اخبار ثقافية

افتتاح مهرجان الخليج للسينما في مسقط… ليلة تكريم وتجدد في روح الدراما الخليجية

افتتاح مهرجان الخليج للسينما في مسقط… ليلة تكريم وتجدد في روح الدراما الخليجية

بقلم: أحمد معروف اليافعي – مخرج وباحث في مجال الفنون

في ليلة احتفت بالفن واستحضرت تاريخ الدراما الخليجية ومبدعيها، افتتحت مسقط فعاليات مهرجان الخليج للسينما وسط حضور فني وإعلامي واسع، اجتمع فيه صنّاع السينما والمهتمون بها تحت سقف واحد، ليشكّل هذا الحدث محطة جديدة تعكس مكانة الفن الخليجي وقدرته على التطوّر واستشراف المستقبل. وجاء هذا الافتتاح ليعلن انطلاق أيام سينمائية تحمل الكثير من التنافس، والجمال، والتجارب التي تراهن على الارتقاء بصناعة الفيلم الخليجي.

يشكّل مهرجان الخليج للسينما محطة بارزة في المشهد الفني الخليجي، لما يقدّمه من مساحة رحبة للارتقاء بمستوى الأعمال السينمائية وتعزيز جودة الإنتاج من خلال التنافس البنّاء في مجالات النص والإخراج والأداء التمثيلي وتوظيف أحدث التقنيات السينمائية. وتبرز أهمية هذا الحدث الثقافي في كونه فرصة تجمع أبناء الخليج تحت سقف واحد، تُسهم في دعم الإبداع ودفع عجلة صناعة الفيلم نحو آفاق أكثر تطوراً.

منذ لحظة وصولنا إلى موقع المهرجان، بدا المكان وكأنه خلية نحل تضج بالحركة، حيث تعمل اللجنة المنظمة بأعلى درجات الجهد والاهتمام للظهور بصورة مشرّفة، ولاسيما في السجادة الحمراء التي ازدانت باستقبال الضيوف والجمهور بكل حفاوة. ورغم بساطة بعض التفاصيل، فإن التجهيزات جاءت جميلة ومتقنة وتعكس ذوق القائمين على الفعالية.

أقيم حفل الافتتاح تحت رعاية معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي، محافظ مسقط، وكان لافتاً ذلك الحضور الخليجي الواسع الذي تزيّن بتكريم أسماء بارزة قدّمت الكثير للسينما والدراما التلفزيونية، وهم: الفنان سعد الفرج، والفنان جمعة هيكل، والفنان عبدالمحسن النمر، والمخرج أحمد يعقوب المقلة، والمخرج عبدالله حسن. وقد جاء هذا التكريم اعترافاً بإسهاماتهم الكبيرة في تطوير الفن الخليجي خلال العقود الماضية.

شهد المهرجان مشاركة مجموعة واسعة من الأفلام من مختلف دول الخليج، حيث تنافست في الفئات الثلاث الرئيسية: الروائي الطويل، والقصير، والوثائقي. وتولّى تقييم الأفلام الروائية الطويلة كل من خالد عبدالرحيم الزدجالي، ومسعود أمر الله آل علي، وضياء الهلال، وتنافست في هذه الفئة أفلام: ملكة الليفو من عُمان، أخ من الكويت، سلمى والقمر من السعودية، العيد عيدين من الإمارات، سوار من السعودية، وحوبة من الإمارات.

أما لجنة تحكيم الأفلام القصيرة فقد ضمّت عبدالله حبيب من عُمان، وعبدالله الطراروة من الكويت، ومحمد الشيخ من البحرين، وتنافس في هذه الفئة كل من: المعقّد من البحرين، سلندر من عُمان، زمجرة من الإمارات، المجهول من عُمان، انصراف من السعودية، إزعاج من الكويت، ونعم من الكويت، «فتاة عيد الميلاد» من الإمارات، ميرا ميرا ميرا من السعودية، هم من عُمان، شريط مكس من البحرين، تشظّي من الكويت، وقرابة من قطر.

وفي فئة الأفلام الوثائقية، تشكّلت لجنة التحكيم من الشيخ خليفة آل ثاني، ومحمد العجمي، وإيفا داود من البحرين، وتنافس فيها كل من: الجانب المظلم من اليابان من البحرين، دينمو السوق من السعودية، بقشة سعد من الكويت، عثمان في الفاتيكان من السعودية، الجميع يشاهد من الكويت، القلاد من عُمان، وهمم من عُمان.

وشهد حفل الافتتاح عروضاً موسيقية مستوحاة من الموروث العُماني، امتزجت فيها الإيقاعات بالآلات لتكوين لوحة فنية راقية خطفت أنظار الحضور. كما لاقت الورش المصاحبة اهتماماً كبيراً، ومنها ورشة المكياج السينمائي المقدّمة من الأستاذ ياسر سيف من مملكة البحرين، وورشة المؤثرات الصوتية التي قدّمها عمار الهديفي من سلطنة عُمان، وهي تجارب تثري المعرفة الفنية للمشاركين وتضيف قيمة حقيقية لبرامج المهرجان.

كل الشكر والتقدير لسعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، وكيل الثقافة بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، ولكل القائمين على هذا الحدث المهم الذي افتُتح في السادس عشر من نوفمبر ويستمر حتى التاسع عشر منه في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض. ونأمل أن تعكس الأفلام المشاركة مستوى الافتتاح المميز وأن تشكّل إضافة حقيقية لمسار السينما الخليجية وتطويرها نحو مستقبل أكثر إشراقاً. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى