وهكذا يا قلبي.. أنا امرأة لا تكسر
وهكذا يا قلبي.. أنا امرأة لا تكسر
كلمات/هناء سليم
لم أعد أَهتمُّ لأمرهم كما كنتُ سابقًا،
كنتُ أراهم أصحابَ كلمةٍ ومبدأٍ ووفاءٍ وتكاتف،
لكنني لم أكن أعلم أن نواياهم كانت تُخفي ما لا يُقال،
ولا تُظهر إلا ما يُناسب مصلحتهم في تلك اللحظة كنتُ أظنّ أن قربهم صادق، وأن وقوفهم حولي نابعٌ من المحبة،
ولم أكن أدرك تمامًا أنهم اكتفوا بمصالحهم،
وربطوا علاقاتهم بأصدقائهم حيث يُثمر النفع،
فما إن انتهى الأمر، حتى تراجعوا إلى الخلف،
وأصبحوا متفرّجين صامتين،
ينظرون إلى أين سأصل،
وأنا مثقلةٌ بعبءٍ كبيرٍ خَلَّفته اختياراتهم.
تركوا امرأةً تُجاهد لتتحرر من قيود اقتراحاتهم،
امرأةً وقفت في وجه التعب،
تحمل ثقل الأيام وحدها،
ولم يسألها أحدهم يومًا:
هل انتهيتِ من ذلك العبء؟
هل وجدتِ نفسك بعد كل هذا العناء؟
امرأةٌ تجاوزت ما مرت به،
ولا يَستكملُ حِملها ولا يَشعر بوجعها
إلا الرجالُ الكفو الذين يعرفون معنى الثبات والعزيمة.
ينامون ليلهم قريري العين،
وأنا ليلي في مناجاة الله،
أبثّه ضعفي وحنيني،
وأطلب منه القوة بعد كل انكسار.
أيامٌ ثقال وطوال مررتُ بها،
لكنني صبرتُ، لا ضعفًا، بل من أجل هدفٍ سامٍ ومثمر،
هدفٍ اجتزتُه بجدارةٍ وإصرار،
بعد كل ما مررتُ به من خذلانٍ منهم،
خرجتُ أقوى، أنقى، وأشدّ وعيًا بما حولي.
أنا امرأة لا تكسر
أقولها بثقة:
لقد عبرتُ العاصفة دون مظلةٍ من أحد منهم سوى ….
ولم أعد أحتاج تصفيقًا من جمهورٍ غائب،
يكفيني أن الله رآني حين كنتُ أضعف،
ونصرني حين كنتُ أظنّ أنني لن أنهض.
ها أنا اليوم أبتسمُ بطمأنينة،
أُغلق أبواب الأمس،
وأفتح صفحةً جديدةً من الرضا والسلام،
فما كان دربُ الألم إلا طريقًا إلى النور،
وما كانت خيبتي إلا بوابةً لوعيٍ لا يُقدّر بثمن.
تبطي وانا من ضيقة الوقت ما نمت
يالله تعدي هالعواقب على خير
كلما يرن جوالي صوبه تلفتت
عله يسير بالسعد والتباشير
كلمات/هناء سليم
