اخبار ثقافية

الاستثمار في رأس المال البشري… من بناء المعرفة إلى صناعة الإنسان.

الاستثمار في رأس المال البشري… من بناء المعرفة إلى صناعة الإنسان.

بقلم : د. حنان بنت عبدالله الغامدي. – الرياض

لم يعد التعليم في عصر التحولات الكبرى مجرد خدمة اجتماعية تقدمها الدولة لمواطنيها، ولا نشاطًا مؤسسيًا يقتصر أثره على سنوات الدراسة، بل أصبح استثمارًا استراتيجيًا طويل الأمد في رأس المال البشري، تُقاس نتائجه بقدرة الإنسان على الإسهام في التنمية، وصناعة القيمة، ومواكبة المتغيرات المتسارعة في عالم قائم على المعرفة والابتكار.

لقد أثبتت التجارب الدولية أن الدول التي حققت قفزات نوعية في التنمية لم تبدأ من المصانع أو الأسواق، بل من المدرسة والجامعة، ومن إعادة تعريف التعليم بوصفه مشروعًا وطنيًا لبناء الإنسان، لا مجرد مسار أكاديمي ينتهي بشهادة. فالتعليم هو البيئة الأولى التي تتشكل فيها أنماط التفكير، وتتبلور القيم، وتُكتسب المهارات التي ترافق الإنسان مدى الحياة.

إن الاستثمار في رأس المال البشري من زاوية تعليمية يبدأ بالسؤال الجوهري: ماذا نريد من التعليم؟ هل نريده ناقلًا للمعرفة، أم مولّدًا لها؟ هل نريده مخرجًا لأفراد يحفظون ما يُملى عليهم، أم صانعًا لعقول قادرة على النقد والتحليل والإبداع؟ إن الإجابة عن هذا السؤال هي التي تحدد شكل السياسات التعليمية، وطبيعة المناهج، ودور المعلم، ونوعية التقويم. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى