اخبار ثقافية

د. عمار السكجي رئيس الجمعية الفلكية الاردنية … مذنب ليمون A6 يسطع في سماء الوطن العربي والعالم

د. عمار السكجي رئيس الجمعية الفلكية الاردنية … مذنب ليمون A6 يسطع في سماء الوطن العربي والعالم

الاحساء / زهير بن جمعه الغزال

أوضح ذلك د. عمار السكجي رئيس الجمعية الفلكية الاردنية

مع بداية فصل الخريف، يستعد عشاق الفلك في الوطن العربي والعالم، لمتابعة حدث فلكي، حيث يقترب المذنب C/2025 A6 (Lemmon) من الأرض والشمس، في مشهد قد يُسجل كأحد أبرز الظواهر الفلكية لهذا العام، اذا تمت رؤيته بالعين المجردة، حيث سيبلغ المذنب أقرب مسافة من كوكبنا في 21 تشرين الأول/أكتوبر 2025، على بُعد نحو 90 مليون كيلومتر، وهي فترة ذهبية للرصد، حيث يُتوقع أن يزداد سطوعه بشكل ملحوظ.

اكتُشف المذنب يوم 3 كانون الثاني/يناير 2025 بواسطة مرصد ماونت ليمون في ولاية أريزونا الأمريكية، وقد تم رصده من العديد من الفلكيين العربي، ومؤخرا تمكّن فريق فلكي أردني فجر الاحد 22 أيلول 2025 من تصويره بين الساعة الثالثة والرابعة صباحًا من الصحراء الشرقية بالقرب من قصر الحرانة، بينما كان على بُعد يقارب 200 مليون كيلومتر من الأرض، حيث كان في كوكبة الوشق، وكان يتحرك بسرعة 58 كم في الثانية.

يُصنَّف C/2025 A6 كمذنب دوري طويل الأمد، إذ تبلغ دورته المدارية نحو 1350 سنة قبل أن تنخفض إلى حوالي 1155 سنة بعد مروره بالشمس هذا العام، ويصل إلى الحضيض الشمسي (أقرب نقطة من الشمس) في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، على مسافة تقارب 79 مليون كيلومتر.

في البداية، قدّر الفلكيون أن لا يتجاوز لمعانه القدر العاشر (غير مرئي إلا بالتلسكوبات)، إلا أن الملاحظات الأخيرة أظهرت أنه يزداد سطوعًا بوتيرة أسرع من المتوقع، وقد يصل إلى القدر الرابع، ما يجعله مرئيًا بالمناظير الصغيرة وربما بالعين المجردة، بشرط توفر ظروف مثالية مثل صفاء الجو، عتمة السماء، البعد عن التلوث الضوئي، وخلو الغلاف الجوي من الغبار أو الغيوم.

خلال أيلول/سبتمبر وأوائل تشرين الأول/أكتوبر يمكن رصده من الاردن في ساعات الفجر قبل شروق الشمس، أما في منتصف إلى أواخر تشرين الأول/أكتوبر، فستكون أفضل أوقات الرصد في المساء بعد غروب الشمس، عندما يظهر فوق الأفق الغربي-الشمالي الغربي، ويكون بعيدًا عن وهج الشفق. وبعد مروره بالحضيض الشمسي في تشرين الثاني، يُتوقع أن يبدأ سطوعه بالتراجع تدريجيًا.

مهما كانت النتيجة، فإن رؤية مذنب بالعين المجردة تظل حدثًا نادرًا يُذكرنا بجمال الكون وحركته المستمرة، كما أن هذا المذنب يشكّل نافذة علمية لدراسة مكوّنات النظام الشمسي البعيد وظروف تشكّل الأجرام في سحابة أورت، وهو أيضًا دعوة للحفاظ على سماء مظلمة خالية من التلوث الضوئي تتيح لنا الاستمتاع بمثل هذه المشاهد الكونية الفريدة. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى