أخبار محلية

محافظة ظفار تدشن الاستراتيجية الشاملة وهُوية المحافظة واستراتيجية التواصل

بشعار “ظفار أرض التباشير”

محافظة ظفار تدشن الاستراتيجية الشاملة وهُوية المحافظة واستراتيجية التواصل

 احتُفلت محافظة ظفار أمس بتدشين الإستراتيجية الشاملة وهُوية المحافظة واستراتيجية التواصل تحت شعار “ظفار أرض التباشير” ، وذلك تحت رعاية صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد الموقر رئيس مجلس إدارة البنك المركزي العماني، وبحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة المسؤولين وممثلي الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني ومختلف فئات المجتمع.

وتأتي هذه الخطوة في إطار السعي نحو ترسيخ نهج التخطيط اللامركزي والإدارة المحلية، وتعزيز التكامل المؤسسي والتنموي بما يتماشى مع مستهدفات رؤية عُمان 2040، حيث تستند الاستراتيجية إلى رؤية محافظة ظفار كوجهة عالمية مستدامة، معتزة بهويتها، تنعم بالرفاه، وتتمحور رسالتها حول تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة من خلال الاستغلال الأمثل للموقع الجغرافي الفريد والموارد الطبيعية، وتعزيز التنوع البيئي والابتكار، والحفاظ على التراث الثقافي، وتوفير بيئة أعمال جاذبة للاستثمارات النوعية.

وأوضح صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد في كلمته التي ألقاها في حفل التدشين أن الاستراتيجية تم العمل عليها استنارةً بالرؤية السامية الكريمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، بأهمية تطوير اللامركزية في سلطنة عمان، وتعزيز الإدارة المحلية وتمكين المحافظات، وتمت مراعاة أن تكون انطلاقتها الرئيسة من رؤية عمان ٢٠٤٠، إلى جانب الاستراتيجيات القطاعية المختلفة كالاستراتيجية العمرانية، واستراتيجية التعليم، واستراتيجية الصحة، واستراتيجية السياحة، وشخصت فرق العمل مراكز القوة في تلك الاستراتيجيات ومواطن التطوير فيها، ومحاور الالتقاء فيما بينها؛ بهدف الخروج باستراتيجية شاملة لمحافظة ظفار تضمن الاستفادة القصوى من البرامج والمبادرات التي تتضمنها تلك الاستراتيجيات، والربط فيما بينها؛ للخروج بمبادرات وبرامج ومشاريع أكثر شمولية، تعزيزًا للفائدة وتعظيمًا للأثر.

وأضاف صاحب السمو محافظ ظفار: “كان من المهم صياغة الأدوات والممكنات التي من شأنها ضمان تحقيق الاستراتيجية لأهدافها، ومن أهمها ” الهُوية الترويجية لمحافظة ظفار”، مؤكدا أن الهوية ليست ” شعار فقط”، فذلك جزء بسيط من المعنى الشامل للهُوية، لذلك كان لا بد من العمل على دراسة علمية متمثلة في بحث علمي متكامل عن محافظة ظفار، بداية من تاريخها التليد مرورًا بحاضرها المشرق وصولًا إلى مستقبلها المنشود. كما ارتأت محافظة ظفار ضرورة تطوير موقعها الإلكتروني ليتوافق مع استراتيجيتها، لذلك تم الانتهاء إلى موقع إلكتروني بواجهة صديقة للمستخدم، يستطيع من خلالها الإبحار والتنقل بين صفحاته بكل يسر وسهولة، كما يمكنه الحصول على ما يبحث عنه من معلومات وبيانات وخدمات تتعلق بالمحافظة دون الحاجة إلى التنقل من موقع إلكتروني إلى آخر.

أهداف ومحاور الاستراتيجية

وتهدف الاستراتيجية الشاملة إلى تسريع وتيرة التنمية في محافظة ظفار عبر تحقيق تنمية اقتصادية متكاملة من خلال تحفيز قطاعات السياحة، والموارد الاقتصادية، واللوجستيات. وتعزيز الأمن الغذائي باستدامة الإنتاج وكفاءة الاستهلاك. وتطوير قطاعي الطاقة المتجددة والتعدين. والاستجابة لتغيرات المناخ بخطط للتكيّف والتخفيف. وتحقيق التنمية العمرانية المستدامة. وحماية البيئة وإدارة التراث الطبيعي والثقافي. وتحسين كفاءة البنية الأساسية ووسائل النقل، وغيرها.

وتغطي السياقات الاستراتيجية أيضًا تنمية الموارد البشرية من خلال بناء رأس مال بشري قادر على قيادة التحول التنموي، وتعزيز الاقتصاد الأخضر، وتحسين بيئة الأعمال والاستثمار على المستويين المحلي والدولي، إضافة إلى أنسنة المدن وتوفير جودة حياة عالية للسكان، ودعم الفعاليات الثقافية والمجتمعية، ونشر الوعي البيئي.

منظومة تواصل وهوية متكاملة

تُعزز الاستراتيجية أيضًا الهُوية الترويجية لمحافظة ظفار بما تحويه من إرث وحضارة، وقد تم العمل عليها من خلال بحث علمي متكامل عن المحافظة، منطلقا من ميناء سمهرم التاريخي الذي ربط ظفار بشتى موانيء دول العالم القديم، حيث كانت السفن المحملة باللبان الظفاري تتجه إلى مصر القديمة، وروما، وغيرها من دول العالم، حاملة معها ثقافة عمان ورسالة الإنسان، مرورًا بالعمارة الظفارية المتميزة، وممكنات محافظة ظفار الحضارية من مطار دولي، وميناء عالمي، ومناطق حرة، ومشاريع طاقة وأمن غذائي وغيرها، وصولًا إلى أهمية استقطاب الاستثمارات والمستثمرين من خلال منظومة تواصل تركز على توحيد الجهود الإعلامية للجهات الحكومية والخاصة في المحافظة والتي تضم أكثر من 50 وحدة حكومية ومؤسسة خاصة ساعية إلى تعزيز صورة محافظة ظفار من خلال تسلط الضوء على مكانتها ومميزاتها عبر التفاعل الرقمي مع الشركاء والمجتمع المحلي والدولي، وترويج الميزة التنافسية وتعزيز الاستثمار في المحافظة، إلى جانب توثيق الفعاليات والأنشطة على مدار العام ضمن هوية بصرية متكاملة.

مراحل الإعداد وآلية العمل

واعتمد إعداد الاستراتيجيات على سلسلة من الحلقات التشاركية مع أصحاب المصلحة من مختلف القطاعات (الحكومي، والخاص، والمجتمع المدني)، إضافة إلى معامل فنية ومختبرات تخصصية، تضمنت دراسة معيارية لعدد من المدن العالمية الرائدة في التنمية، وتحليل الواقع التنموي في ظفار واستكشاف الفرص، ومواءمة الغايات الاستراتيجية مع توجهات رؤية عمان 2040، وبما يضمن سيرها جنبا إلى جنب في التنفيذ، مع وضع حوكمة متقنة، واضحة الأدوار والمسؤوليات للوصول إلى مخرجات تلامس الواقع، وقابلة للتطبيق، بممكنات حقيقية متوافق عليها من قبل الجميع ، في التخطيط و في مسؤولية التنفيذ والنجاح.

                                تدشين الهّوية الموسيقية

وشهد الحفل تدشين الهّوية الموسيقية لمحافظة ظفار، في خطوة تعكس المكانة الثقافية والفنية التي تتميز بها المحافظة كإحدى أبرز مناطق الإرث الثقافي والتنوع الفني في سلطنة عمان. وتجسد الهّوية الموسيقية رؤية إبداعية تهدف إلى إحياء التراث الموسيقي الظفاري وتقديمه في قالب معاصر يواكب الأذواق الحديثة، مع الحفاظ على أصالة الموروث وجمالياته. ويُعد هذا المشروع منصة احترافية لتقديم الموسيقى الظفارية على الساحة العالمية، بما يعزز من حضور الهّوية العُمانية في المشهد الثقافي الدولي.

تدشين الموقع الإلكتروني

وتم خلال حفل التدشين الإعلان عن الموقع الإلكتروني لمحافظة ظفار الذي صمم ليتوافق مع استراتيجيتها. موفرا كافة المعلومات التي تتعلق بالمحافظة ليتيح للمستخدم إمكانية الحصول على المعلومات بسهولة ويسر، ويتاح الموقع في نسخته الأولى باللغتين العربية والإنجليزية، والعمل جار على إتاحته بلغات عالمية أخرى.

فرع مركز الشباب

 كما تم خلال الحفل الإعلان عن فرع مركز الشباب بمحافظة ظفار، والذي جاء بلفتة كريمة من صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق آل سعيد الموقر، وزير الثقافة والرياضة والشباب، ليعمل المركز على المساهمة بشكل إيجابي في تطوير مهارات الشباب وصقل خبراتهم، ليكون الفرع حاضنًا للشباب ومرتكزًا لملتقياتهم.

ويأتي إطلاق الاستراتيجية الشاملة واستراتيجية التواصل والهوية لمحافظة ظفار استجابة لحاجة حقيقية إلى حوكمة الاستراتيجيات القطاعية العاملة داخل المحافظة، ووضعها ضمن وثيقة شاملة تُسهم في تنسيق الجهود بين الجهات المختلفة وتسهيل متابعتها وتقييم أثرها، كما أن الاستراتيجية تعد بوصلة موحدة تقود عملية التنمية وتُعزز الفاعلية المؤسسية والتواصل مع المنتفعين من الخدمات.

ويُعد إطلاق الاستراتيجيات نقلة نوعية في العمل التنموي بمحافظة ظفار، إذ تُرسخ لمفهوم التنمية المكانية المتوازنة، وتعزز من قدرة المحافظة على جذب الاستثمارات، والاستفادة من مواردها الطبيعية والثقافية، بما يخدم تطلعات الأجيال الحالية والمستقبلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى