عداوة الحرايف… حين تدفع الأمهات الثمن من قلوب أبنائهن…

عداوة الحرايف… حين تدفع الأمهات الثمن من قلوب أبنائهن…

كتب / أ آمال آل ابراهيم
لم تكن عداوة “الحرايف” يومًا خلافًا بين امرأتين فقط…كانت دائمًا شرارة يشعلها الكبار، ويدفع ثمنها الصغار.
حتى الأب—إن وُجد—يتحول إلى عنصر ضغط، لا عنصر توازن.
ويكبر الأبناء وهم يتعلمون أن الدم ليس كافيًا لخلق الأخوة…
وأن بعض الأمهات يجعلن الضرة أهم من مستقبل أولادهن. الضرات تتصارعن على قلب رجل واحد،
لكن الأبناء… يتصارعون على مكانة لم يخلقوها، وعلى عداوات لم يختاروها، وعلى أحكام لم يصدرها الله ولا المنطق.
تبدأ القصة من كلمة، نظرة، إشاعة…
ثم تكبر لتصبح معركة إثبات:
من الأقرب؟ من الأحق؟ من “البيت الأول”؟ ومن “الأصيلة”؟
وهنا، يتحوّل البيت الواحد إلى جبهتين،
وكأن الأبناء ليسوا إخوة من نفس الدم، بل جنودًا في معركة لا يعرفون سببها.
الأم التي تملأ ابنها بشكوى الحريفه…
والأخرى التي تُغذّي ابنتها بالغيرة…
تخلق جيلًا يرى إخوته خصوماً قبل أن يراهم رحماً.
الأبناء… الضحايا الأكثر صمتًا، لا أحد يسمع صراخ الأطفال الداخلي.
يكبرون وكل واحد منهم يحمل “نُسخة” من الحقيقة رواها أحد الطرفين،
نسخة مليئة بالمبالغات، بالتأويلات، وبالألم الذي تجرّعته أمهم.
فينشأ أخ لا يكلم أخاه، أخت تحمل في قلبها غصة على أختها، أبناء ينافسون بعضهم بدل أن يتكاملوا، وأحفاد سيكبرون على تاريخ لم يكن حقًا تاريخهم.
وهكذا تُسرق الأخوة من جذورها…
لأن الأمهات كانت بينهن حرب غير معلنة وقد تكون احداهن هي التي أأجت الحرب وأبت الا استمرارها.
البيت الذي يصبح معسكرًا
الحقيقة الجريئة ،، عداوة الحرايف لا تضرّ الزوجات فقط…
إنها تُشوّه هوية الأبناء، تخذل انتماءهم، وتنشر الكره بينهم، وتزرع فيهم شعورًا دائمًا بالنقص أو المقارنة.
والمؤلم أن كثيرًا من الأبناء يكبرون ويندمون، كنا إخوة… لكنهم جعلونا خصومًا.”
أين الخلل؟ الخلل ليس في تعدد الزوجات ولا في قدَر الله، وليس في الأولاد، الخلل في غياب الوعي عند من تدير البيت. وفي أمٍّ سمحت للغيرة أن تكون أقوى من أخلاقها وأقوى من عقلها وأقوى من خوفها من الله وعلى أبنائها.



