منكب الجوزاء يخفت من جديد؟

منكب الجوزاء يخفت من جديد؟
الاحساء / زهير بن جمعه الغزال

أوضح ذلك المهندس. ماجد ابوزاهرة
يعد نجم منكب الجوزاء من ألمع وأشهر نجوم السماء ويقع في كتف كوكبة الجوزاء (الحبار اورايون). يعرف بلونه الأحمر المتوهج وحجمه الهائل وقد شد انتباه الفلكيين لقرون لكن منذ أواخر عام 2019 بدأت تظهر عليه سلوكيات غير مألوفة.
اليوم وفي منتصف 2025 يعود هذا العملاق الأحمر ليحير العلماء مجدداً، حيث سجل تراجع جديد في سطوعه وإن كان أكثر خفوتًا من الحدث الذي أثار ضجة في المجتمع العلمي قبل سنوات.
بداية القصة كانت في أواخر عام 2019 عندما رصد انخفاضاً مفاجئاً في لمعان منكب الجوزاء بنسبة 40% تقريباً وهو ما سمي لاحقا بـ “الخفوت العظيم” استمرت الظاهرة عدة أشهر، وأثارت تساؤلات حول ما إذا كان هذا العملاق يوشك على الانفجار كمستعر أعظم (سوبرنوفا).
بعد ذلك أكدت الدراسات أن سبب هذا الخفوت كان لعدة اسباب شملت انخفاض في درجة حرارة سطح النجم (بسبب بقعة نجمية ضخمة) وانبعاث كتلي إكليلي ادى إلى تشكل سحابة غبار حجبت جزءا من ضوئه عن الأرض، وقد رصدت تلك السحابة بواسطة تلسكوبات مثل هابل والتلسكوب كبير جداً مما وفر أول دليل مباشر على هذه الفرضية.
منذ أوائل 2024 وحتى منتصف 2025 سجل انخفاضاً طفيفاً في سطوع منكب الجوزاء بمقدار يقارب 0.5 قدر ظاهري. ورغم أن الانخفاض هذه المرة ليس كبيراً إلا أن مراقبته أمر بالغ الأهمية لفهم دورة حياة النجوم العملاقة.
يحتمل ان الخفوت الحالي هو بسبب بقع نجمية ناتجة عن خلايا حمل حراري هائلة في سطح النجم او سحب غبار جديدة ناتجة عن نشاط في الغلاف الجوي للنجم او احتمال وجود دورات دورية في لمعان النجم لم تفهم بالكامل.
منكب الجوزاء عملاق أحمر فائق يقدر أنه أكبر من الشمس بحوالي 700 إلى 1,000 مرة وتبلغ كتلته حوالي 11–20 ضعف كتلة الشمس ويبعد عن الأرض حوالي 550–700 سنة ضوئية
وعمره التقريبي: 8 إلى 10 ملايين سنة ويعتقد أنه يقترب من نهاية حياته النجمية.
من الناحية الفلكية منكب الجوزاء مرشح قوي للانفجار كمستعر أعظم خلال الـ 100,000 سنة القادمة وقد تقرا في بعض المقالات ان ذلك سيحدث “قريباً” وهذه الكلمة بلغة الكون لا تعني “خلال أيام” بل “خلال آلاف السنين”.
إن حصل الانفجار، سيرى في سماء الارض في وضح النهار، وقد يتوهّج بقدر يعادل القمر الكامل وسيستمر توهجه لأسابيع أو حتى أشهر دون أن يشكل أي خطر على الأرض إذ أن المسافة بيننا وبينه كافية تماماً لحمايتنا من أي إشعاع.
يخضع النجم منكب الجوزاء لمراقبة مستمرة بواسطة عدة مراصد عالمية بهدف رصد أي تغيرات طيفية أو حرارية قد تنذر بحدث كبير أو تساعد في فهم فيزياء النجوم الضخمة.
إن سلوك منكب الجوزاء يفتح نافذة مهمة على فهم آلية موت النجوم الضخمة ودورات النشاط الداخلي في العمالقة الحمراء
وكيفية تكون الغبار الكوني حول النجوم وإمكانات التنبؤ بموعد المستعر الاعظم (السوبرنوفا).
نجم منكب الجوزاء يواصل إبهارنا لا لأنه سيشكل خطراً بل لأنه يعرض أمامنا مشهداً من فصول الحياة النجمية. سيتابع الفلكيون سطوعه وستبقى العيون موجهة إلى “الجوزاء ” في انتظار الفصل التالي من هذه القصة