اخبار ثقافية

المؤتمرات ليست نزهة..

المؤتمرات ليست نزهة..

أ/ آمال آل إبراهيم

وليست فرصة لتغيير الجو ولا مناسبة لالتقاط الصور التذكارية ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي.. هي في الأصل أمانة ومسؤولية.

حين تستثمر المؤسسة في موظفها وتبعثه إلى مؤتمر أو ورشة أو ملتقى، فإنها في الحقيقة لا تمنحه تذكرة سفر وإقامة مجانية، بل تضع بين يديه رأسمال معرفي وتنتظر عائداً في شكل تطوير في الأداء، ونقل للخبرة، وتوسيع للأفق.

لكن ما يحدث في الواقع يبعث على الأسف، حضور متأخر وخروج مبكر، انشغال بالهاتف وكأن القاعة مجرد استراحة، غياب التوثيق، فلا ملاحظات ولا ملخصات ولا حتى فكرة تعود معه إلى مكتبه، الا من رحم الله…

تعامل مع الكم الهائل من الأوراق والمداخلات وكأنها تمر مرور الكرام، بلا أثر ولا استثمار.

هذه ليست تفاصيل عابرة.. إنها مؤشرات على أننا نهدر فرصاً ذهبية كان يمكن أن تُترجم إلى أفكار مبتكرة، أو شراكات جديدة، أو نقلة في الأداء المؤسسي.

المؤتمرات أمانة، ومن يفرّط فيها إنما يفرّط في نفسه أولاً، ثم في مؤسسته التي وثقت به. وإن لم تكن قادراً على إدراك قيمتها أو لم تملك الاستعداد للاستفادة منها، فالصدق أن تترك المقعد لغيرك ممن يعرف كيف يحول هذه الأيام المعدودة إلى رصيد معرفي ممتد الأثر.

الفرص لا تتكرر، والمعرفة ليست مجانية كما نتصور، والأمانات” ليست مجرد شعارات بل مواقف عملية.

✦ لنجعل حضورنا للمؤتمرات ممارسة قيادية واعية، لا مجرد سياحة مقنّعة. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى