تطوير حارة الرمل بعبري.. مشروع وطني يعزز التراث الثقافي ويدعم النمو الاقتصادي المستدام
تطوير حارة الرمل بعبري.. مشروع وطني يعزز التراث الثقافي ويدعم النمو الاقتصادي المستدام

عبري /العُمانية/ في إطار جهود وزارة التراث والسياحة الهادفة إلى صون التراث العُماني وتعزيز دوره في التنمية الاقتصادية المستدامة، أعلنت الوزارة عن مشروع تطوير واستثمار حارة الرمل الأثرية بولاية عبري في محافظة الظاهرة -أحد أقدم الأحياء التاريخية في سلطنة عُمان-، والتي يعود تاريخ إنشائها إلى أكثر من 300 عام.
ويُنفَّذ المشروع بواسطة شركة الظاهرة الدولية للتنمية والاستثمار، على مساحة إجمالية تبلغ (6,350) مترًا مربعًا، وبتكلفة تقديرية تصل إلى مليون ريال عُماني، على أن تُستكمل أعمال التنفيذ خلال مدة زمنية تمتد إلى عامين من بدء التنفيذ الفعلي.
وتقع حارة الرمل في أعلى سفوح جبل الرمل، وتمتاز بمعمارها العربي الإسلامي الأصيل الذي يعكس فن البناء التقليدي وبساطة الحياة العُمانية، مما يجعلها من أبرز المعالم التراثية والسياحية في ولاية عبري.

وأكد وليد بن حمد الغافري، مدير إدارة التراث والسياحة بمحافظة الظاهرة، أن المشروع يأتي في إطار الجهود الرامية إلى إحياء المواقع التراثية وتحويلها إلى وجهات سياحية متكاملة، مشيرًا إلى أن المشروع سيسهم في تنشيط الحركة السياحية وتعزيز الفرص الاستثمارية من خلال إنشاء مقاهٍ ومطاعم ونُزل تراثية ومناطق مخصصة للراحة والاستجمام، إضافةً إلى تحسين بيئة الحارة وتيسير الحركة فيها بما يعكس الاعتزاز بالموروث العُماني الأصيل.
ويتضمن المشروع إنشاء متحف تراثي، ونُزلين تراثيين، ومطعم رئيسي، ومقهى رئيسي، و(28) محلًا مخصصًا لأصحاب الأعمال والحرفيين والأسر المنتجة، إلى جانب جلسات خارجية على سفح الجبل توفر تجربة سياحية متكاملة تمزج بين الأصالة والضيافة والطبيعة.
ويهدف المشروع إلى الحفاظ على الهوية الثقافية والمعمارية للحارة من خلال ترميم المباني التاريخية بأساليب تحاكي الطابع العُماني التقليدي، وتعزيز السياحة الثقافية والمجتمعية عبر تنظيم فعاليات ومعارض متنوعة، بما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل جديدة لأبناء المحافظة، وتشجيع المشروعات التراثية والضيافة بالتعاون مع المجتمع المحلي والجهات الأهلية.
ويُعد مشروع تطوير حارة الرمل بعبري إضافة نوعية للمشهد الثقافي والمعماري في محافظة الظاهرة، ونموذجًا وطنيًّا يجسد التوازن بين الحفاظ على التراث وتعزيز النمو الاقتصادي والسياحي، تأكيدًا على اهتمام وزارة التراث والسياحة الدائم بتطوير المواقع التاريخية وتحويلها إلى روافد حضارية وتنموية تخدم الأجيال القادمة.



