أخبار محليةاخبار ثقافيةالاخبار

إشهار فرقة “الأصالة للفنون المسرحية” بظفار.. إضافة نوعية للمشهد الثقافي العُماني

صلالة – عادل بن رمضان مستهيل

في خطوة جديدة تُعزز الحراك الثقافي والمسرحي في سلطنة عُمان، تم الإعلان رسميًا عن إشهار فرقة “الأصالة للفنون المسرحية” بمحافظة ظفار، وذلك في إطار جهود متواصلة للنهوض بالفن المسرحي المحلي وتقديم أعمال تحمل بصمة ثقافية تعكس هوية المجتمع العُماني.

وقد جاء إشهار الفرقة وسط ترحيب واسع من الأوساط الفنية والأدبية، نظرًا لما تحمله من رؤية واضحة تهدف إلى إثراء المشهد المسرحي عبر إنتاج عروض هادفة، تُبرز القيم الاجتماعية والثقافية، وتُسهم في صقل المواهب الشابة وتمكينها من التعبير عن قضاياها بأسلوب إبداعي.

تشكيل إداري متكامل بقيادة فنية طموحة

يترأس الفرقة الأستاذ أحمد الجابري، أحد الوجوه المعروفة في الحقل المسرحي، الذي أكد التزامه بقيادة الفريق نحو آفاق فنية جديدة تجمع بين الأصالة والمعاصرة. وقد ضمّ التشكيل الإداري للفرقة مجموعة من الكفاءات العُمانية المتميزة، وهم:

الشريف حسين بن علي العمري نائبًا للرئيس ورئيسًا للقسم الفني

مكتوم الجليبي رئيسًا لقسم التطوير والتدريب

محمد المشيخي رئيسًا لقسم الإنتاج والمالية

حمدان العمري رئيسًا لقسم الإعلام والتسويق

ماجد الرمضاني أمينًا للسر

علي العجمي مسؤولًا عن القسم الفني والتقني

أهداف واضحة ورؤية ثقافية متجذّرة

حول الدوافع التي قادت إلى تأسيس الفرقة، أوضح الجابري أن انطلاقة “الأصالة للفنون المسرحية” جاءت انطلاقًا من الرغبة في تنشيط المشهد الفني في محافظة ظفار، واستثمار المخزون الثقافي والتاريخي الغني الذي تتمتع به، مضيفًا:

“نطمح إلى جعل المسرح أداة تعبيرية حيوية، تعكس قضايا المجتمع وتواكب التغيرات الاجتماعية عبر أعمال تتسم بالعمق والجاذبية.”

واقع المسرح المحلي ودور “الأصالة” المنتظر

ورغم التحديات التي تواجه المسرح المحلي – مثل ندرة العروض المتنوعة وقلة الموارد – فإن “الأصالة” تسعى، بحسب الجابري، إلى أن تلعب دورًا فاعلًا في تحفيز هذا الحراك، من خلال تقديم أعمال تعكس الواقع الاجتماعي برؤية فنية محلية، وبما يعزز الثقافة المسرحية لدى مختلف الأجيال.

تركيز على الموروث الثقافي ومزج الكلاسيكي بالمعاصر

وفي ما يتعلق باختيار النصوص المسرحية، أشار رئيس الفرقة إلى أن الفرقة تميل إلى استلهام القصص والأساطير المحلية ذات الرمزية الثقافية، ما يتيح لها تقديم محتوى يجمع بين الأصالة والحداثة، ويعبّر عن التراث بأساليب معاصرة تستقطب جمهورًا متنوعًا.

تنوع داخل الفريق وتحديات التأسيس

تضم فرقة “الأصالة” خليطًا من الطاقات الشبابية والخبرات المسرحية المخضرمة، ما يخلق بيئة إنتاجية غنية بالأفكار والأساليب. وقد واجهت الفرقة تحديات تأسيسية شملت محدودية الموارد، إلا أن الفريق تمكن من تجاوزها عبر العمل الجماعي والشراكات المحلية، وتبني آليات إنتاج مرنة تتناسب مع الإمكانيات المتاحة.

تطلعات مستقبلية واعدة

وحول الخطط المستقبلية، أوضحت إدارة الفرقة أن “الأصالة” تعمل على إعداد أولى عروضها المسرحية التي سترى النور قريبًا، كما تخطط للمشاركة في مهرجانات فنية داخل السلطنة، والتعاون مع مؤسسات ثقافية محلية لتوسيع دائرة حضورها الفني في ظفار وخارجها.

تجدر الإشارة إلى أن الساحة المسرحية العُمانية شهدت في السنوات الأخيرة انتعاشًا ملحوظًا، مع تصاعد المبادرات الشبابية وتنامي عدد الفرق المستقلة، ما يعكس وعيًا متزايدًا بأهمية المسرح كوسيلة للتعبير المجتمعي وبناء الوعي الثقافي. وفي هذا الإطار، تمثل فرقة “الأصالة للفنون المسرحية” إضافة نوعية، يُنتظر أن يكون لها دور مؤثر في تعزيز هذا الحراك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى