الإعلان عن تحالف الذكاء الاصطناعي الأخضر
خلال انطلاق أعمال معرض كومكس 2025
الإعلان عن تحالف الذكاء الاصطناعي الأخضر
والكشف عن مشروعي “منطقة للذكاء الاصطناعي” و “المثلث الرقمي”
رعى صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، اليوم حفل افتتاح النسخة الـ 34 من معرض كومكس العالمي للتكنولوجيا “كومكس 2025″، والذي تنظمه شركة الدار العربية لتحليل البيانات وبدعم من وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وذلك في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، ويستمر 4 أيام.
وجرى خلال الحفل الإعلان عن تدشين مشاريع استراتيجية تستقطب الاستثمارات الرقمية المحلية والدولية أهمها: مشروع المثلث الرقمي، وتخصيص المنطقة المخصصة للذكاء الاصطناعي، ومشروع تحالف الذكاء الاصطناعي الأخضر الذي يضم مؤسسات حكومية وخاصة محلية ودولية ومؤسسات أكاديمية، كما تم الإعلان عن اتفاقيات بقيمة ٤٢ مليون ريال عماني.
واحتضنت أروقة المعرض أكثر من 140 شركة ناشئة تقنية، إلى جانب مشاركة أكثر من 200 جهة حكومية وخاصة ومشاركة وفود دولية في مجال التقنية والتحول الرقمي، لعرض أحدث التقنيات والخدمات الإلكترونية، مما يعكس مستوى الثقة والاهتمام بهذا القطاع الحيوي، حيث يهدف هذا المعرض السنوي المتجدد إلى تقديم فرص وخدمات استثمارية واستشارية في مجال حوكمة البيانات، وتطوير سياسات إدارة وحوكمة البيانات، وتقديم حلول إدارية للبيانات الوصفية وتنظيمها، وبناء القدرات الوطنية وتدريب الكفاءات، وتحليل البيانات باستخدام أحدث أساليب الذكاء الاصطناعي.
التقنية الرقمية
وقال سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات في كلمته: “لقد أولى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد أعزه الله اهتمامه السامي بالتقنية الرقمية، حيث أسدى توجيهاته الكريمة لتسريع التحول الرقمي، وتبني الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة، لتكون ركيزة داعمة للاقتصاد الوطني، وممكنة لمستهدفات رؤية عُمان 2040”.
الاقتصاد الرقمي
وأكد الشيذاني أن البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي جاء كخارطة طريق تنفيذية داعمة وممكنة لتحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040 نحو “اقتصاد متنوع ومستدام قائم على التقنية، والمعرفة، والابتكار”. موضحًا أن البرنامج يتفرع لمسارات مترابطة ومتكاملة على صعيد: التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والتقنيات الرقمية المتقدمة، وفضاء الصناعة الرقمية، والبنى الأساسية الرقمية، والتجارة الإلكترونية، وصناعة الأمن السيبراني.
وأشار وكيل الوزارة للاتصالات وتقنية المعلومات إلى أن نسبة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي هي 10% بحلول 2040. مبينا أن سلطنة عمان تشهد تصاعدًا ملحوظًا في قطاع الاستثمار الرقمي؛ فقد بلغ مجموع قيمة الاتفاقيات الموقعة في كومكس 2024 حوالي 200 مليون ريال عُماني، كما وصلت قيمة الاتفاقيات التي وقعتها الشركات التقنية العمانية في مؤتمر “ليب 2025” بالمملكة العربية السعودية إلى حوالي 40 مليون ريال عُماني.
الاستثمارات الرقمية
وذكر سعادته أن سلطنة عمان تعيش نشاطًا استثماريًا على صعيد أشباه الموصلات، ومراكز البيانات، والذكاء الاصطناعي، والفضاء، ونمو للشركات العمانية الصغيرة والمتوسطة، مشيرا إلى أن سلطنة عمان أجرت أول تجربة إطلاق صاروخ فضائي على مستوى الشرق الأوسط وهي مهمة (الدقم-1)، وذلك بمشاركة مجموع من الخبراء وفنيون عمانيون بنسبة تعمين تصل إلى 80% في الشركة المنفذة لأول إطلاق لصاروخ فضائي.
3 مشاريع تقنية:
ومن خلال عرض مرئي، استعرض سعادة الدكتور سلسلة من المشاريع التقنية، التي ستدشن ضمن أعمال “كومكس 2025” ومن أبرزها: تدشين 30 خدمة جديدة في البوابة الموحدة للخدمات الرقمية، وتدشين تطبيق الهاتف النقال، وتدشين المساعد الذكي، إلى جانب ذلك تدشين البوابة الوطنية للبيانات المفتوحة وهي منصة مركزية تهدف إلى تعزيز الشفافية والمساءلة من خلال توفير بيانات حكومية مفتوحة ومتاحة للجمهور، بالإضافة إلى تدشين خدمات “ثقة” للتصديق الرقمي وهي تحول نحو خدمات حكومية رقمية آمنة وموثوقة، مريحة، وسهلة الوصول في أي وقت ومن أي مكان.
“تحالف الذكاء الاصطناعي الأخضر”:
وأعلن الشيذاني عن أول تحالف من نوعه في المنطقة يدعم التطور في الذكاء الاصطناعي مع المحافظة على البيئة “تحالف الذكاء الاصطناعي الأخضر”، إذ يركز التحالف على مجالات استراتيجية تشمل مراكز البيانات الخضراء، وكفاءة النماذج اللغوية الكبيرة والبرمجيات، وتطوير المعالجات المتقدمة، وحلول الطاقة النظيفة التي تُمكّن الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء.
ويعد التحالف بمثابة منصة متعددة الأطراف تجمع بين الجهات والهيئات الحكومية، واضعي السياسات، وشركات الطاقة، والشركات التقنية، والمستثمرين، بهدف توحيد الجهود نحو تبني مبادئ الاستدامة والطاقة المتجددة.
ويأتي إطلاق هذا التحالف في إطار جهود السلطنة لتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للذكاء الاصطناعي الأخضر والبنية التحتية الرقمية المستدامة، وتسريع تبني حلول الحوسبة المتقدمة مع الحفاظ على البيئة وموارد الأرض، والترويج والدعم لتبني مشاريع وتقنيات الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على تشغيل الحوسبة المتقدمة – مثل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء – باستخدام مصادر الطاقة المتجددة ومنخفضة الكربون.
وتحدث الشيذاني أن “التحالف” سيركز على : الذكاء الاصطناعي والمعالجات المستدامة (GPU, TPU)، ومجال تحسين كفاءة خوارزميات الذكاء الاصطناعي والنماذج الكبرى (LLMs)، وتصميم وتشغيل مراكز بيانات خضراء صديقة للبيئة، وتعزيز البرمجيات الخضراء وتشغيل الخوادم عالية الكفاءة، وأنظمة تبريد متقدمة وإعادة استخدام الحرارة والمياه، وتسهيل الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة (شمسية، رياح، تخزين، هيدروجين)، ووضع مؤشرات ومعايير دولية مشتركة مثل PUE وMRVو بناء المهارات الوطنية وتبني الاقتصاد الدائري لإدارة النفايات الإلكترونية، وإطلاق مشاريع تجريبية لمراكز بيانات مدعومة بالطاقة المتجددة.
مؤكدًا على أن التحالف سيفتح المجال أمام الجهات الحكومية، شركات التقنية والطاقة، المستثمرين، ومجتمعات البحث للانضمام وإبداء اهتمامهم بالمشاركة، بما يسهم في بناء مستقبل رقمي أكثر استدامة ويعزز موقع سلطنة عمان على خارطة الابتكار العالمي.
