اخبار ثقافية

حين تُكسر الأنثى في موضع العقل.. لا في موضع القلب..

حين تُكسر الأنثى في موضع العقل.. لا في موضع القلب..

بقلم: أبرار محمد يوسف الرمل الهفوف السعودية

لم يكن ينبغي لأنثى أن تبحث عن تعويضٍ عاطفي بل عن ركنٍ عقلانيٍّ تتكئ عليه…

فمتى استقام الفكر جاءت بقية الاحتياجات طائعةً، بلا لهاث ولا انكسار.

تلك التي فقدت حنان الأب في أول العمر لم تكن مطالبةً بأن ترى الناس ببراءة القلب لتظن أن بسمات الآخرين هي حقيقتهم بل أن تنظر بعينٍ تفكّر: ما الذي يحدث الآن؟

فالأب الذي لا يستقيم والمنازل المريضة بأحوالها، والشريك الذي لا يتّقي الله فيمن تحمّلت لأجله، كلّهم يصنعون جرحًا لا يُرى، لكنه يُورث…

حين تغيب الرحمة يصبح كل شيء مجرّد مسمّى: أب، وزوج، وبيت، وأمان…

لكنها كلماتٌ تتلاشى تترك خلفها فراغًا لا يملأ وعقلا يتزيّن بالتماسك رغم أن شيئًا ما انكسر منذ البداية.

الأنثى التي تُربّى على التحمل لا أحد يلاحظ أن ما انكسر فيها لم يكن القلب بل الوعي ذاته: نظرتها للثقة وللرجاء، وللإيمان بالعدل…

وربما لم تكن يومًا شيئًا يهمّ شياطين الإنس لكنها تخاف الغد تخاف أن يمتد ما كُسر فيها إلى من بعدها أن يصبح الابنُ قاسيًا..

ذلك هو الخوف الحقيقي: أن يُورّث الكسر وأن تبقى المرأة صامدة شكلا مكسورة فكرا تبحث لا عن حب، بل عن معنى يعيد إليها اتزانها الأول…

فالمرأة ليست بحاجة لتعويض عاطفي وإن، بل لحماية عقلها ووعيها…

احمِ قلبها ليتأتى فكرها، فهو الركن الذي يقيها ويضمن لأجيالها الغد الأفضل. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى