المسرحية المصرية “مع الشغل والجواز” تبهر الجماهير في مهرجان ظفار الدولي للمسرح
عادل بن رمضان مستهيل
قدمت المسرحية المصرية “مع الشغل والجواز” عرضًا جماهيريًا في مهرجان ظفار الدولي للمسرح، تأليف أحمد رجب وإخراج عبد الباري سعد. تدور القصة حول الفكرة المدهشة: “لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع”، حيث تُعرض حياة زوجين يواجهان مصيرًا غير متوقع في ليلة زفافهما.
تبدأ الأحداث بحادث مأساوي يودي بحياة الزوجين ليلة زفافهما. أثناء مراسم الدفن، يلتقي الزوجان بالدفّان وزوجته، اللذين يعرضان عليهما مقايضة موتهما بحياة جديدة. بعد قبولهما المقايضة، يعود الزوجان إلى الحياة ويبدآن حياتهما الزوجية المثالية التي سرعان ما تتلاشى مع المشاكل اليومية المعتادة. تتعرض حياتهما لضغوطات العمل، العلاقات الأسرية، والتدخلات الخارجية، مما يجعلهما يكرهان تلك الحياة التي ظنا أنها ستكون مثالية.
مع تفاقم المشاكل، يقرر الزوجان الانتحار للتخلص من معاناتهما، لكنهما يفشلان، إذ اكتشفا أنهما حصلا على حياة أبدية بسبب المقايضة. ينتهي بهما الأمر في المقابر، حيث يبحثان عن الراحة، على أمل أن يجدا زوجين يقبلان بتكرار المقايضة.
العرض يسير في قالب اجتماعي غنائي يمزج بين الخيال والواقع، حيث يتم تناول العديد من المشاكل الحياتية الشائعة بين المتزوجين. ومن خلال تسلسل المشاهد، يتم تقديم مواقف تمثل التحديات التي يواجهها الزوجان، بدءًا من المقايضة مع الدفّان وصولًا إلى محاولتهما الهروب من الحياة التي أصبحا لا يحتملانها.
يتناول العرض مشاهد متعددة تتنوع بين الفرح والخلافات، مثل مشهد المقايضة مع الدفان، اللحظات السعيدة بعد العودة للحياة، والتوترات العائلية والمشاكل المهنية التي تزداد حدة مع مرور الوقت، لتنتهي القصة في المقابر، حيث يظهر زوجان متوفيان في إشارة إلى استمرار الدورة الحياتية.
“مع الشغل والجواز” يقدم تجربة مسرحية مبتكرة تمزج بين الفكاهة والدراما، ويطرح تساؤلات عميقة حول الحياة والموت والواقع والمثالية.