اخبار ثقافية

العدالة تتكلم بصوتها: المرأة العُمانية ورحلة التحول في المنظومة القانونية”

العدالة تتكلم بصوتها: المرأة العُمانية ورحلة التحول في المنظومة القانونية”

بقلم: أسمهان بنت عبدالرحمن اليربوع – محامية ومستشارة قانونية

لقد شكّلت المرأة العُمانية منذ أزل النهضة المباركة ركيزة أساسية في بناء المجتمع، وساهمت في صياغة ملامح الدولة الحديثة بوعيٍ ومسؤولية. وجاءت الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة لتضع تمكين المرأة ضمن أولوياتها، ليس بوصفه شعارًا، بل واقعًا تَشهَدُه كل ميادين العمل الوطني، ومن بينها الميدان القانوني الذي يُعد من أكثر الميادين ارتباطًا بالعدالة والمجتمع.

شهدت السلطنة تطورًا ملحوظًا في المنظومة القانونية خلال العقود الماضية، إذ تنوعت التشريعات واتسعت مجالات القضاء والمحاماة والاستشارات القانونية، وأصبحت المرأة العُمانية اليوم جزءًا فاعلًا من هذا التطور؛ محامية، ومستشارة، وأستاذة جامعية في كليات الحقوق.

هذا الحضور النسائي لم يكن نتاج مرحلة واحدة، بل ثمرة رؤية مستمرة تؤمن بأن العدالة لا تكتمل إلا بتوازن المشاركة بين الرجل والمرأة في بناء مؤسسات القانون.

في سلطنة عُمان، برزت المرأة بقوة في المجال القانوني، مستندة إلى إرث اجتماعي يقدّر التعليم والعلم، وإلى بيئة داعمة تسعى إلى تمكين الكفاءات النسائية في مختلف الميادين لتكون المرأة العُمانية نموذج العزم والمعرفة.

وقد أصبحت المحامية العُمانية اليوم مثالًا للالتزام والجدية والمثابرة، تمارس مهنتها بروح المسؤولية، وتشارك في صياغة المشهد القانوني العُماني بمهنية واقتدار، محافظةً في الوقت نفسه على هويتها الأصيلة وقيمها الراسخة.

كما أسهم انضمام المرأة إلى مهنة المحاماة في تعزيز مبادئ العدالة، وإضفاء بعدٍ إنساني على العمل القانوني، إذ أثبتت المحاميات العُمانيات قدرة مميزة على التعامل مع قضايا الأسرة، والعمال، والشركات، والجرائم الإلكترونية، وغيرها من القضايا بما يعكس وعيًا قانونيًا متطورًا وفهمًا عميقًا لاحتياجات المجتمع.

كما أن التحولات القانونية التي تشهدها السلطنة في ظل رؤية عُمان 2040 فتحت آفاقًا أوسع للمرأة لتتبوأ مناصب قيادية في المؤسسات القضائية والعدلية، وتسهم في تطوير السياسات القانونية والتشريعية.

نحو مستقبل قانوني أكثر إشراقًا

وبناء عليه فإن مسيرة المرأة العُمانية في مجال العدالة ليست محطة وصول، بل طريق مستمر نحو التميز. وما نراه اليوم من نجاحات هو دافع لمزيد من التطوير والتكامل بين الكفاءات القانونية العُمانية رجالًا ونساءً، لتظل عُمان نموذجًا في العدالة والمساواة وتمكين الإنسان.

وفي الختام، فإن احتفاءنا بيوم المرأة العُمانية هو احتفاءٌ بكل يدٍ تبني، وعقلٍ يبدع، وصوتٍ يدافع عن الحق، ويؤمن بأن القانون رسالة سامية تسعى لتحقيق العدل وحماية الكرامة الإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى