اخبار ثقافية

المخدرات… البحرُ الذي لا شاطئ له

المخدرات… البحرُ الذي لا شاطئ له

كتب / أ-. عائشة بنت عمر بن حسن العيدروس

في ظلال خريفٍ يمرُّ بنا، لم تعد الرياح تحملُ فقط عبق اللبان ونسيم الجبال، بل تسللت معها رائحةٌ غريبة… رائحة الموت البطيء، رائحة الآفة التي باتت تبتلع أبناءنا واحدًا تلو الآخر.

المخدرات… ذاك الغول الذي خرج من كهفه، لم يعد يقتصر على الأزقة المظلمة أو على شباب ضائعٍ في عمر المراهقة، بل صار يتسلل إلى فكر الطفل، وعقل التلميذ، وخيال البريء!

نعم، إنها الحقيقة المؤلمة…

أصبحنا نشهد أطفالًا لم يبلغوا سنَّ الحُلم، يحملون بين أيديهم سمومًا تُفتك بأرواحهم وتغتال طفولتهم.

يا أمًّا تُربّي وتحتضن،

ويا أبًا يسعى ويكدّ،

انتبهوا!

فأنتم في زمنٍ كثرت فيه الذئاب، وتنوعت فيه الأقنعة، حتى بات العدو متخفيًا خلف شاشة صغيرة، أو لعبة إلكترونية، أو فيديو “ساخر” يحمل في طيّاته سمًّا بطيئًا يتغلغل في العقول.

الصحبة السيئة؟

نعم، إنها أول خيط في نسيج الضياع.

وسائل التواصل؟

أصبحت المنصة التي يُروّج فيها للهاوية.

الذكاء الاصطناعي؟

قد يُستخدم ليُضلَّ العقول لا ليرتقي بها.

والمرتزقة؟

أولئك الذين باعوا ضمائرهم، ليجعلوا أبناءنا سوقًا سوداء لتجارتهم القاتلة.

يا أمًّا، كوني سور الحماية، لا تكتفي بالحب، بل أضيفي إليه رقابةً حكيمة، وحديثًا دافئًا، وقلبًا يقظًا.

ويا أبًا، لا تجعل التعب عذرًا للغفلة، فخطر المخدرات لا يطرق الباب بل يقتحمه دون استئذان.

لنحمِ أبناءنا بالتربية، لا بالتوبيخ.

بالحوار، لا بالصراخ.

بالمتابعة، لا بالإهمال.

وبالاحتواء، لا بالحرمان.

فلنكن جدار صدٍّ لا يُخترق…

لنجعل بيوتنا حصنًا لا يُستباح…

ولنعِ أن أبناءنا ليسوا وحدهم من يُستهدف، بل حاضرنا ومستقبلنا معًا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى