اخبار ثقافية

“برمجة خطيرة: أبناؤنا ليسوا أطفالًا — جريمة تربية الغرب الطفل حتى الثامنة عشرة!

“برمجة خطيرة: أبناؤنا ليسوا أطفالًا — جريمة تربية الغرب الطفل حتى الثامنة عشرة!

أ / آمال آل إبراهيم

ما فعله الغرب من برمجة عقولنا على أن أبناءنا “أطفال حتى بلوغ الثامنة عشرة” جريمة حقيقية في حق التربية والوعي والمسؤولية.

الغرب أراد لنا أن نُخرِج أجيالًا هشّة، مدللة، لا تعرف معنى النهوض بالذات، ولا طعم المسؤولية، ولا قيمة القرارات. جعلوا سنّ الرشد مقرونًا بعدد، وليس بالقدرة والنضج، وصار كل خطأ يرتكبه المراهق عندنا يُغفر بحجة أنه “ما زال طفلًا”!

بينما العرب والمسلمون قديمًا كانوا يطلقون على الولد غلامًا منذ نعومة أظفاره، ثم فتى حين يشتد ساعده، فإذا بلغ الحلم صار رجلًا كامل المسؤولية. كان يُدعى للجهاد في السابعة عشرة، ويجلس في مجالس الكبار في العاشرة، ويُؤخذ برأيه في الحادية عشرة.

أما اليوم… فالابن في السابعة عشرة يُعذر أنه “طفل” إن أساء، وطفل” إن أهمل، وطفل” إن ضيّع.

هذه البرمجة الخبيثة عطّلت مسيرة الرجولة والأنوثة، وجعلت الشباب يتأخرون في النضج، ويتهربون من المسؤوليات. بينما ديننا علّمنا أن التكليف يبدأ بالبلوغ، لا بالرقم الغربي. فمن بلغ الحلم صار مسؤولًا أمام الله عن صلاته وصيامه وخلقه وسلوكه، لا يُعذر بأنه “طفل” لأنه لم يصل للثامنة عشرة!

نحن بحاجة لإعادة صياغة المفهوم في بيوتنا ومجتمعاتنا، أن نعلّم أبناءنا أن المسؤولية تبدأ باكرًا، أن نحاسبهم ونوجههم منذ طفولتهم، أن نُشعرهم أن أخطاءهم ليست مباحة، وأنهم محاسبون عليها منذ يميزون الصواب من الخطأ.

إن الغرب جعل أبناءه أسرى “أرقام” تحدد طفولتهم ورشدهم، بينما نحن أمة حدد لنا الشرع واللغة والفطرة أن الرشد يُقاس بالنضج والعمل لا بالعمر.

فهل نترك أبناءنا أسرى لفلسفة دخيلة، أم نعيد إليهم معنى الرجولة والأنوثة، ومعنى أن يكون المرء مسؤولًا عن نفسه منذ أن يعرف معنى الخير والشر!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى