العصا التي تُعطّل سير العجلة
العصا التي تُعطّل سير العجلة
كتب / أ.عائشة بنت عمر بن محمد العيدروس
تواصلت صديقتي مساء أمس أم مازن، وقالت لي: يا عائشة، اكتبي عن العصا التي تُعطّل سير العجلة.
كانت عبارتها بسيطة في ظاهرها، لكنها عميقة في معناها، فتحت أمامي بابًا واسعًا من التأمل في معنى العجلة، وفي تلك القوة التي تدفع الحياة إلى الأمام رغم ما يعترضها.
فالعجلة ليست مجرد إطارٍ يدور، بل رمزٌ للحركة والتقدّم، سواء كانت عجلة الحياة أو الزمن أو العمل أو القيادة.
وقد تكون العجلة برًّا، تحملنا على الطرقات نحو أهدافنا، أو جوًّا تُحلّق بنا في فضاءات الطموح، أو بحرًا تمخر بنا عباب الموج بحثًا عن المرافئ الآمنة.
لكن، في كل تلك الاتجاهات، ثمة عصا صغيرة قد تُلقى في الطريق، تُعطّل السير وتُربك المسار.
وحين نتأمل في واقع الناس، نجد أن بعض النفوس اختارت أن تكون تلك العصا.
فمنهم من لا يسرّه أن يرى غيره متقدّمًا، ومن يجد في نجاح الآخرين تهديدًا لذاته، فيبدأ بالنقد الهدّام، والتقليل من الجهود، وبثّ روح الإحباط في كل من حوله.
إنهم أولئك الذين لا يصنعون عجلاتٍ لأنفسهم، بل يكتفون بتعطيل عجلات الآخرين.
إنّ العصا التي تُعطّل سير العجلة لا تُبطئ التقدّم المادي فحسب، بل قد تُصيب الروح بالإحباط، وتضعف الثقة بالنفس، وتزرع الشكّ في الطريق.
ومع ذلك، تبقى العجلة رمزًا للإصرار والإرادة، فالعجلة التي وُلدت لتسير لا تتوقّف، مهما تعثّرت أو أُعيقت، لأنها تعرف أن المضيّ رغم العوائق هو ما يمنحها قيمتها الحقيقية.
فلنمضِ في حياتنا بثبات، ولندع العجلات تدور في مسارها الطبيعي، ولنتذكّر دائمًا أن الطريق لا يخلو من العصيّ، لكننا نملك القوة التي تجعلها تنكسر تحت عجلاتنا، لا أن تُوقفنا عنها.
أ.عائشة بنت عمر بن محمد العيدروس