افتتاح مدرسة “أنوار القرآن” لتدريس القرآن الكريم بصلالة تحت إشراف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية
افتتاح مدرسة “أنوار القرآن” لتدريس القرآن الكريم بصلالة تحت إشراف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية
تحت رعاية سعادة المهندس أحمد بن صالح الراشدي، وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، شهدت منطقة صحلنوت الشمالية بولاية صلالة مساء الجمعة ، افتتاح مدرسة “أنوار القرآن” لتدريس القرآن الكريم، وذلك بإشراف المديرية العامة للأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة ظفار، في خطوة جديدة تعكس اهتمام السلطنة بتعزيز التعليم الديني وخدمة كتاب الله تعالى.
وجاء افتتاح المدرسة في أجواء إيمانية، حيث بدأ الحفل بالسلام السلطاني، تلاه تلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم، قدمها القارئ الشيخ عبدالله بن محمد العنسي اليافعي، ثم ألقى الأستاذ أحمد بن عبدالله بن محي الدين بن سيف الكلمة الترحيبية، عبّر فيها عن سعادته بهذا المشروع التعليمي، مؤكدًا أن المدرسة ستكون منارة للعلم والإيمان، تغرس القيم القرآنية في نفوس الطالبات، وتعمل على بناء العقول وتربية القلوب على طاعة الله ومحبّة كتابه العزيز.
بعدها استعرض الحضور عرضًا مرئيًا شاملاً لمرافق المدرسة وما تحتويه من تجهيزات تعليمية متكاملة، تواكب أهدافها التربوية.
القرآن الكريم… رسالة تربوية ومصدر لوحدة الأمة
وألقى الدكتور محمد بن عقيل بن محي الدين بن سيف كلمة بعنوان “فضل القرآن الكريم وأهمية الوقف”، أكد فيها أن تحفيظ القرآن الكريم يُعد مشروعًا تربويًا متكاملاً، يهدف إلى بناء الإنسان روحًا وسلوكًا، ويسهم في تعزيز وحدة الأمة الإسلامية عبر ترسيخ لغة القرآن كلغة جامعة، وقيمه كمنهاج حياة. كما استعرض تطوّر مدارس القرآن الكريم عبر العصور، ودور المرأة التاريخي الفاعل في حفظه وتعليمه منذ عصر النبوة.
وأشار إلى أن الوقف يعد من أعظم القربات وأسمى صور التكافل الاجتماعي، لما له من أثر مستدام في دعم التعليم وخدمة المجتمع، مؤكدًا أن الأوقاف التعليمية تمثّل ركيزة من ركائز التنمية الشاملة والمستدامة في المجتمعات الإسلامية.
وفي ختام كلمته، توجه الدكتور محمد بخالص الشكر والامتنان إلى وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على جهودها المستمرة في رعاية مشاريع تعليم القرآن الكريم، كما رفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – على دعمه المتواصل لمسيرة التعليم والدين في السلطنة، سائلاً المولى عز وجل أن يديم عليه موفور الصحة والعافية، وأن يبارك في جهوده الرائدة في بناء عمان الحديثة على أسس من العلم والإيمان.
صرح تعليمي متكامل يخدم 300 طالبة
وتُعد مدرسة “أنوار القرآن” إضافة نوعية إلى شبكة مدارس تعليم القرآن الكريم بمحافظة ظفار، والتي بلغ عددها حتى الآن 19 مدرسة. وقد شُيّدت المدرسة على مساحة 1920 مترًا مربعًا، وتضم 11 فصلاً دراسيًا بسعة إجمالية تبلغ 300 طالبة، موزعات على مجموعتين: 150 طالبة في أيام الأحد والثلاثاء، و150 طالبة في أيام الإثنين والأربعاء، بمعدل 15 طالبة لكل فصل.
كما تحتوي المدرسة على مسرح يتسع لـ 216 شخصًا، وقاعة متعددة الأغراض، ومكاتب إدارية للمديرة والمنسقة والمعلمات، بالإضافة إلى 4 دورات مياه و10 محلات تجارية خصصت للإيجار، بما يعزز من موارد المدرسة الذاتية ويضمن استدامتها.
شكر وتكريم
وفي ختام الحفل، تم تقديم هدية تذكارية لسعادة راعي المناسبة، تقديرًا لجهوده ودعمه المتواصل في دعم المبادرات القرآنية والتعليمية، كما عبر الحضور عن امتنانهم لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية ممثلة في مديرية ظفار على إشرافها ودورها الفاعل في تنفيذ هذا المشروع المبارك.
وبافتتاح مدرسة “أنوار القرآن”، تُرسخ السلطنة التزامها بنهج تعليم القرآن الكريم، وتوفير بيئات تعليمية نموذجية تسهم في بناء أجيال واعية، متسلحة بالقيم والمبادئ الإسلامية، وتواكب تطلعات المجتمع العماني نحو مستقبل مشرق راسخ في هويته الدينية والثقافية.