اخبار ثقافية

فلسفة اليقظة في ليل الوجود

فلسفة اليقظة في ليل الوجود

بقلم: أحمـد الحضرمي

في صمتِ الليلِ تتوهّجُ الأسئلةُ

كشراراتٍ تتطايرُ من عقلٍ يوقدُ سرَّ الوجودِ

النجومُ ليست زينةً في السماء،

بل علاماتُ استفهامٍ معلّقةٌ فوقَ أرواحِنا

يمرُّ الزمنُ كقطارٍ لا يتوقفُ،

يحملُ وجوهًا لا نعرفها، وأحلامًا لم تكتملْ؛

ننظرُ من نافذتهِ فنرى أنفسَنا

ظلالًا تتبدّلُ بينَ محطاتِ الحنينِ والرجاء

يا ليلُ، لسنا دموعًا ذائبةً في عتمتِكَ

بل نحنُ بذورُ ضوءٍ تبحثُ عن تربةٍ صالحةٍ

كلُّ سقوطٍ ليس نهايةً،

بل بدايةُ جذرٍ يتشبّثُ بالحياةِ

فيكَ يتجلّى ضعفُ الإنسانِ وقوّتُهُ معًا،

فهو هشٌّ أمامَ الغيابِ،

لكنهُ قادرٌ أن يحوّلَ الجرحَ إلى نافذةٍ

تطلُّ على أفقٍ أوسعَ من حدودِ الألم

علّمنا أنَّ الطريقَ ليس خطًّا مستقيمًا،

بل متاهةٌ من احتمالاتٍ وتجاربَ متشابكةٍ

وأنَّ المعنى لا يُعطى جاهزًا،

بل يُصاغُ من خطواتِنا، من أخطائنا، من إصرارِنا

فإذا انفتحَ الفجرُ بعدَ طولِ انتظارٍ،

فلن يكونَ مجرّدَ ضوءٍ يبدّدُ الظلامَ،

بل شهادةً على أنَّ الإنسانَ، رغمَ كلِّ تيهِهِ،

يظلُّ قادرًا أن يخلقَ من الليلِ معنىً جديدًا للحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى