أخبار محلية

محافظة ظفار تشهد افتتاحُ ثاني أكبر سد بسلطنة عُمان في ولاية صلالة

محافظة ظفار تشهد افتتاحُ ثاني أكبر سد بسلطنة عُمان في ولاية صلالة

تحت رعاية معالي الشيخ سالم بن مستهيل المعشني المستشار بديوان البلاط السلطاني، بحضور عدد من أصحاب المعالي والمكرمين وأصحاب السعادة والمسؤولين بالجهات الحكومية والقطاع الخاص.

احتفلت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بافتتاح سد وادي عدونب في محافظة ظفار حيث بلغت التكلفة نحو ثلاثة وعشرين مليونًا وتسعمائة وثلاثة آلاف وخمسة عشر ريالًا عمانيًا، وهي تكلفة تُظهر حجم الاستثمار الحكومي في تأمين المدن الحيوية والبنية التحتية الحيوية في محافظة ظفار. ويأتي هذا المشروع ضمن خطة أكبر تشمل إنشاء سدود إضافية، أبرزها منظومة حماية ولاية سدح التي من المتوقع طرح مناقصتها خلال عام 2025 بعد الانتهاء من إعداد مستندات التنفيذ 

. ويأتي هذا المشروع كأكبر سد في منظومة الحماية من مخاطر الفيضانات، التي وُضعت بعناية لحماية مناطق حيوية مثل ميناء صلالة ومنطقة ريسوت الصناعية والمنطقة الحرة من تدفقات السيول والأمطار الغزيرة القادمة من الجبال المحيطة.

الذي يُعد ثاني أكبر سد في سلطنة عُمان بسعة تخزينية تصل إلى 83 مليون متر مكعب، ضمن جهودها لتعزيز منظومة الحماية من مخاطر الفيضانات، بتكلفة إجمالية تقارب 24 مليون ريال عُماني.

ويُمثل سد وادي عدونب في ولاية صلالة أحد المشروعات التنموية للبنية الأساسية التي تُسهم في التصدي للتحديات المناخية المتزايدة التي تواجهها سلطنة عُمان، ويهدف إلى حماية المناطق الحيوية مثل ميناء صلالة، ومدينة ريسوت الصناعية، والمنطقة الحرة بصلالة، من تدفقات السيول والأمطار الغزيرة القادمة من الجبال المحيطة.

وقال سعادة المهندس محمد بن علي العبري وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية لموارد المياه تُعد المياه من أهم الموارد الطبيعية التي توليها سلطنة عمان أهمية قصوى ضمن مساعيها لتحقيق التنمية المستدامة. وفي ظل التحديات البيئية والتغيرات المناخية التي يشهدها العالم، تمكَّنت الحكومة من استثمار هذه الموارد بشكل يعود بالنفع على مختلف القطاعات من خلال إنشاء السدود، والتي اثبتت دورها الحيوي في حماية المناطق السكنية والتجارية والصناعية من الفيضانات الناتجة عن التقلبات المناخية، فضلاً عن مساهمتها في تعزيز الموارد المائية السطحية والجوفية، مما يدعم استقرار البيئة ويحسِّن حياة المواطنين.

وأضاف أن الوزارة أنجزت حتى اليوم عدد مائتي سد، منها: ستة وسبعون سدًا للتغذية الجوفية، ومائةٌ وسبعةَ عشر سدًا للتخزين السطحي، وسبعةُ سدودٍ للحماية من مخاطر الفيضانات موزعةٌ على مختلف محافظات سلطنة عمان.

في إطار السعي إلى تحقيق أعلى مستويات الحماية لميناء صلالة، والمنطقة الحرة، ومدينة ريسوت الصناعية، قامت الوزارة بإعداد منظومة متكاملة للحماية من مخاطر الفيضانات، تتألف من خمسة سدود، يقع بعضها ضمن مستجمعي عدونب وانعار.

واشار الى ان هدف سد وادي عدونب حجز مياه الفيضانات القادمة عبر الوادي، وحمايةِ وتأمينِ ميناء صلالة بشقيه القائم والمستقبلي، إلى جانب المنطقة الحرة بصلالة ومدينة ريسوت الصناعية.

كما يسهم السد بشكلٍ ملموسٍ في الحد من الرسوبيات المتجهة إلى حوض ميناء صلالة، والتي تؤثر على حركة الملاحة بالميناء، فضلًا عن مساهمته في خفض التغطية التأمينية للميناء ومرافقه.

