اختتام أعمال الملتقى الخليجي للتنقل الأخضر بصلالة

اختتام أعمال الملتقى الخليجي للتنقل الأخضر بصلالة

اختُتمت بمجمع السُّلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة في محافظة ظفار أعمال الملتقى الخليجي للتنقل الأخضر، وذلك تحت رعاية معالي الشيخ سالم بن مستهيل المعشني المستشار بديوان البلاط السُّلطاني. ويُعد الملتقى الأول من نوعه في سلطنة عُمان والمخصص للشباب الخليجي، حيث ركّز على مناقشة المبادرات والمشروعات الخليجية في مجالات التنقل المستدام، واستعراض التجارب الرائدة على مستوى المنطقة، إلى جانب إبراز جهود سلطنة عُمان ومشروعاتها الوطنية الداعمة للابتكار وتحقيق الاستدامة في قطاع النقل، بما ينسجم مع مستهدفات استراتيجية البرنامج الوطني للحياد الصفري 2050 ورؤية “عُمان 2040”

.وألقى المهندس عبدالله بن علي البوسعيدي مدير عام مركز عُمان للوجستيات وخبير فريق الحياد الصفري بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات كلمة أوضح فيها أن الملتقى تناول سبل التحول إلى التنقل المستدام في سلطنة عُمان ودول مجلس التعاون، مع التركيز على محاور الاستدامة والابتكار، مشيرًا إلى أن العالم بات يشهد تحولًا متسارعًا نحو الطاقة النظيفة والمتجددة كخيار استراتيجي للتنمية المستدامة.
وأشار إلى إطلاق مبادرة “ظفار الخضراء” التي تهدف إلى جعل محافظة ظفار نموذجًا للتنقل الأخضر بالشراكة بين وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ومكتب محافظ ظفار، من خلال تطوير البنية الأساسية للتنقل المستدام، وتشجيع استخدام المركبات الصديقة للبيئة، وتوسيع شبكة محطات الشحن.

من جانبه، أكد الدكتور محمد الرشيدي مدير الطاقة بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في كلمته أن الملتقى جاء تنفيذًا لقرار لجنة وزراء النقل والمواصلات في دول المجلس خلال اجتماعهم الـ 26، ليكون منصة لتعزيز التعاون الخليجي في مجال النقل المستدام والتحول نحو اقتصاد منخفض الكربون، مشيرًا إلى ما تبنته دول المجلس من مبادرات رائدة تشمل المركبات الكهربائية، والبنية الأساسية للشحن، والنقل العام الصديق للبيئة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمة النقل.

وشهد حفل الختام توقيع عدد من الاتفاقيات الاستراتيجية، من أبرزها تأسيس الشركة الوطنية للنقل الأخضر بالتعاون مع شركة الصين للتطوير في الشرق الأوسط، إلى جانب مذكرات تفاهم لإنشاء وتشغيل محطات شحن كهربائية، وتوفير حلول رقمية ومراكز صيانة متكاملة.
كما تم توقيع اتفاقية لتنفيذ مشروع تزويد السفن بالطاقة النظيفة في ميناء صحار، واتفاقية شراكة بين وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات وبنك صحار الدولي لدعم التمويل الأخضر في قطاع النقل المستدام.
كما تضمنت الاتفاقيات توقيع امتياز لإنشاء منشأة لإعادة تدوير السفن الخضراء في منطقة خطمة ملاحة، بطاقة إنتاجية تصل إلى مليوني طن سنويًا من الحديد منخفض الكربون، وتوفير نحو 2000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، بما يعزز مكانة سلطنة عُمان كمركز إقليمي رائد في هذا المجال.

وفي السياق ذاته، وقّعت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ووزارة الإسكان والتخطيط العمراني برنامج تعاون استراتيجي نحو مدينة ذكية منخفضة الانبعاثات في مدينة السُّلطان هيثم، إلى جانب اتفاقية بين بلدية ظفار وشركة مواصلات لتطوير محطات توقف ذكية ومستدامة لوسائل النقل العام بالمحافظة.
وأُعلن خلال الملتقى عن عدة مبادرات، أبرزها إطلاق خدمة النقل حسب الطلب (Demand Transit Dart)، والتطبيق الوطني لشحن المركبات الكهربائية “شاحن”، إلى جانب تشغيل مستودعات شركة أرامكس بالطاقة الشمسية بما يسهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

واختُتم الملتقى بتكريم المبادرات الفائزة في مجال ابتكار حلول النقل المستدام، حيث حصدت مبادرة “القيادة بلا توقف” المركز الأول، فيما جاءت منصة “سيارة كهربائية بلا حدود” في المركز الثاني، وفازت حملة “القيادة نحو المستقبل الأخضر” بالمركز الثالث؛ وذلك تقديرًا لجهودها في نشر الوعي المجتمعي وتعزيز ممارسات التنقل المستدام.