حب الرسول… التزام لا ادعاء ✨
حب الرسول… التزام لا ادعاء ✨
آمال آل ابراهيم
كل عام يتكرر المشهد ذاته: شعارات وأناشيد واحتفالات في ذكرى مولد النبي ﷺ. غير أن السؤال الجاد الذي يجب أن نطرحه: هل حب النبي مجرد كلمات نرددها، أم منهج نعيشه؟
النبي ﷺ لم يُبعث ليُمدح في القصائد فقط، بل قال: «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق». فكيف ندّعي حبه ونحن نعصي تعاليمه كل يوم في سلوكياتنا ومعاملاتنا؟
من يرفع صوته بأنه محبٌّ للنبي، ثم يقطع رحمه… أين هو من حديثه ﷺ: «لا يدخل الجنة قاطع رحم»؟
من يفاخر بحبه، لكنه يؤذي جاره… هل نسي أن النبي ﷺ أوصى بالجار حتى ظن الصحابة أنه سيورِّثه؟
من يردد الصلاة على النبي ﷺ بلسانه، ثم يجعل الغيبة والنميمة غذاء مجلسه… أي صدق في دعواه؟ وقس عليها كل السلوكيات المنهي عنها..
إن حب الرسول ليس مهرجانات ولا قصائد عابرة، بل أخلاق تمشي على الأرض: صدق، رحمة، لين جانب، عفو عند المقدرة، صلة للرحم، إيثار للجار، وإحسان للضعيف.
ولمن أراد الدليل على عظمة الصلاة عليه ﷺ، فقد قال النبي: «من صلى عليّ صلاة، صلى الله عليه بها عشرًا». وفي رواية: «تكفى همك ويُغفر ذنبك». أيّ حب أعظم من أن تجعل لرسول الله ﷺ نصيبًا من وقتك كل يوم، بالصلاة والسلام عليه؟
إننا بحاجة إلى وقفة صادقة مع أنفسنا: هل حبنا للنبي واقع في حياتنا اليومية؟ هل يشهد سلوكنا في البيت والعمل والشارع أننا نتبعه؟؟أم أننا نكتفي بذكره في شهر مولده، ثم نغفل عن سنته وسيرته؟
فلنجعل ذكرى المولد النبوي نقطة انطلاق حقيقية، حب بالقدوة… حب بالسلوك… حب يُترجم في الأخلاق والعمل.
آمال آل إبراهيم