ويبلغ اقصى ارتفاع لهذا السد سبعين متراً، وبطولٍ إجمالي يبلغ ثلاثمائةٍ وتسعةٍ وثمانين متراً، وتقدر السعة التخزينية بحوالي ثلاث وثمانين مليون متراً مكعباً من المياه، إلى جانب وجود برج التحكم والذي يصل ارتفاعه الى ستة وسبعون مترا..

وقد بلغت التكلفة الإجمالية لتنفيذ المشروع حوالي ثلاثة وعشرين مليوناً وتسعمائة وثلاثة آلاف ريال عماني.

ويعد هذا السد في الوقت الحاضر الأكبر من بين سدود محافظة ظفار من حيث السعة التخزينية وثاني أكبر سد في سلطنة عمان، وقد تم الانتهاء من تنفيذه جنباً إلى جنب سد الحماية من مخاطر الفيضانات على وادي أنعار، والذي تم افتتاحه بالأمس، بفضل الله.

واستغرق تنفيذ مشروع بناء السد ثلاث سنوات، سبقتها دراسات الجدوى الهندسية والهيدرولوجية وإعداد التصاميم التفصيلية، بالاستعانة ببيوت خبرة هندسية عالمية.

 وقد ساهمت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تنفيذ المشروع بنسبة واحد وعشرين بالمائة، كما تم التعاقد مع سبعة عشر مقاولاً، إلى جانب توظيف مائة وسبعة مواطنين بنسبة تعمين بلغت ستة وثلاثين بالمائة من إجمالي القوى العاملة بالمشروع،

وفي هذا الإطار نود أن نشيد بالجهود التي بذلها جميع العاملين والخبراء والمختصين، والتي أسهمت في تحقيق هذا الإنجاز بعزيمة، ليكون رافداً أساسياً يدعم التنمية المستدامة، ويعزز الأمن المائي. كما نشكر جميع الجهات الحكومية والخاصة التي ساهمت في إتمام هذا المشروع.

 هذارو يتكون سد وادي عدونب من سد ترابي مدكوك بطول يبلغ 389 مترًا وارتفاع يصل إلى 70 مترًا، ومزود بمفيض خرساني جانبي يبلغ طوله 80 مترًا، بالإضافة إلى بوابات للتحكم في تصريف المياه المحتجزة في بحيرة السد وتفريغها عند الحاجة، ما يضمن تشغيلًا آمنًا ومتوازنًا في جميع الظروف.

سد وادي عدونب، بمواصفاته الهندسية المتقدمة، وقدرته الكبيرة، ودوره المحوري في الحماية البيئية والتنموية، يُجسد التزام سلطنة عمان بحماية الإنسان والبنية التحتية والموارد الطبيعية، ويُعد علامة فارقة في مسيرة إدارة الموارد المائية في البلاد.

وقد تم اختيار موقع السد بعناية ليعترض مجرى الأودية النشطة التي تتسبب في مخاطر حقيقية للبنية التحتية والمنشآت الاقتصادية في المنطقة. وتبلغ السعة التخزينية للسد 84 مليون متر مكعب، ما يجعله الأكبر على الإطلاق ضمن منظومة الحماية في المحافظة، وهو رقم يعكس حجم المسؤولية والدور الذي يؤديه السد في التخفيف من الأضرار المحتملة للأمطار الشديدة الغزارة والأنواء المناخية.

وقد تم تزويد السد بأنظمة مراقبة متكاملة تشمل آبارًا لرصد مستويات المياه الجوفية والتسربات، بالإضافة إلى أجهزة استشعار لقياس منسوب المياه داخل البحيرة، وأجهزة مخصصة لقياس الضغط والإجهاد داخل جسم السد، وأخرى لقياس الميل والانحراف. كما تم تثبيت أجهزة استشعار للزلازل وكاميرات مراقبة تتيح الرصد البصري المستمر، وتُرسل البيانات التي تجمعها هذه الأجهزة بشكل مباشر إلى غرفة تحكم محصصه لذلك تتيح اتخاذ قرارات فورية في حالات الطوارئ.

وتعتمد منظومة الطوارئ على أنظمة إنذار مبكر يمكنها التنبؤ بأي تغيرات مفاجئة في حالة السد، وقد زوّد بنظام تحكم آلي ذكي يمكن من خلاله فتح وغلق بوابات السد عن بُعد، لتنظيم تدفق المياه استنادًا إلى البيانات الواردة من أجهزة الاستشعار، وهو ما يضمن تحكّمًا فعالًا في إدارة مياه الأمطار والسيول عند ذروتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى