ندوة من اعلامنا صاحب مرباط” ندوة بالنادي الثقافي بصلالة

               ندوة من اعلامنا صاحب مرباط” ندوة بالنادي الثقافي بصلالة

نظم النادي الثقافي اليوم بمحافظة ظفار ندوة من اعلامنا ( الامام الشريف محمد بن علي باعلوي صاحب مرباط ) تحت رعاية معالي يوسف بن علوي  بن عبد الله بحضور عدد من المكرمين اعضاء مجلس الدولة واصحاب السعادة والشيوخ والاعيان والمهتمين والباحثين والعلماء بمنتجع ميلينيوم صلالة.

في بداية الندوة التي اشتملت علي جلستين ادبيتين تم نقل توجيهات صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق الموقر وزير الثقافة والرياضة والشباب المشرف العام علي النادي الثقافي بتخصيص مكتب لأعمال النادي الثقافي بمحافظة ظفار

كلمة النادي الثقافي القاها الدكتور محمود السليمي رئيس مجلس ادارة النادي الثقافي وتعتبر هذه الندوة الثانية التي ينظمها النادي الثقافي في ظفار بعد ندوة الشيخ سعد الدين (تاج العارفين) بن علي الظفاري، والتي نظمها في نوفمبر 2021. وأن شاء الله سنعمل على استمرار هذه الندوات في ظفار وفي مختلف المجالات وحول مختلف المواضيع وبالتنسيق والتعاون مع النادي الثقافي خلال السنوات القادمة.

يأتي الاهتمام بالندوات العلمية والثقافية عن أعلام عمان تصديقِا لحديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن تعلُّم العلم النَّافع وتعليمه، وتعظيم مكانة العلماء ودورهم في تعليم المجتمعات الإنسانية.  فأهلُ العِلْمِ هم في محلِّ الكرامة والتَّعظيم، ورفع الله عزَّ وجل مقامهم، حين قال في كتابه العزيز ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ وبيّن بأنَّ الله سبحانه وتعالى يخشاهم حين قال ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾. ودعى اللهُ تعالى البشر والمجتمعات الإنسانية إلى سلك مسالكهم العلمية باتباع طرقِ العلم، والاستزادة منه، فقال: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾

العلماء ورثة الأنبياء، فلم يورث الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، النبوة لأحد، وإنما ترك لأمته البحث فيما جاء به القرآن الكريم وسنته المطهرة من عقائد ومسائل وأحكام. اجتهد فيها علماء الأمة عبر تاريخ الحضارة الإسلامية إلى اليوم. ومن بين العلماء المشهورين الذين برزوا في جنوب الجزيرة العربية وعمان في القرن السادس الهجري الإمام الشريف محمد بن علي باعلوي (صاحب مرباط)، الذي ينتسب إلى آل البيت الأطهار.  إذ يعد أحد أهم المراجع الدينية في الفقه والعقيدة في حضرموت وظفار. لقد ترك (صاحب مرباط) آثاراً علمية كثيرة، وانتشر طلابه في بقاع واسعة ناشرين نتاجه العلمي، مما كان له أثر عميق في الحياة العلمية بجنوب شبه الجزيرة العربية امتدت إلى أنحاء واسعة من سواحل المحيط الهندي الآسيوية منها والإفريقية. ولصاحب مرباط السيد محمد بن علي باعلوي ذرية واسعة الانتشار، عظيمة التأثير في العالم، دينياً، وسياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً، على امتداد ما يقارب من تسعة قرون. وقد انتشروا في أقطار العالم شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً، وعرف الناس فضلهم وشكروا لهم جهودهم العظيمة، وخلد التاريخ أسماء العشرات منهم بأحرف من نور.

تهدف هذه الندوة إلى التعرف على المكانة العلمية التي وصل إليها الإمام محمد بن علي باعلوي، ودوره هو وطلابه وأبناءهم في نشر العلم والفقه، في أنحاء مختلفة من العالم، من سواحل المحيط الهندي إلى الشرق الأفريقي وشرق أسيا من خلال طلابه الذين أخذوا العلم عنه، ومن خلال الأوراق والبحوث التي ستقدم في هذه الندوة على جلستين.

