اخبار ثقافية

استشاري: علاج الهرمون الأسبوعي فتح آفاقًا جديدة للأطفال ” قصار القامة “

استشاري: علاج الهرمون الأسبوعي فتح آفاقًا جديدة للأطفال ” قصار القامة “

الاحساء / زهير بن جمعه الغزال

أوضح استشاري الغدد الصماء وسكري الأطفال بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، البروفيسور عبدالمعين الأغا ، أن قصر القامة يعد من المشكلات الصحية المنتشرة عالميا، إذ يُقدّر حدوثها بنحو 5 أطفال من بين كل 100 طفل ، لافتا أن متابعة النمو لدى الأطفال تعتمد على الرسومات البيانية الخاصة بالطول والوزن مقارنة بالعمر والجنس، حيث تساعد هذه الرسومات على تحديد ما إذا كان الطفل ضمن المعدلات الطبيعية أم يعاني من تأخر في النمو ، فإذا كان الطول أقل من منحنى (3%) فإن ذلك يعد مؤشرًا على قصر القامة، ويستكمل التقييم بمقارنة أطوال الوالدين وفق معايير علمية دقيقة.

وبيّن البروفيسور الأغا أن أسباب قصر القامة متعددة، فمنها ما يرتبط بالتأخر الفسيولوجي للنمو والبلوغ، أو بخلل في الكروموسومات ووجود متلازمات مرضية مثل متلازمة داون ونونان وروسب سلفر وبرادر ويلي وغيرها، كما قد ينتج قصر القامة عن نقص الوزن عند الولادة، أو ضعف إفراز هرمون النمو، أو قصور الغدة الدرقية، أو زيادة إفراز الغدة الكظرية، أو عوامل نفسية أو سوء تغذية.

وأكد أن العلاج الهرموني يعد الخيار الأمثل للأطفال الذين يعانون من نقص هرمون النمو، إذ يعمل على تحفيز الغضاريف في نهاية العظام مما يساعد على زيادة الطول بشكل طبيعي، وهنا أطمئن الأهالي بأن العلاج آمن وفعال ولا يترتب عليه مضاعفات خطيرة، والأهم أن يُستخدم في وقت مبكر لتحقيق أفضل النتائج.

وكشف البروفيسور الأغا عن نقلة نوعية في هذا المجال تمثلت في اعتماد علاج هرمون النمو الأسبوعي بدلاً من الحقن اليومية، وهو ما يعد ثورة طبية على مستوى العالم. هذا التطور ساعد الأطفال في التخلص من معاناة الحقن اليومي، وسهّل على أولياء الأمور متابعة انتظام العلاج، مما انعكس إيجابًا على التزام المرضى واستمرارية العلاج.

وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية كانت السباقة عالميًا في تطبيق العلاج الأسبوعي بعد اعتماده رسميًا من هيئة الغذاء والدواء في يناير 2023، لتصبح أول دولة تطبّق هذه التقنية الطبية، قبل الولايات المتحدة واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي.

وأوضح أن الحقن اليومية كانت معتمدة منذ عام 1985م، لكن اعتماد الحقن الأسبوعية منذ مطلع 2023 فتح آفاقًا أوسع وأكثر راحة للأطفال وذويهم، مع فاعلية علاجية عالية.

كما شدد البروفيسور الأغا على أهمية العوامل المساعدة في نمو الأطفال بشكل طبيعي مثل الوراثة، التغذية الصحية، النوم المبكر والعميق، النشاط البدني المنتظم، الصحة النفسية والاجتماعية، وتوقيت البلوغ. وأكد أن النوم المبكر يضاعف إفراز هرمون النمو، فيما يسهم النشاط البدني بما لا يقل عن 30 دقيقة يوميًا في تعزيز إفرازه وتحفيز النمو.

واختتم البروفيسور الأغا تصريحه بالتأكيد على أن هرمون النمو المصنع عبر الهندسة الوراثية يشابه الطبيعي تمامًا، ويعطي الأطفال فرصة للوصول إلى الطول المتوقع لهم ، وحث الأهالي على عدم التردد في مراجعة الطبيب المختص عند ملاحظة أي تأخر في نمو أطفالهم، والبدء المبكر في العلاج، حيث تكون نتائجه أكثر فعالية مقارنة بما بعد البلوغ أو بعد الدورة الشهرية للفتيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى