اخبار ثقافية

ظفار وتنوع الفعاليات في كل المواسم: من موسم الخريف إلى الاستدامة الشاملة

ظفار وتنوع الفعاليات في كل المواسم: من موسم الخريف إلى الاستدامة الشاملة

بقلم: أحمد معروف اليافعي

تواصل محافظة ظفار مسيرتها في تعزيز حضورها السياحي والثقافي، مستندة إلى رؤية جديدة تُترجمها جهود بلدية ظفار التي أبدعت في تقديم فعاليات متنوعة تمس ذوق الزائر والمقيم على حد سواء. لقد لمسنا في الفترة الأخيرة تنوعًا ملحوظًا في الفعاليات، لا يقتصر على موسم الخريف فحسب، بل يمتد إلى مختلف فصول السنة، في خطوة تعكس توجهًا نحو جعل ظفار وجهة دائمة للترفيه والتجدد.

هذا التنوع في الطرح، والقدرة على التفاعل مع كل موسم بروح مختلفة، هو ما يجعل من الفعاليات عامل جذب مستمر لا يرتبط بزمن معين، بل يصنع حراكًا ممتدًا يتكامل مع المشهد السياحي العام للمحافظة.

ومع إشادتنا بهذا الجهد المميز، من المهم التأكيد أن التنوع وحده لا يكفي إذا لم يُترجم إلى مشاريع ترفيهية واستثمارية مستدامة. فالنجاح الحقيقي يكمن في تحويل هذه الفعاليات إلى بنية تحتية دائمة تخدم المواطن، وتُنعش الاقتصاد، وتستقطب الزوار على مدار العام. ظفار تستحق أن نرتقي بها من كونها وجهة موسمية إلى أن تكون نموذجًا للتنمية السياحية المستدامة في عمان والمنطقة.

وفي هذا السياق، نبارك لبلدية ظفار إعلان مناقصة مشروع “الرذاذ”، الذي يُعد أول خطة فعلية باتجاه الاستدامة الحقيقية في مجال تطوير البنية التحتية السياحية. نأمل أن يكون هذا المشروع باكورة لسلسلة من المبادرات النوعية القادمة، التي تعتمد على الاستدامة والترفيه المتنوع، بما في ذلك الجوانب الثقافية والفنية والرياضية، بما يعزز من هوية المحافظة كمركز سياحي متكامل ومتجدد.

لتحقيق هذا التحول، فإن الحاجة ملحّة لإطلاق مشاريع ترفيهية دائمة كمدن ألعاب، وحدائق حيوانات، وقرى ثلجية، وساحات تفاعلية مناسبة لكل الأعمار. كما أن تطوير المواقع السياحية الطبيعية مثل دربات، جبل سمحان، المغسيل، مرباط، وخور روري، من شأنه أن يعزز من جاهزية المحافظة للاستقبال على مدار العام. من المهم أيضًا ربط الفعاليات بالفرص الاستثمارية، عبر تشجيع القطاع الخاص على خوض مشاريع نوعية بالشراكة مع الجهات الحكومية، بما يعود بالنفع على الاقتصاد المحلي ويوفر فرصًا وظيفية متنوعة.

إن محافظة ظفار ليست خريفًا فقط، بل أربعة فصول من الجمال. فهي تمتلك من التنوّع البيئي والجغرافي ما يجعلها مهيأة لأن تكون وجهة سياحية متكاملة. فإلى جانب الخريف المميز، هناك الشواطئ الممتدة، الأودية المتدفقة، الجبال الخضراء، البيئة الصحراوية، والمواقع التراثية الغنية. وتفعيل هذا المخزون الطبيعي والثقافي يتطلب استراتيجية شاملة تستثمر في كل موسم من مواسم السنة، وتحول الفعاليات إلى مكونات دائمة من البنية التحتية السياحية.

أقدّر عالياً جهود بلدية ظفار فيما تقدمه من فعاليات متجددة، وأشيد بتوجهها نحو تنويع الفعاليات في كل المواسم، وهو توجه واعد يبعث على التفاؤل. لكن الطموح أكبر، والرؤية أوسع. نحن نطمح إلى أن نرى هذه المبادرات تتحول إلى مشاريع ترفيهية واستثمارية مستدامة، تؤسس لنهضة اقتصادية وسياحية حقيقية في ظفار، وتحوّل المحافظة إلى وجهة مزدهرة في كل فصل من فصول العام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى