فوضى الكتابة ووضوحها في ورشة بمعرض الرياض للكتاب
فوضى الكتابة ووضوحها في ورشة بمعرض الرياض للكتاب
الأحساء / زهير بن جمعه الغزال
واصل البرنامجُ الثَّقافيُّ لمعرض الرّياض الدّولي للكتاب 2025 فعاليّاته بتنظيم ورشةِ عملٍ بعنوان: “من الفوضى إلى الوضوح: الكتابة كأداةٍ للرّاحة والتَّخطيط”، ناقشت كيف تكون الكتابةُ وسيلةً لترتيبِ الأفكار، وإدارةِ الوقت، وتحرير الذَّات من ضغوط الحياة. وقدَّمتها الأستاذة سلمى بوخمسين، بحضور عددٍ من القُرَّاء والمهتمِّين بفنون الكتابة الإبداعيَّة وتطوير الذَّات.
واستهلّت بوخمسين الورشةَ بتعريفِ مفهوم التَّدوين اليوميّ، موضحةً أنَّه ممارسةٌ منتظمة لتسجيل الأفكار والمشاعر والأحداث باستخدام دفترِ ملاحظات أو تطبيقات رقميَّة أو حتَّى تسجيلات صوتيّة، وهو ما يساعد على التَّعبير عن الذَّات والتَّأمُّل والتَّخفيف من الضُّغوط، مؤكِّدةً على أنَّ الكتابة اليوميَّة أداةٌ فعّالة لتحسين جودة الحياة النفسيَّة والجسديَّة.
وتناولت أبرزَ فوائد التَّدوين، ودوره في تقليل التَّوتُّر باعتباره “صمَّامًا لتفريغ الضَّغط”، وتعزيز الصّحَّة والعافية من خلال تحسين المزاج وخفض معدَّلات القلق والاكتئاب، إضافةً إلى مساعدته على مواجهة الأفكار السلبيَّة، ومعالجة العواطف، ومعرفة الخطوات التَّالية في الحياة، كما شدَّدت على أنَّ التَّدوين يمنح الكاتبَ فرصةً لاكتشاف الذَّات ورسم “خريطة ذهنيّة وعاطفيّة” تعكس ما يدور في داخله.
وانتقلت بوخمسين للحديث عن أشكال التَّدوين المتعدِّدة، مبينةً أنَّ منها الكتابة الحرَّة، والتَّدوين التَّفكيريّ، وتدوين الأحداث اليوميَّة، وتدوين الأهداف، وتدوين المشاعر، إضافة إلى تدوين الامتنان، والتوكيدات، والأفكار والإلهام. موضحةً أنَّ هذه الأنماطَ تمنحُ الفردَ مساحةً للتَّأمُّل، وتساعده على التَّركيز، وتحفزه إلى ممارسة اليقظة الذّهنيَّة والتَّوازن العاطفيّ.
كما تطرَّقت إلى أوقاتِ ممارسة التَّدوين، وإمكانيَّة تخصيص دقائقَ محدودةٍ يوميًّا أو اعتماده في لحظاتِ الأزَمات والمشاعر القويَّة، وأنَّ الالتزام بهذه العادة يضمن الاستفادة من آثارها الإيجابية.
وقدّمت مجموعةً من النَّصائح لاكتساب عادةِ التَّدوين مثل تحديد الهدف، واختيار الوسيلة المناسبة، والالتزام بالوقت، وتوثيق الأفكار بشكلٍ دوريٍّ، إلى جانب الاستمتاع بالعمليَّة بعيدًا عن الضُّغوط.
واختَتمت الورشةَ بطرح مجموعةٍ من “محفِّزات التَّدوين” التي يمكن أن يستعين بها المشاركون للبدء في الممارسة، مثل أسئلةٍ للتَّأمُّل الذَّاتيّ، وأخرى لتوضيح الأهداف، وأسئلة للشِّفاء العاطفيّ وتعزيز الامتنان والإبداع، مبيّنة أنَّ هذه المحفِّزات تساعد على تحويل التَّدوين إلى أداةٍ عمليَّة للرَّاحة والتَّخطيط.
وتأتي هذه الورشةُ ضمن سلسلةٍ من الفعاليّات الثّقافيّة المصاحبة لمعرض الرّياض الدّولي للكتاب، الذي يُقام بتنظيمِ هيئةِ الأدب والنّشر والتّرجمة، ويستمرُّ حتّى 11 أكتوبر، جامعًا بين دُور نشرٍ ومؤلّفين ومؤسَّسات ثقافيّة محليّة ودوليّة، ومرسّخًا موقعه كمنصَّة سنويَّة تحتفي بالمعرفة والإبداع.