مشروع “المنطقة المخصصة للذكاء الاصطناعي”:
ومن منطلق حرص الوزارة على توفير البيئة الملائمة لجذب الاستثمارات التقنية، كشف الشيذاني عن مشروع “المنطقة المخصصة للذكاء الاصطناعي”
بولاية السيب في محافظة مسقط كمنطقة متخصصة لجذب المؤسسات الداعمة والشركات التقنية الناشئة في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الأخرى داخل السلطنة ومن دول الشرق الأوسط وأفريقيا. وذلك بهدف توفير البيئة الملائمة لجذب الاستثمارات التقنية، مع التركيز بالدرجة الأولى على الشركات التقنية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي المحلية والإقليمية، وتسهم هذه الخطوة في رفد الاقتصاد الوطني وتطوير البنية التقنية، وتوفير بيئة أعمال مرنة وجاذبة للاستثمارات النوعية في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة وتوطينها، ودعم نمو الشركات الناشئة وتوسعها في السوق الإقليمي والعالمي وإيجاد فرص عمل نوعية ومتخصصة والترويج لسلطنة عمان كنقطة إقليمية رائدة لتطوير وتنمية شركات الذكاء الاصطناعي.
وأضاف الشيذاني تتولى تنفيذ مشروع “المنطقة المخصصة للذكاء الاصطناعي” والاشراف عليه عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة وعلى رأسها الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة وهي الجهة المعنية بالجانب الاشرافي والتنظيمي والتشريعي للمنطقة، فيما تتولى وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات وهي الشريك الفني في تطوير المنطقة القيام بإجراءات اختيار الشركات المنفذة للمنطقة من خلال طرح مزايدة عامة للشركات العالمية لتقديم العطاءات والنماذج التشغيلية والمالية لإدارتها.
مشروع المثلث الرقمي
وصرح سعادة الوكيل عن مشروع المثلث الرقمي وهو عبارة عن مبادرة وطنية رائدة لتطوير ثلاثة مناطق رقمية مترابطة تشكّل بوابة إقليمية للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية المتقدمة، ويرتكز هذا المشروع على مراكز بيانات خضراء، وبنية اتصالية عالمية المستوى عبر الكابلات البحرية والألياف الضوئية، مع بيئة تنظيمية محكمة ومحفّزة للابتكار وريادة الأعمال.
استوديو الذكاء الاصطناعي
وأضاف الشيذاني: في هذه النسخة من “معرض كومكس2025” ندشن استوديو الذكاء الاصطناعي، وهو بمثابة نقطة التقاء وبيئة محفزة بين المتخصصين في الذكاء الاصطناعي وبين المؤسسات والشركات التي تسعى لإيجاد حلول والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي للتغلب على تحدياتها التشغيلية.
النموذج اللغوي العماني “معين”
وكشف الشيذاني عن تدشين النموذج اللغوي العماني “معين” وهو أول مشروع وطني يعزز السيادة الرقمية في مجال تطوير نموذج ذكاء اصطناعي لغوي متقدم يعكس خصوصية اللغة والثقافة العُمانية، والذي يهدف إلى تحسين الكفاءة التشغيلية في المؤسسات الحكومية من خلال أنظمة تفهم السياق المحلي وتتعامل مع النصوص الحكومية، ومن المقرر أن يستفيد من”معين” 20 ألف موظف حكومي في المرحلة الأولى.
تطور التقنية
وعبر البروفسور عبدالله باعبود، الرئيس التنفيذي للدار العربية لتحليل البيانات عن شكره لوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات على الدعم المستمر لمعرض كومكس على مدار السنوات الماضية مما كان له الأثر الكبير في تطوير هذا الحدث وإبرازه وهو ما يعتبر تجسيد فعلي لمبدأ التعاون والشراكة بين القطاع العام والخاص.
وقال باعبود في كلمته: “إننا نلتقي اليوم لنؤكد أن رؤية عُمان 2040 هي البوصلة التي تقود مسيرة التحول الوطني، حيث تقوم على الابتكار، والاستدامة، والانفتاح على العالم، لتضع سلطنة عمان في طليعة المنطقة وهي تمضي بخطى واثقة نحو المستقبل”.
وأضاف الرئيس التنفيذي أن التقنية اليوم تعيد صياغة العالم من حولنا بوتيرة غير مسبوقة، فالذكاء الاصطناعي أصبح واقعًا يلامس حياتنا اليومية، حيث يمثل الأمن السيبراني درع الحماية لبياناتنا وخصوصيتنا، بينما تُعد البيانات نفط العصر الجديد، ووقود المرحلة المقبلة لمن يحسن استثمارها بذكاء وأمان واحترافية. أما تقنية الجيل الخامس (5G) فهي العمود الفقري للاقتصاد الرقمي، بسرعاتها وموثوقيتها غير المسبوقة التي تفتح المجال للسيارات ذاتية القيادة، والرعاية الصحية عن بُعد، والصناعات الذكية، ومع بروز المدن الذكية، نمضي نحو مجتمعات أكثر كفاءة واستدامة واتصالًا من أي وقت مضى.
موقع الوزارة الجديد:
وضمن جهود وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات في تعزيز استراتيجيات التحول الرقمي الحكومي، دشنت الوزارة بشكل رسمي عن موقعها الإلكتروني الجديد، والذي يمثل نقلة نوعية في تقديم الخدمات الحكومية الذكية وتحسين الكفاءة المؤسسية والتفاعل المجتمعي.
ويعد الموقع أحد الركائز الأساسية للبرنامج الوطني للتحول الرقمي الحكومي وواجهة الوزارة الرسمية، حيث يهدف إلى تقديم تجربة رقمية متقدمة تدمج بين الخدمات الذكية، والإجراءات الاستباقية، والابتكار التقني، مما يعزز من جودة الأداء الحكومي ويعكس تطلعات السلطنة نحو بيئة رقمية متكاملة وفعالة.
أقسام “كومكس 2025”:
ويُعد “كومكس” منصة سنوية رائدة تجمع بين أحدث الابتكارات العالمية في مجالات التقنية والتحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والتقنيات السحابية، بالإضافة إلى استعراض المشاريع الوطنية الرائدة في سلطنة عُمان، بما يعكس التوجه الاستراتيجي نحو بناء اقتصاد رقمي مستدام.
ويتضمن المعرض أقسامًا رئيسية، كجناح الحكومة الإلكترونية، وجناح الأعمال، وجناح الشركات الناشئة التقنية، وجناح المؤسسات المصرفية والتكنولوجيا المالية والتأمين، وقسم الرياضات والألعاب الإلكترونية، وجناح الوفود الدولية؛ فبتالي يستقطب الحدث نخبة من الشركات العالمية والإقليمية والمحلية، ورواد الأعمال، والمبتكرين، والمهتمين بالقطاع التكنولوجي، مما يعزز من تبادل الخبرات وعروض الحلول الذكية التي تسهم في تقدم مكانة سلطنة عُمان كمركز إقليمي للابتكار الرقمي.
كما يشمل معرض “كومكس 2025” على مجموعة من الفعاليات المصاحبة أبرزها: جوائز كومكس، وقمة كومكس، وحلقات العمل والورش التخصصية، بالإضافة إلى تجارب تفاعلية، ومسابقات في مجالات الألعاب الإلكترونية، وهاكاثون كومكس، إلى جانب إتاحة الفرصة للزوار للاطلاع على أحدث المنتجات والخدمات التقنية.
ويذكر أن تم تنظيم المعرض بشراكة مع كلٍّ من: الهوية الترويجية لسلطنة عُمان، والطيران العُماني، Visit Oman، والجمعية العُمانية لتقنية المعلومات.