جهود لزيادة الغطاء النباتي بشمال الباطنة

جهود لزيادة الغطاء النباتي بشمال الباطنة

تُولي سلطنة عُمان أهمية للتشجير وزيادة المساحات الخضراء، لمواجهة التحديات البيئية والمحافظة على الغطاء النباتي. وتأتي هذه الجهود والمبادرات في ظل التغيرات المناخية السريعة وتزايد مشكلة التصحر والتوسع العمراني. جاءت استراتيجية البلاد في هذا الجانب متمثلة في رؤية عُمان 2040 محور البيئة المستدامة.

وقال ناصر بن حمود اليعقوبي مدير إدارة البيئة بمحافظة شمال الباطنة حول الجهود المبذولة في زيادة الغطاء النباتي والحفاظ على البيئة : إن إدارة البيئة تبذل كل ما بوسعها وإمكاناتها ماديًّا وتشريعيًّا لتحقيق رؤية عُمان 2040 في تنفيذ أهداف الاستدامة والحفاظ على البيئة بجميع مستوياتها وخصوصًا زيادة الرقعة الخضراء ومواكبة للمبادرة الوطنية لزراعة 10 ملايين شجرة على مستوى البلاد للمساهمة في تحسين جودة الهواء، وتلطيف الأجواء، وزيادة التنوع البيولوجي, والمشاركة الدولية في المحافظة على التغير المناخي والحياد الصفري بمشاركة عدة جهات حكومية وخاصة والمجتمع المحلي.
وأضاف أن إدارة البيئة وضعت استراتيجية وأهداف على عدة أصعدة شملت جميع ولايات المحافظة وأشركت فيها جميع شرائح المجتمع للمساهمة في هذه الجهود ونشر الوعي البيئي بين أفراد المجتمع، ونشر الحزام الأخضر بالمحافظة، لتحويل القطاع الزراعي والبيئي إلى قطاع مستدام ومبتكر عبر تطوير تقنيات حديثة في الزراعة والإدارة المائية، ،إلى جانب إطلاق عدد من المبادرات وحلقات العمل خلال السنة لتحقيق الأهداف العامة. وقال خليفة بن سعيد المعمري رئيس فريق الاستزراع في إدارة البيئة بولاية صحار: إن إدارة البيئة شكّلت فريقًا مختصًا بالاستزراع من موظفي الإدارة لتحقيق أهداف المبادرة الوطنية وتوسيع الغطاء النباتي، حيث شرع الفريق في تنفيذ الخطط المرسومة لهذه المبادرة من خلال استزراع الأشجار وتوزيعها وغرس البذور وزراعة أشجار القرم في الأخوار بولايات المحافظة، إلى جانب تشكيل فريق مختص للمتابعة وضبط التعديات على الغطاء النباتي والحياة البرية والبحرية.
وتطرّق إلى المبادرات التي نُفذت، ومنها: مبادرة “شجرة لكل بيت” للمواطنين والمقيمين على مستوى المحافظة، ومبادرة “تشجير بيوت الرحمن”، ومبادرة “استزراع الكسارات والمناطق الصناعية”، إضافة إلى محاضرات توعوية في المدارس والكليات والجمعيات الأهلية والمصانع والمجتمع المحلي تبيّن أهمية الغطاء النباتي للبيئة والإنسان والحيوان.

وأوضح أنه تم استحداث أراضٍ ومسورات ومشاتل خاصة للاستزراع لمواجهة التحديات التي تواجه الغطاء النباتي، إذ تم إنشاء أول مسور في ولاية شناص واستزراع أكثر من 2000 شتلة، مع وجود مشتل لتشتيل الأشجار ومسور مع مشتل بولاية السويق، ومستزرع آخر في صحار، والعمل جارٍ على متنزه بمدينة الطيب بولاية لوى وهو قيد الإنشاء لزراعة الأشجار البرية، إلى جانب حملات نثر ونشر البذور البرية في عدة أماكن على مستوى المحافظة.
وأشار إلى أنه وفقًا لإحصائيات الأعوام الثلاثة الماضية، فقد تمت زراعة أكثر من 75 ألف شتلة وتوزيع قرابة 45 ألف شتلة، وغرس ونثر أكثر من ثلاثة ملايين بذرة، إلى جانب وجود تعاون وإقبال من القطاع الخاص والمواطنين للمساهمة في هذه المبادرات لما لمسوه من أهمية زيادة الرقعة الخضراء في إيجاد بيئة نقية وخضراء ذات أبعاد سياحية واقتصادية، فضلًا عن تعزيز الحياة الفطرية في البيئة العُمانية.

وأضاف أن هناك مشروعات ومبادرات مستقبلية قيد الإنشاء والعمل عليها مثل مشروع “الذاكرة النباتية” في صحار، وقد تم استلام الأرض المخصصة لذلك في مرحلته الأولى، إلى جانب توسعة مسور شناص إلى ضعفي مساحته الحالية، والعمل على إنشاء مشاتل جديدة لتلبية الطلب المتزايد على الشتلات بدعم من القطاع الخاص.
جدير بالذكر أن جهود التشجير في سلطنة عُمان تُعد مثالًا على العمل الجماعي بين الحكومة والمجتمع لتحقيق أهداف الاستدامة البيئية، وعلى الرغم من النجاحات التي تحققت في مجال التشجير، إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجه هذه البرامج، منها: ندرة المياه في بعض المناطق، خصوصًا الصحراوية والجبلية، والظروف المناخية القاسية.