اخبار ثقافية

طموح سينمائي خليجي يتوهّج في مسقط… ختام مهرجان يكشف ملامح المستقبل

طموح سينمائي خليجي يتوهّج في مسقط… ختام مهرجان يكشف ملامح المستقبل

بقلم: أحمد معروف اليافعي

تواصل مسقط ترسيخ حضورها الثقافي من خلال احتضان الفعاليات الفنية الكبرى، وكان ختام المهرجان السينمائي الخليجي 2025 حدثًا لافتًا جمع المبدعين من دول مجلس التعاون في ليلة توهّج فيها الطموح السينمائي الخليجي وتجلّت فيها روح التعاون والابتكار. لم يكن الختام مجرد احتفاء بالأفلام الفائزة، بل كان مساحة واسعة لعرض الرؤى، وبناء العلاقات، واستشراف مستقبل السينما في المنطقة.

مسقط… منصة تلتقي فيها التجارب وتُصنع فيها الأفكار

شكّل حضور نجوم السينما الخليجية والعربية إضافة نوعية للمهرجان، إذ ضمّ نخبة من الفنانين الذين أثّروا في المشهد الفني، مثل الفنان محمد المنصور، وسعد فرج، والفنانة بثينة الرئيسي، وهدى الخطيب، وشيماء سبت. كما شهدت الفعالية حضورًا عربيًا مميزًا من خارج الخليج، أبرزهم الفنان المصري أشرف زكي وزوجته الفنانة روجينا، إضافة إلى النجم السوري باسم ياخور، ما منح الفعالية بعدًا فنيًا أوسع وأغنى.

26 فيلمًا تتنافس على تسع جوائز… ومشهد سينمائي متطور

شهدت الدورة الحالية مشاركة 26 فيلمًا خليجيًا تنافست على تسع جوائز موزعة على فئات الأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية، في انعكاس واضح للتنوع الثري في الأساليب والموضوعات التي تلامس قضايا المجتمع الخليجي وتعبّر عن طموحات الشباب وتطلعاتهم.

كما تضمّن البرنامج عروضًا سينمائية خاصة، وأمسية ثقافية شاركت فيها شخصيات فنية بارزة، وأجنحة للدول الخليجية لعرض تجاربها، إضافة إلى ورش تفاعلية هدفت إلى صقل المهارات وتعزيز تبادل الخبرات بين صناع السينما.

تكريمات تليق بالروّاد… ووفاء لتاريخ الشاشة الخليجية

كرّم المهرجان في حفل الافتتاح مجموعة من الشخصيات السينمائية التي أثرت المشهد الفني الخليجي، وجاء هذا التكريم اعترافًا بمسيرتهم وتقديرًا لجهودهم التي صنعت بصمة لا تُنسى في ذاكرة الشاشة الخليجية. وكان من أبرز المكرّمين المخرج البحريني أحمد يعقوب المقلة، أحد أعمدة الدراما الخليجية وصُنّاع أثرها الباقي.

السينما العُمانية… خطوات ثابتة نحو حضور أقوى

تكشف متابعة الأفلام واللقاءات الجانبية أن السينما العُمانية تمتلك طاقات واعدة قادرة على المنافسة، شريطة توفير بيئة تعليمية وإنتاجية متخصصة.

إن وجود كلية للفنون الجميلة أو برامج أكاديمية للسينما سيُسهم في خلق جيل مؤهل من المبدعين. كما أن تعزيز فرص الاحتكاك بالتجارب الخليجية والعربية والعالمية سيتيح لصناع السينما في عُمان تطوير أدواتهم وإطلاق مشاريع أكثر نضجًا.

فالسينما ليست مشروعًا ترفيهيًا، بل قوة ناعمة قادرة على تشكيل الوعي وبناء الهوية وتعزيز القيم الثقافية. وعندما تتوفر الإمكانيات والدعم، تصبح قادرة على صناعة أثر حقيقي يلامس الجمهور ويصنع ذاكرة بصرية تستحق الاحتفاء.

لقاءات تلهم… وحوارات تكشف ملامح المستقبل

كان اللقاء بعدد من صناع السينما من مختلف دول الخليج أحد أجمل محطات المهرجان. التقيت بالفنان أحمد شريف من البحرين، وصادق البهبهاني من الكويت، والشيخ خليفة حمد ال ثاني من قطر، ومن عُمان جمعة هيكل، عصام الزدجالي، وزكريا أخية، إلى جانب المختصين من الوزارة وجمعية السينما والدكاترة المشاركين.

كانت هذه اللقاءات غنية بالرؤى ومليئة بالإلهام، وأكدت أن مستقبل السينما الخليجية يتطلب نقل التجارب وتوسيع دوائر التعاون وتبادل المعرفة.

ختام يعِد ببداية… ومستقبل تصنعه الإرادة

أثبت ختام المهرجان السينمائي الخليجي 2025 في مسقط أن الإبداع الخليجي قادر على تجاوز التحديات وصناعة هوية سينمائية مشتركة تجمع بين الأصالة والتجديد. لقد حمل المهرجان رسائل مهمة مفادها أن السينما الخليجية تمتلك الأساس للانطلاق نحو حضور أكبر، وأن السينما العُمانية تملك كل مقومات النمو إذا ما وجدت الدعم والتخطيط المستدام.

لم يكن الختام نهاية، بل بداية جديدة لطموحات تتوهج وأفكار تتشكل وصناعة سينمائية خليجية تتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى