة اللاعبين، ورسّخت معاني الدمج المجتمعي والتمكين الحقيقي لذوي الإعاقة.

البحر… مساحة للإبهار والاكتشاف

مع انطلاق المبادرة، ارتسمت ملامح الفرح على وجوه اللاعبين الذين استعدوا لخوض تجربة جديدة في أحضان البحر. برفقة متخصصين في مجال الإعاقة، صعدوا على متن القوارب، حيث اجتمع الحماس بالدهشة، والشغف بالثقة. لقد تحولت لحظة الإبحار إلى مشهد إبهارٍ إنساني، فكل موجة كانت تحمل رسالة أمل، وكل نسمة بحرية كانت تهمس: “أنتم قادرون على الوصول إلى أبعد مدى.”

لم يكن القارب مجرد وسيلة للإبحار، بل نافذة على عالم أوسع، فتحت أمام الأبطال آفاقًا جديدة من التجربة والمغامرة. وبينما كانت القوارب تمضي فوق صفحة الماء الهادئة، كانت قلوب اللاعبين تنبض بالحرية والانطلاق، وكأن البحر نفسه قد احتفى بهم واحتضنهم برحابته.

فرحة غامرة بحجم الكون

الفرحة التي ارتسمت على الوجوه لم تكن عابرة؛ كانت فرحة غامرة، بحجم الكون وسعة البحر. بدت ملامح الانتصار واضحة على وجوه الأبطال، وهم يخوضون تجربة لم يتخيلوها يومًا، تجربة جمعت بين المتعة والتحدي، وأثبتت أن الإعاقة لا تقف عائقًا أمام الأحلام، بل هي دافع نحو مزيد من الإنجاز.

أحد اللاعبين عبّر بابتسامة واسعة عن سعادته قائلاً: “اليوم شعرت أنني أطير فوق الماء.” كلمات بسيطة لكنها تختصر ما عاشه الأبطال من حرية داخلية وانطلاق جديد.

دمج وتمكين حقيقي

ما يميز هذه المبادرة أنها جمعت بين المتعة والرسالة الإنسانية العميقة. فوجود متخصصين في مجال الإعاقة لم يكن مجرد جانب تنظيمي، بل كان عنصرًا أساسيًا لضمان أن يعيش اللاعبون تجربة آمنة وملهمة. لقد شكلت المبادرة نموذجًا حيًا لفلسفة الدمج، حيث يُمنح ذوو الإعاقة الفرصة ليكونوا جزءًا من المجتمع في مختلف أنشطته، بعيدًا عن العزلة والتهميش.

ومثلما يُبحر القارب نحو الأفق الواسع، فتحت هذه التجربة في قلوب الأبطال أفقًا جديدًا من الثقة بالنفس والإيمان بالقدرات. كانت رسالة للمجتمع بأسره أن ذوي الإعاقة قادرون على خوض التحديات، بل وإلهام الآخرين بصلابتهم وروحهم الإيجابية.

أثر عميق ومستقبل واعد

لا شك أن مبادرة “أبحر بحرية” أحدثت أثرًا عميقًا سيظل حاضرًا في ذاكرة اللاعبين وأسرهم. فهي لم تكن مجرد فعالية عابرة، بل خطوة عملية نحو تعزيز جودة الحياة لذوي الإعاقة، وإبراز دورهم كشركاء فاعلين في المجتمع.

إن هذه المبادرات تُعيد صياغة مفهوم المسؤولية الاجتماعية، وتجعل من البحر مدرسة للتجربة والاكتشاف، ومن الإبحار رمزًا للتحدي والإصرار. لقد أثبتت أن كل فرصة تُمنح لذوي الإعاقة هي استثمار في الإنسان، وفي المستقبل الذي يليق بهم وبمجتمعهم.

رسالة شكر وامتنان

ختامًا، تبقى هذه المبادرة شاهدًا على قوة التعاون بين المؤسسات الحكومية والمجتمع، وتجسيدًا لروح العطاء التي تميز سلطنة عمان. ومن قلب ظفار، يرفع أبطال الأولمبياد الخاص أصواتهم شاكرين لكل من ساهم في جعل البحر ساحة للفرح، ولكل من مدّ لهم يد الأمل والإلهام.

 نايف احمد سعيد الشنفري رئيس جمعية الاولمبياد الخاص. العماني بمحافظة ظفار

خميس بن محمد العنبوري. مدير عام القسم التجاري في عمان للإبحار والفريق المشارك من اناث وذكور بوركتم وبورك عطائكم

 إنها ليست مجرد رحلة إبحار… إنها رحلة حياة، أكدت أن الفرح ممكن، وأن الإرادة قادرة على كسر كل الحواجز، وأن البحر يتسع دومًا للأحلام الكبيرة  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى