اخبار ثقافية

جلسة حوارية بصلالة توضح سيرة إنسانية محملة بالشقاء والأسئلة الوجودية خلال رواية “اسمه الأسمر ” للكاتب محمد الشحري

جلسة حوارية بصلالة توضح سيرة إنسانية محملة بالشقاء والأسئلة الوجودية خلال رواية “اسمه الأسمر ” للكاتب محمد الشحري

 كتبت – ريحاب أبوزيد  – تصوي- عابر جمعان

 نظم مساء أمس فرع الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بمحافظة ظفار جلسة حوارية لاستعراض رواية “اسمه الأسمر” للكاتب العُماني محمد الشحري وذلك بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة بحضور نخبة من الأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي والأدبي.

 أدار الجلسة الدكتور محمد المهري أستاذ مساعد بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية وشارك بها الكاتب محمد الشحري حيث بدأ المحاور بتقديم نبذة عن الكاتب وإصداراته الأدبية السابقة وتناول أثناء الجلسة الحوارية الأبعاد السردية والعناصر الأدبية في الرواية وخصوصية التجربة التي يقدّمها الكاتب بوصفه أحد أبناء ظفار حيث تشكلت لغته الأولى من البيئة الشحرية وهو ما انعكس بوضوح على الرواية

 واستعرضت الجلسة ملامح الرواية التي تدور حول شخصية علي الأسمر أحد الوجوه   المهمشة في ثورة ظفار حيث قدّم الشحري سيرة إنسانية محملة بالشقاء والأسئلة الوجودية تبدأ من الطفولة القاسية مروراً بالتجربة الثورية والتنقل بين اليمن ودمشق وبيروت وصولاً إلى العودة المثقلة بالخذلان والإنكار وقصة الحب والعاطفة التي شكلت خسارتها الجانب الأكثر إيلاماً في حياته والتي دفعته إلى رفض الزواج وفاءً للحب و كذلك أن لا تقتصر الرواية على سيرة علي الأسمر بل  شخصيات أخرى مثل شقيقته  ووالدته وخالته ومعلمه التونسي  إلى جانب شخصية الأسعد  ابن أخته الذي  الذي  يسرد و يُفضفض عن ذاته ويتخلَّص من وطأة اللوم وسخاء الذكريات وحكايات النضالات على امتدادِ جغرافيا عربيّة متنوّعة وتبدأ حكايته من تونس في تواز سردي يوضح مدى الألم

  وفي ختام الجلسة الحوارية أكد الكاتب محمد الشحري أن الرواية كُتبت لتخاطب وعي القارئ قبل عاطفته و أن المجتمع في تلك الفترة قبل عام 1970 كان يطالب بأبسط مقومات الحياة من تعليم وصحة ومدنية وأن الرواية  قدّمت ملائكةً وشياطين كما هم في تعقيدهم الإنساني وأشار الشحري إلى أن اللغة في الرواية جاءت ذات طابع شعري حفاظًا على جماليات السرد وأنه يكتب بوصفه قارئًا لا يسعى إلى الحشو انطلاقًا من قناعته بأن كل عمل أدبي هو رسالة والكاتب الروائي له الحرية في طرح الأسئلة لا تقديم للإجابات الجاهزة كما بيّن أن الرسالة الفلسفية للعمل تتمحور حول أن الإنسان هو صانع حريته وهو من يضع تشريعاته وقوانينه ويحمل مسؤولية احترامها لافتًا إلى أن الهوية تتجسّد في الإنتاج الثقافي و تسعى إلى ترسيخ مفاهيم الحرية وصناعة الوعي فهي رواية عن الإنسان والتهميش والخذلان وعن الصمت بوصفه شكلاً من أشكال المقاومة يقدّم قراءة مختلفة لذاكرة ظفار بعيداً عن الشعارات وقريباً من الوجع الإنساني الصادق.

 ثم تفضل الدكتور حامد المشيخي مدير دائرة الثقافة بالمديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب بمحافظة ظفار ورئيس جمعية الكتاب والأدباء عادل رمضان بتكريم المشاركين بالجلسة الحوارية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى