اخبار ثقافية

مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصدر كتاب “دليل المخرجات الفلسطينيات”

مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصدر كتاب “دليل المخرجات الفلسطينيات”

  فلسطين – ٢٠-١١- أصدرت ادارة مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة ممثلة بمؤسس ورئيس المهرجان الدكتور عزالدين شلح وبالشراكة مع وزارة الثقافة الفلسطينية وبالتعاون مع الناقد السينمائي محمد عبيدو كتاب ” دليل المخرجات الفلسطينيات” وياتي هذا الاصدار تتويجاً لدورته الأولى التي انعقدت في الفترة من 26 – 31 أكتوبر 2025 والذي يصادف اليوم الوطني للمرأة.

 وعبر شلح عن جزيل شكره للناقد السينمائي محمد عبيدو على الجهود التي بذلها لإخراج هذا الكتاب حيث تكمن أهميته   في توثيق السيرة المهنية والابداعية للمخرجات الفلسطينيات واشاد بدوره في حفظ الإرث السينمائي النسوي وإظهار حجم المشاركة النسائية في انتاج السينما الفلسطينية وتسليط الضوء على إنجازات المخرجات لفتح فرص أوسع لهن محلياً وعربياً ودولياً.

   ومنذ اللحظة الأولى التي التقطت فيها الكاميرا مشهدًا فلسطينيًّا في ثلاثينيات القرن الماضي كانت المرأة حاضرة خلف العدسة وفاعلة ومبدعة رغم محاولات التهميش التي أحاطت بها في السرديات السينمائية والتاريخية السائدة.

ولم تكن المخرجات الفلسطينيات ظلالًا عابرا في تاريخ السينما بل ركيزة من ركائزها وصوتًا بصريًا أصيلاً أعاد صياغة الحكاية الفلسطينية من زاوية أنثوية حادّة الرؤية ومشبعة بالوعي والتمرد والجمال..

 ويعد مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة، الذي انطلقت دورته الأولى في 26- 31 أكتوبر حريصا على توثيق التجربة النسائية الفلسطينية في صناعة الأفلام عبر كتاب “دليل المخرجات الفلسطينيات وصناعة الذاكرة البصرية” للناقد السينمائي محمد عبيدو

ومنذ عام 2010، تجاوز حضور النساء في صناعة السينما الفلسطينية حدود المشاركة الرمزية إذ جاءت أكثر من نصف الإنتاجات السينمائية الفلسطينية بأيدٍ نسائية مما يعكس تحولاً نوعيًا في بنية السينما الفلسطينية ودلالاتها الثقافية والاجتماعية والسياسية،

ويعتبر هذا الحضور اللافت لا يُترجم فقط في الكم بل في الكيف الذي جسدته أعمال المخرجات في قدرتها على مساءلة الواقع وإعادة تعريف الهوية الفلسطينية من خلال الصورة التي لا بوصفها مجرد مرآة بل كأداة كشف ومقاومة وكتابة جديدة للتاريخ.

وينطلق هذا الكتاب من محاولة استعادة تلك التجارب والإنصات إلى أصوات المخرجات اللواتي جعلن من الكاميرا وسيلة للتعبير ولطرح الأسئلة الكبرى حول الذات والوطن والمرأة، وحول موقع السينما نفسها في صراع الذاكرة والهوية.

   وتتبع هذه المسيرة بحث في العلاقة المركبة بين المرأة والسينما الفلسطينية ليس بوصفها موضوعا بل كقوة فاعلة تشارك في صنع الصورة وصياغة الوعي.

    وتتضمن فصول هذا الكتاب قراءات أفلام المخرجات الفلسطينيات بوصفها شهادات حية على التحولات العميقة التي عاشها المجتمع الفلسطيني من الثورة والمقاومة إلى تفاصيل الحياة اليومية ومن الحب والخيبة إلى الاغتراب والمنفى، وتنبض هذه الأفلام بحس إنساني رفيع يلتقط نبض فلسطين المتعددة في المكان والزمان كما تصوغ حضور المرأة الفلسطينية في معركة البقاء والكرامة والحرية.

   وما يميّز هذه السينما النسوية الفلسطينية هو قدرتها على تجاوز الصور النمطية، وإنتاج لغة جمالية ومفردات جديدة، أكثر عمقًا وإنسانية كما فعلت مخرجات الداخل الفلسطيني اللواتي قدمن جماليات مختلفة تعكس إرادة قوية للسؤال والتجريب والتجديد

ويعد الكتاب دليلاً واسعا يضم سيرا ذاتية ونبذات نقدية لاثنتين وستين مخرجة فلسطينية من فلسطين والشتات مع تحليل لأعمالهن السينمائية الوثائقية والروائية.

ويشكل الكتاب محاولة لتوثيق جهدٍ إبداعي نسوي رائد أعاد رسم صورة فلسطين في الذاكرة البصرية العالمية عبر عدسات مبدعات آمن بأن السينما ليست ترفًا فنيًّا بل فعل مقاومة وجمال في آنٍ واحد. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى