اخبار ثقافية

جسم فضائي يتفكك ويثير التساؤلات!

جسم فضائي يتفكك ويثير التساؤلات!

الاحساء / زهير بن جمعه الغزال

أوضح ذلك المهندس. ماجد أبو زاهرة

رصد سكان شمال السعودية وعدة مناطق في بلاد الشام مساء يوم الأربعاء 2 يوليو 2025 ظاهرة لافتة في السماء تمثلت في جسم مضيء يتفكك إلى عدة أجزاء متوهجة ترافقه ذيول نارية وانبعاث ضوء ساطع في طبقات الجو العليا.

وقد وثّقت عدة صور ومقاطع فيديو هذا الحدث، ما أثار موجة من التساؤلات على وسائل التواصل الاجتماعي حول طبيعة الجسم: هل هو نيزك اخترق الغلاف الجوي؟ أم قطعة من خردة فضائية عائدة إلى الأرض؟

تظهر التسجيلات تفكك الجسم إلى عدة قطع مضيئة وحركة أفقية واضحة عبر السماء ووميض بألوان متدرجة: برتقالي، أبيض، وربما زهري في النهاية وهذه الخصائص تتفق مع نوعين رئيسيين من الظواهر الفلكية المعروفة:

نيزك كبير الحجم وهي أجسام صخرية أو معدنية قادمة من الفضاء بسرعات قد تتجاوز 11 كيلومتر بالثانية تخترق الغلاف الجوي وتتفكك على ارتفاعات تتراوح بين 40 إلى 80 كيلومتر وتظهر عند احتراقها بشكل كرة نارية تتحرك أفقياً ظاهرياً وغالباً ما تصدر صوتاً يسمع بعد دقائق (حسب الحجم والارتفاع).

أو قد تكون نفايات فضائية (خردة مدارية) تشمل بقايا صواريخ أو أقمار صناعية انتهى عمرها التشغيلي وهذه تدخل الغلاف الجوي من مدارات منخفضة وتتفكك تدريجيًا أثناء الاحتكاك وتبدو حركتها أفقية، مع تفكك مرئي للقطع المشتعلة.

كذلك من المرجح أيضاً أن يكون الجسم أحد أقمار ستارلينك التي خرجت عن مدارها بفعل النشاط الشمسي المتزايد فنحن حالياً في ذروة الدورة الشمسية رقم 25 والتي شهدت خلال مايو ويونيو 2025 عدة توهجات شمسية قوية أدت إلى زيادة كثافة الغلاف الجوي العلوي وبالتالي زيادة مقاومة السحب على الأقمار في المدار المنخفض ومعظم أقمار ستارلينك تدور على ارتفاع 500–550 كيلومتر وهي حساسة جداً لهذه التغيرات.

المشاهد المرصودة تتوافق بشكل كبير مع تفكك قمر صناعي يحترق في الغلاف الجوي لكن لا يمكن الجزم بذلك حاليا لعدم توفر بيانات تتبع دقيقة.

استناداً إلى زاوية الحركة ونمط التفكك والتحليل البصري فإن الترجيح الأولي يميل إلى أن ما شوهد هو عودة نفايات فضائية إلى الأرض قد تكون قطعة كبيرة من قمر صناعي أو المرحلة الأخيرة لصاروخ مداري.

ومن المهم التأكيد على أن هذه الأجسام لا تشكل خطراً على سطح الأرض حيث أن الغالبية العظمى منها تحترق بالكامل في الجو وفي حالات نادرة قد تنجو شظايا صغيرة جداً وتصل إلى الأرض خاصة إذا كانت مصنوعة من مواد مقاومة للحرارة مثل التيتانيوم أو الفولاذ المقاوم للصدأ.

الظاهرة التي شوهدت تعد من المشاهد الجوية النادرة وإن كانت تبدو درامية بصرياً فإن العلم الحديث قادر على تفسيرها بدقة ولهذا، نُشدد على أهمية عدم الانسياق وراء الشائعات أو التفسيرات الخرافية وضرورة الاعتماد على المصادر العلمية والمختصين في تفسير مثل هذه الظواهر. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى