سلطنة عُمان… واثق الخطوة يمشي ملكًا
سلطنة عُمان… واثق الخطوة يمشي ملكًا
بقلم د. أحمد أبوخلبه الحضري
تسير سلطنة عُمان بثباتٍ راسخ بقيادة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه، محافظةً على نهجها القائم على الحكمة والاعتدال والتمسك بالقيم الأصيلة. وبرغم ما تتعرض له أحيانًا من مزاعم أو اتهامات، سرعان ما تتهاوى تلك الادعاءات، فـ حبل الكذب قصير ولا يثبت أمام الحقائق ومصداقية الموقف العُماني، الذي أثبت للعالم أنّ الصمت الحكيم أقوى من ضجيج الأقلام المأجورة.
تتميز عُمان بسياستها المتوازنة وحيادها الإيجابي الذي أكسبها احترام المجتمع الدولي وجعلها وسيطًا موثوقًا في القضايا الإقليمية والدولية. هذا الحياد ليس ضعفًا، بل موقف راسخ يقوم على عدم التسرع والقدرة على اتخاذ القرار بثقة وصلابة حين يتطلب الأمر، وهو ما جعل السلطنة شريكًا يحظى بالتقدير من الجميع.
ويُعد تعامل سلطنة عُمان مع الملف اليمني والحروب المحيطة بها أنموذجًا حيًّا لنهجها الحكيم؛ إذ التزمت دور الوسيط الساعي إلى إحلال السلام، فاحتضنت جولات حوار بين الأطراف المختلفة، وفتحت قنوات تواصل هادئة تركز على تقريب وجهات النظر دون انحياز لطرف أو إقصاء لآخر. وقد حافظت على علاقات متوازنة مع جميع القوى اليمنية والإقليمية، مقدّمةً الدعم الإنساني والإغاثي للشعب اليمني بعيدًا عن أي أجندة، وهو ما جعلها وجهة ثقة لكل الساعين إلى وقف نزيف الحرب وإعادة الاستقرار.
وفي الوقت نفسه، لم تنشغل عُمان بالسياسة على حساب البناء الداخلي، بل جعلت خدمة المواطن محور اهتمامها. فقد أولى جلالة السلطان اهتمامًا كبيرًا للتنمية الشاملة ضمن رؤية “عُمان 2040”، بدءًا من تطوير التعليم والصحة، مرورًا بالبنية التحتية المتقدمة، ووصولًا إلى تنويع الاقتصاد لخلق فرص أوسع للأجيال القادمة. كل ذلك يجري بروحٍ هادئة تؤمن بأن التنمية الحقيقية تبدأ من الإنسان وإليه تعود.
وتحرص السلطنة على احترام الجيران والأصدقاء، فلا تفرّط في روابطها مع أشقائها ولا تتوانى عن مد جسور التعاون معهم، بل تعامل الجميع بحسن نية من أصغر فرد إلى أعلى المستويات. هذه القيم الراسخة جعلت من عُمان نموذجًا فريدًا في التعامل الإنساني والدبلوماسي، يجمع بين المروءة والأصالة.
ورغم ما قد تواجهه من أصوات تحاول النيل من مكانتها، ترفض السلطنة الانجرار إلى المهاترات أو الإساءة لمن يسيء إليها، متمسكةً بمبادئها الثابتة في احترام حقوق الإنسان وصون كرامته، لتبقى دولة سلام ووئام، وواحة استقرار يُحتذى بها في المنطقة.
وفي ختام هذا المقال، يتوجّه المقيمون على أرض سلطنة عُمان الطيبة بأسمى آيات التحية والتقدير إلى قيادتها الرشيدة، ممثَّلةً في صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه، وإلى الشعب العُماني الكريم، شاكرين ما يلقونه من حسن استقبال وكرم معاملة، داعين الله أن يديم على هذه البلاد أمنها وازدهارها، وأن يحفظها وقيادتها وشعبها من كل سوء.
إن عُمان اليوم، بقيادة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، تمضي واثقة نحو مستقبل أكثر إشراقًا، تجمع بين الإرث العريق والحاضر المزدهر، وتثبت للعالم أن الحكمة والاعتدال والوفاء للأصدقاء والأشقاء هي الأساس الذي تقوم عليه قوة الأمم ورفعتها.