فلكية جدة… «نبتون» في التقابل
فلكية جدة… «نبتون» في التقابل
الاحساء / زهير بن جمعه الغزال
أوضح ذلك المهندس ماجد ابو زاهرة يصل كوكب نبتون اليوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 إلى حالة التقابل حيث يكون بزاوية 180 درجة بالنسبة للشمس في سماء الأرض ويصادف ذلك أيضا أقرب نقطة له من كوكبنا بالتزامن مع ذكرى اكتشافه.
وصول نبتون إلى أقرب نقطة من الأرض هو حسب المقاييس الفلكية فقط لكنه لا يعني فعلياً أنه قريب فهو الكوكب الثامن بعداً عن الشمس وفي هذا التقابل سيكون على مسافة تبلغ حوالي 4,320,386,506 كيلومتر من الأرض.
تحدث ظاهرة تقابل نبتون في كل مرة تعبر فيها الأرض بين الشمس ونبتون. عند التقابل يكون وجه الكوكب الأزرق مضاءً بالكامل بأشعة الشمس مقارنة بأي وقت آخر خلال السنة ويظل ظاهراً في السماء طوال الليل وهو أفضل وقت لرؤية وتصوير الكوكب إذ يشرق مع غروب الشمس ويصل إلى أعلى نقطة في السماء عند منتصف الليل ثم يغرب مع شروق الشمس في اليوم التالي.
عادة عندما تكون كواكب مثل المريخ أو المشتري في حالة التقابل مع الشمس تكون في أقصى درجات بريقها ولمعانها لكن هذا لا ينطبق على كوكب نبتون
حتى عند وصول نبتون إلى حالة التقابل يظل خافتاً جداً بسبب المسافة الشاسعة التي تفصلنا عنه. فهو الكوكب الوحيد في نظامنا الشمسي الذي لا يمكن رؤيته بالعين المجردة مطلقًا إذ إنه أخفت بخمس مرات من أي نجم خافت يظهر في السماء المظلمة ومع ذلك يمكن رصده باستخدام التلسكوبات القوية حيث يظهر كنقطة زرقاء.
كوكب نبتون اكتشف في 23 سبتمبر 1846 ويعد رابع أكبر كوكب في نظامنا الشمسي وهو أول كوكب يكتشف باستخدام العمليات الحسابية. أكبر أقماره ترايتون اكتشف بعد 17 يوماً من اكتشاف نبتون وهو القمر الكبير الوحيد الذي يدور في اتجاه معاكس لدوران الكوكب حول محوره وللمقارنة يستغرق ضوء الشمس للوصول إلى نبتون حوالي 4 ساعات بينما يصل إلى الأرض في 8 دقائق فقط.
يكمل نبتون دورة واحدة حول الشمس في نحو 165 سنة، بينما يستغرق أقل من 16 ساعة ليكمل دورة كاملة حول محوره. وقد تمت تسميته نسبةً إلى إله البحار في الأساطير الرومانية. ويُعزى لونه الأزرق أساسًا إلى وجود غاز الميثان في غلافه الجوي مع احتمال وجود عوامل إضافية تعزز شدة هذا اللون.
جدير بالذكر أن المسبار (فوياجر 2) زار نبتون في 25 أغسطس 1989 ولم تزر أي مركبة فضائية أخرى الكوكب منذ ذلك الحين.