الرياضة

غدا سحب قرعة النسخة الـ 55 لمسابقة كأس جلالة السلطان للهوكي

غدا سحب قرعة النسخة الـ 55 لمسابقة كأس جلالة السلطان للهوكي

 يحتفل الاتحاد العُماني للهوكي مساء غدا الثلاثاء بفندق شيراتون عُمان بإقامة قرعة مسابقة كأس جلالة السلطان للهوكي في نسختها الـ 55، وذلك برعاية صاحب السُّمو السَّيد ملك بن شهاب آل سعيد، وبحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة، وأعضاء أسرة الاتحاد العُماني للهوكي، وممثلي الأندية المشاركة في المسابقة، إلى جانب وسائل الإعلام المختلفة، في أجواء من الحماس والترقب لموسم رياضي واعد.

وتُمثل مسابقة كأس جلالة السلطان للهوكي أيقونة المنافسات الرياضية في سلطنة عُمان، وواجهة مشرِّفة للعبة الهوكي التي ارتبط اسمها بالإنجازات والبطولات على مدى عقود، فهي ليست مجرد بطولة كروية تتنافس الأندية من خلالها على التتويج، بل تُعد مدرسة كروية وفنية متكاملة أسهمت في صناعة نجوم بارزين رفدوا المنتخبات الوطنية، ومنحت الهوكي العُماني مكانة مرموقة على المستويين الإقليمي والآسيوي. وبفضل الاهتمام والرعاية السامية، تحولت الكأس إلى محرك رئيسي لتطور اللعبة محليًا، سواء من حيث تطوير البنية الأساسية، أو توسيع قاعدة الممارسين، أو رفع كفاءة التدريب والتحكيم، لتغدو البطولة إحدى الركائز المهمة للنهضة الرياضية في سلطنة عُمان، ومصدر فخر لكل عشاق الرياضة.

كما تُعد مسابقة الكأس بمثابة بطولة النخبة، إذ يظهر خلالها أقوى الأندية وأكثرها جاهزية فنية وبدنية، وهو ما انعكس إيجابًا على تطور مستوى الدوري العام وزيادة جودة اللاعبين، حتى باتت المباريات النهائية والقمم الكروية بمثابة «معسكر تنافسي» لاختبار التكتيك واللياقة والمهارة، إضافة إلى صقل روح الفريق والتكامل بين اللاعبين. ومن خلال هذه المسابقة برزت أسماء عديدة شقت طريقها مباشرة إلى صفوف المنتخبات الوطنية، لتصبح الكأس منصة حقيقية لاكتشاف وفرز القدرات الواعدة. ويستفيد الاتحاد العُماني للهوكي من هذه المخرجات عبر إعداد تقارير فنية دقيقة ورصد شامل لأداء اللاعبين خلال مجريات المنافسات، بما يضمن تطوير الأداء الفردي والجماعي للفرق الوطنية.

كما حافظت المسابقة على مكانتها كواحدة من البطولات الأكثر متابعة، سواء في الملاعب أو عبر وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، وهذا الحضور الجماهيري والإعلامي منح اللعبة زخمًا دعائيًا كبيرًا، وعزّز من فرص جذب رعاة وشركاء تسويقيين جدد، ما ساهم في دعم مسيرة الهوكي العُماني وتعزيز مكانته الرياضية على كافة المستويات. ويمثل هذا الاهتمام المتواصل دافعًا للأندية واللاعبين لتقديم أفضل مستويات الأداء، ورفع سقف المنافسة بما يحقق تطلعات الجماهير ويعكس الصورة المشرفة لرياضة الهوكي في السلطنة.

وانعكست أهمية مسابقة كأس جلالة السلطان للهوكي على تطوير البنية الأساسية للملاعب؛ حيث تم تشييد مجمع هوكي عُمان وفق مواصفات ومعايير الاتحاد الدولي للهوكي، ليكون ملعبًا بمواصفات عالمية ومنشأة رياضية متكاملة للعبة، يضم مرافق وخدمات على مستويات دولية رفيعة. ويُعد هذا المجمع الحديث الذي أُنجز خلال فترة زمنية قياسية، صرحًا رياضيًا متميزًا ومناسبًا لاستضافة البطولات العالمية في المستقبل القريب، فضلًا عن كونه وجهة رائدة لاستقطاب المنتخبات الدولية والأندية العريقة لإقامة معسكراتها التدريبية. كما سيسهم هذا المجمع في توسيع قاعدة الممارسين للعبة على مستوى سلطنة عُمان، ونشر رياضة الهوكي على نطاق أوسع، ليكون مركزًا إقليميًا للعبة في قارة آسيا، ومن المتوقع أن يُمثل نقلة نوعية في مسيرة الهوكي على مستوى القارة.

كما طوّرت الأندية المشاركة أساليب الإدارة والتسويق لتكون أكثر جاذبية واستدامة، فيما أتاحت المسابقة فرصًا واسعة لتأهيل كوادر وطنية في مجال التحكيم؛ إذ تمت ترقية العديد منهم إلى الشارات القارية، وأسهمت أيضًا في رفع مستوى التدريب المحلي عبر الدورات والورش المصاحبة.

وانعكس أثر مسابقة كأس جلالة السلطان للهوكي بشكل مباشر على جاهزية المنتخبات الوطنية، سواء على مستوى إعداد المنتخب الأول أو المنتخب النسائي، حيث شكّلت خزّانًا دائمًا لتغذية القوائم بلاعبين موهوبين، وهو ما عزز من حضور سلطنة عُمان في البطولات الآسيوية. وبلا شك، فإن مسابقة كأس جلالة السلطان للهوكي ليست مجرد حدث تنافسي سنوي، بل مشروع وطني متكامل أسهم في ترسيخ مكانة الهوكي كإحدى أبرز الألعاب الجماعية في سلطنة عُمان؛ فكل نسخة منها تضع لبنة جديدة في صرح التطوير الرياضي، وتفتح الأفق أمام جيل جديد من المواهب، لتؤكد أن الرياضة العُمانية تمضي بخطوات واثقة نحو مستقبل أكثر إشراقًا. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى