الدكتور شاولي: مشكلات الجلد لدى مرضى السكري قضية صحية تستحق الاهتمام
الدكتور شاولي: مشكلات الجلد لدى مرضى السكري قضية صحية تستحق الاهتمام
الأحساء / زهير بن جمعة الغزال
شدّد طبيب الجلدية الدكتور هيثم محمود شاولي على أهمية اليوم العالمي لمرض السكري، الذي يحل في الرابع عشر من نوفمبر كل عام، باعتباره مناسبة دولية للتذكير بتأثيرات هذا المرض المزمن وضرورة تعزيز الوعي بمخاطره وأساليب الوقاية منه.
وأوضح، أن الانتشار المتزايد للسكري حول العالم مرتبط بشكل وثيق بتغيّر أنماط الحياة الحديثة، وما يصاحبها من قلة الحركة والعادات الغذائية غير السليمة، مما يجعل المرض أحد أبرز التحديات الصحية في العصر الحالي.
وبيّن الدكتور شاولي، أن تأثير السكري يتجاوز كونه اضطرابًا في مستويات الجلوكوز، فهو يطال العديد من أعضاء الجسم، ومن بينها الجلد الذي يتأثر سريعًا بضعف التروية الدموية وتراجع المناعة الموضعية، وهو ما يهيّئ لظهور التهابات ومضاعفات مختلفة.
وأضاف أن الجلد لدى الكثير من مرضى السكري يكون أكثر عرضة للجفاف والتشقق والالتهابات، إلى جانب إمكانية الإصابة بعدوى فطرية أو بكتيرية بفعل بطء التئام الجروح.
وأشار إلى أن المشكلات الجلدية المرتبطة بالسكري تتنوع بين الجفاف الحاد وظهور البقع الداكنة والحكة المستمرة، إضافة إلى القروح المزمنة التي تظهر خصوصًا في الأطراف السفلية.
ولفت إلى خطورة ما يُعرف بـ”القدم السكرية” التي تعد إحدى أخطر المضاعفات، حيث يؤدي انخفاض الإحساس في الأطراف وضعف تدفق الدم إلى زيادة احتمالات تشكل جروح قد تتطور إلى التهابات معقّدة إذا لم تتم معالجتها مبكرًا.
وأضاف الدكتور شاولي، أن تشققات القدم من المشكلات المنتشرة بين المرضى، وغالبًا ما ترجع إلى نقص الترطيب وعدم الاهتمام اليومي بالقدمين، مؤكدًا أن الوقاية تبدأ من العناية الدورية بالقدمين ومراقبتهما باستمرار للكشف عن أي تغيرات.
كما دعا إلى اختيار أحذية مريحة تقي من الاحتكاك والضغط الذي قد يؤدي لظهور جروح يصعب علاجها، بالإضافة إلي معالجة المشكلات الجلدية لدى مرضى السكري يجب أن تنطلق من ضبط مستوى السكر في الدم، ثم استخدام العلاجات الموضعية أو الفموية بحسب الحالة، بالإضافة إلى اعتماد نظام يومي يعتمد على الترطيب الجيد والنظافة والعناية المستمرة لتقليل فرص حدوث المضاعفات.
وشدد على أهمية مراجعة الطبيب بصورة منتظمة، خاصة عند ظهور أي علامة غير طبيعية على الجلد.
كما طالب الدكتور شاولي بإتباع مجموعة من التعليمات الضرورية للحفاظ على صحة الجلد، ومنها الحفاظ على مستوى السكر ضمن الحد الطبيعي، وترطيب الجلد يوميًا، والابتعاد عن الصابون القاسي أو المعطّر، وإجراء فحص يومي للقدمين، وارتداء أحذية مناسبة ونظيفة، والتوجه للطبيب فور ظهور أي التهاب أو جرح، وأن العناية بالجلد لدى مرضى السكري ليست إجراءً ثانويًا، بل خطوة أساسية لحمايتهم من مضاعفات قد تؤثر بشكل كبير في حياتهم وصحتهم.
