أخبار محليةاخبار ثقافية

وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات تعزّز الشراكة والابتكار ضمن البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة

وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات تعزّز الشراكة والابتكار ضمن البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة

نفّذت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وبالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة، حزمة من المشاريع التجريبية المرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في عدد من القطاعات الحيوية شملت الصحة، والقضاء، والمناقصات، والأمن السيبراني، والبيانات المفتوحة، والتعليم، وذلك ضمن جهودها لتنفيذ مستهدفات البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.

وجاء تنفيذ هذه المشاريع كمبادرات تجريبية بدعم كامل من الشركات المنفذة، بهدف إبراز دور الشراكة بين القطاعين العام والخاص في دعم مشاريع الذكاء الاصطناعي، وتسليط الضوء على مساهمات الشركات كشركاء فاعلين في مسيرة التحول الرقمي. كما تهدف هذه المبادرات إلى تعزيز تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل الجهات الحكومية من خلال مشاريع منخفضة المخاطر، قائمة على الابتكار والتجربة العملية، وتحفيز الشركات التقنية على الاستثمار في الحلول الذكية ودعم المبادرات الحكومية.

المبادرات الوطنية

ومن أبرز المبادرات الوطنية، مبادرة «استوديو الذكاء الاصطناعي» الذي أطلقته الوزارة كأول مركز وطني متخصص في الذكاء الاصطناعي يعمل بأسلوب تشاركي مفتوح، ويهدف إلى ربط التحديات التي تواجه الجهات الحكومية والخاصة بالحلول الذكية، وتعزيز بيئة الابتكار، ودعم الشركات الناشئة والباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي. ويقع الاستوديو في مركز ساس للابتكار بمجمع الابتكار – مسقط، ويُدار من قبل مشغّل خاص بتمويل حكومي لمدة ثلاث سنوات.

«معين AI»

وفي إطار المشاريع الاستراتيجية الكبرى ضمن البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة، برز النموذج اللغوي العُماني «معين AI» كأول نموذج لغوي وطني متقدم في سلطنة عُمان، تم تطويره وتدريبه على بيانات محلية، بهدف دعم السيادة الرقمية، وتمكين اللغة العربية، ومساندة الموظف الحكومي في التحليل والتلخيص وصياغة المحتوى، مع الحفاظ على أمن البيانات داخل سلطنة عمان، بما يعزّز جاهزية المؤسسات الحكومية للتحول الذكي.

المشاريع التجريبية

 طوّر مركز السلامة المعلوماتية بالوزارة، بالتعاون مع شركة GBM، نظامًا ذكيًا للتحدث الآلي (Chatbot) لدعم المستخدمين في مجال الأمن السيبراني، بما يسهم في تقديم الدعم الفوري والموثوق، وتقليل الجهد اليدوي، وتسريع الوصول إلى المعلومات، وضمان دقة البيانات.

 وشملت المبادرات كذلك تنفيذ عدد من المشاريع البحثية والاستراتيجية، من بينها مشروع A2M Platform (BIMANIC) بالتعاون مع الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، والذي يهدف إلى التنبؤ بنتائج الطلبة ودعم التخطيط التعليمي، إلى جانب مشروع نظام آفاق لتقييم المناقصات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، الذي أظهر نتائج واعدة في أتمتة عمليات التقييم الفني والمالي، ليشكّل خطوة مهمة نحو تعزيز الشفافية وتسريع اتخاذ القرار.

وفي القطاع الصحي نفّذت وزارة الصحة بالتعاون مع شركتي بهوان للخدمات الصحية وصيدلية مسقط مشروعًا وطنيًا للكشف المبكر عن اعتلال شبكية العين لدى مرضى السكري باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأسهم المشروع في تقليل قوائم الانتظار، ورفع دقة التشخيص، وتحسين مستوى رضا المرضى، وتعزيز إمكانية الوصول للخدمة. ويُعد هذا المشروع إنجازًا نوعيًا، حيث أصبحت سلطنة عُمان ثالث دولة عالميًا تطبق هذه الخدمة على نطاق وطني شامل، مع آفاق مستقبلية لتصدير هذه التقنيات إلى الأسواق العالمية.

وفي مجال الأشعة الطبية، جرى تنفيذ منصة الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الرنين المغناطيسي للعمود الفقري في مستشفى خولة، بالتعاون مع شركة Civilization، حيث أسهمت منصة Radiology AI في تقديم تحليل أولي لصور الأشعة، وتوفير تقارير داعمة لأطباء الأشعة والعظام، بما يسهم في أتمتة التقارير الطبية ودعم اتخاذ القرار الطبي.

 كما نفّذت هيئة المشاريع والمناقصات والمحتوى المحلي، بالتعاون مع شركة ابتكار تجربة، مشروعًا لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات المفتوحة لمنصة «إسناد» باستخدام منصة «همام»، التي توفّر خدمات تحليل البيانات، والتنبيهات الذكية، وإعداد التقارير من خلال المحادثة الكتابية، بما يساعد الشركات المسجلة في المنصة على تحديد المناقصات الأنسب لمجالات عملها.

 وطوّرت هيئة المشاريع والمناقصات والمحتوى المحلي، بالتعاون مع شركة آفاق، نظامًا ذكيًا لتقييم المناقصات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، يهدف إلى تسريع وتحسين عمليات التقييم الفني والمالي، وإصدار تقارير شاملة تتضمن نتائج التقييم والتوصيات النهائية بالترسية، بما يعزّز كفاءة وموضوعية اتخاذ القرار ويضمن اختيار أفضل العروض في وقت قياسي.

وفي تجربة نوعية، نفّذ الادعاء العام، بالتعاون مع شركة رحال، مشروعًا لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل المستندات القضائية، وتوليد الأسئلة الخاصة بأطراف القضايا، وصياغة قرارات الحفظ أو الإحالة، مع الالتزام بمعالجة البيانات محليًا نظرًا لحساسيتها. وقد حققت التجربة نسبة دقة تجاوزت 90%، مؤكدة جدوى استخدام الذكاء الاصطناعي في دعم كفاءة العمل القضائي.

وتجسّد هذه المشاريع التجريبية التزام سلطنة عُمان بتبني الذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية لتحسين جودة الخدمات ورفع كفاءة الأداء الحكومي، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص، بما يدعم تحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040 وترسيخ مكانة عمان كبيئة جاذبة للابتكار والتقنيات المتقدمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى