الأحساء تحتفي بسلسلة “الثقافة الشعبية غير المادية” في كيوب بارك
الأحساء تحتفي بسلسلة “الثقافة الشعبية غير المادية” في كيوب بارك
الأحساء / زهير بن جمعة الغزال
شهدت مدينة الهفوف فعالية ثقافية استثنائية ضمن سلسلة «الثقافة الشعبية غير المادية»، أقيمت في كيوب بارك – الهفوف، بتنظيم متميّز من نادي النورس الثقافي، وبشراكة فكرية وإبداعية مع الوكيل الأدبي الكاتب والباحث د. عبدالله عيسى البطيان.
تأتي هذه الفعالية كواحدة من محطات تركّز على صُلب الهوية الثقافية الأحسائية، لتسلّط الضوء على موروثٍ شعبي غنيّ، يؤكد على أنّ للحكاية الشعبية، والأغنية، والصفد، واللحظة الحاضرة في مجتمعنا، دورًا محوريًّا في تشكيل الوعي الثقافي والموروث الجماعي.
حملت الفعالية عنوان «أحازيها»، في إشارة إلى الألحان، والنّغم، والقصّة التي تروى من جيل إلى جيل. وقد أقيمت في سياق معرض المكتبة الإلكترونية للكاتب د. عبدالله البطيان، حيث عُرضت مجموعة من إصداراته الوثائقية والأدبية التي تُعنى بالتراث الشعبي والأدب المحلي، منها:
• أحازيها
• قصص الحساويات
• ألعب وأنا صغير وكبرت
• الباعة المتجولون
وقد افتتح الحدث بمداخلات أولية، ثم تلاه مشاركة نوعية من: (خبير التراث الإعلامي والشاعر أ. راشد القناص، الباحث والإعلامي الشاعر عبداللطيف الوحيمد، خبير التراث أبو المصطلحات الأيقونة م. عبدالله الشايب.
شهد اللقاء حضورًا متميزًا من المثقفين، والإعلاميين، والمهتمين بالشأن التراثي، إلى جانب عدد من شباب وشابات الأحساء الذين تأثروا بعمق الرسالة الثقافية. تميّزت الأجواء بروح تفاعلية، حيث تبادلت الآراء والأفكار في سياق الاستماع لقصص شعبية تم استرجاعها بأسلوب حي.
وفي كلمته، أكد د. البطيان على أن «توثيق الموروث الشعبي ليس ترفًا ثقافيًا، بل هو واجب تجاه الهوية الوطنية والمجتمع المحلي»، مشيرًا إلى أن الأحساء «تظل منبعًا غنيًّا بالحكايات الشعبية التي تعكس أصالة الإنسان والمكان» وأن على الأجيال الجديدة أن «تنصت لصوت الماضي، وتحمله إلى المستقبل بإبداع وحداثة».
تتمحور رسالة الفعالية حول تعزيز الحسّ الثقافي والإبداعي، وإحياء الجذور التي تشكّل ذاكرة جماعية؛ وهو ما يعكس التزام نادي النورس الثقافي بتحقيق رؤية واسعة: ربط الثقافة بالمجتمع، وتفعيل الحراك الأدبي في المنطقة الشرقية، عبر مبادرات نوعية وملتقيات تفاعلية. وقد أُعلن ضمن الفعالية عن خطة مستقبلية تتضمّن سلسلة ورش عمل ولقاءات مع كبار الباحثين، بالإضافة إلى إصدار مطبوع جديد يدمج بين النصّ التراثي والإنتاج الرقمي.
إنّ هذا الحفل ليس محطة منفصلة، بل خطوة مكثّفة نحو بناء جسر بين الماضي والحاضر. ويُنتظر أن تشهد سلسلة «الثقافة الشعبية غير المادية» في مراحلها القادمة مشاركة أوسع، تغطية إعلامية أشمل، ومشاريع إنتاج متعدد الوسائط (فيديوهات، بودكاست، ذكاء اصطناعي)، تسهم في نشر موروث الأحساء عالميًا.
وفي الختام: تم إهداء كلًا من: (الحاج عيسى بن حسن البطيان والد الدكتور، أ. أحمد العبدالنبي، والمحب للتراث أ. حبيب الحرز، الأحساء تكتب اليوم فصلًا جديدًا في سجلّها الثقافي، حيث تتلاقى الأصالة مع الحداثة، والحكاية الشعبية مع التقنية والعالم الرقمي.