لقد كان لصاحب مرباط منزلة ومكانة علمية كبيرة لدى العلماء والفقهاء من بعده. فقال عنه السيد العلامة علي بن أبي بكر السقاف (المتوفي في 895 هـ): “كان إماماً متفنناً في جميع أجناس العلوم، وكان له جاه عظيم وقبول عند الخاص والعام، وانتشرت علومه بجهات اليمن وحضرموت وظفار نشراً عظيماً”. وقال السيد العلامة محمد خرد (المتوفي في 960هـ): “كان إماماً متقناً، متفنناً في جميع أنواع العلوم، واحد عصره في العلم والعمل …  قصده الطلبة للاستفادة من كل مكان”، واستمر على ذلك النهج كمرجع وعالم ديني وفقهي حتى وافاه الأجل في عام 557 هجرية في مدينة مرباط.

لم يكن صاحب مرباط عالماً دينياً وفقيهاً فقط، بل كان زعيماً اجتماعياً وقبلياً، ورجل اقتصاد يهتم بالزراعة والتجارة.  يذكر علوي بلفقيه في كتابه “من أعقاب البضعة المحمدية الطاهرة” أنه “كانت له زعامة اجتماعية ومكانة شعبية وقوة شخصية وهيبة بين العشائر والسلاطين، فالقوافل كانت تسير في خفارته من بيت جبير بحضرموت إلى ظفار”. كما عُرف عن الإمام محمد بن علي ميله إلى العمل ولهذا كان دائم الذهاب إلى “بيت جبير” للإشراف على غراس النخيل وزراعة الحبوب والبقول بأنواعها، وكان يعتني بالمواسم الزراعية ويرتب المخازن لاستيعاب الثمر والحبوب مما أسهم في كثرة محاصيله السنوية. كما اشتغل بالتجارة في الأطعمة والحبوب وغيرها، خاصة ما بين حضرموت وظفار التي كان يتردد عليها قبل استقراره بها.

وأخيرا، اسمحوا لي مرة أخرى بأن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لمعالي يوسف بن علوي بن عبدالله لراعيته الكريمة لهذه الفعالية الهامة. ولا يسعني هنا في هذا المقام إلا أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان للنادي الثقافي، ومجلس إدارته وموظفيه على الاهتمام بأعلام عمان، والتاريخ والحضارة العمانية وتنظيم الندوات عنها، وكذلك للأخوة الباحثين، من اليمن وعمان، المشاركين في الأوراق البحثية في الندوة، ولكم أيها الجمهور الكريم على حضوركم ومشاركتكم لنا في هذه الندوة. وأتقدم بجزيل الشكر للداعمين لهذه الندوة بلدية ظفار وعلى رأسها سعادة الدكتور احمد بن محسن الغساني رئيس البلدية، وشركة مشاريع المشهور وفندق ميلينيوم على الدعم والرعاية، وللفاضل الدكتور سالم عقيل مقيبل على الدعم اللامحدود الذي قدمه للجنة التحضيرية.

متمنيا كل التوفيق للأخوة الباحثين في تقديم أوراقهم وإثراء الحضور بالمعلومات التاريخية عن هذه المرحلة المهمة في تاريخ بلدنا العزيز. فكما صنع أجدادنا التاريخ في عصور مختلفة ومزدهرة يستطيع أبناء عمان الحبيبة صناعة التاريخ اليوم وتحقيق التقدم والازدهار لسلطنة عمان في العهد الميمون لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه وسدد على طريق التقدم خطاه ووفق الله مسعاه في تقدم ورخاء سلطنة عمان.

ثم كلمة اللجنة المنظمة القاها الدكتور احمد المشيخي رئيس اللجنة المنظمة نوه من خلالها الي اهمية التاريخ للأمم ورجال افذاذ وشعاع الابداع موضحا بأنهم تركوا من سيرتهم ما يشكل منارة لمتنصتي شوارد الفكر ، فتعمق في سير اغوار ذلك الشعاع لتستضيء بنوره وتتعرف علي مواطن قوته واماكن اخفاقاته وسبل مواجهة تحدياته لتسير على هدى من امرها  

ندوة من اعلامنا شهدت جلستين الأولى تحت عنوان “صاحب مرباط والحياة السياسية والاقتصادية” أدار الجلسة الدكتور ناجي المشيخي تحدث فيها كل من الدكتور محمد العريمي بورقة حملت عنوان ( صاحب مرباط في المصادر التاريخية والموسوعات ثم ورقة بعنوان ( ذرية صاحب مرباط في افريقيا وعلاقتهم بسلاطين الدولة البوسعيدية ) والتي قدمها الدكتور حامد كرهيلا واختتمت الجلسة الأولى بورقة قدمها الدكتور محمد باذيب والتي حملت عنوان ( ذرية صاحب مرباط ودورهم في نشر الاسلام في الهند وشرق آسيا )  

وجاءت الجلسة الثانية والتي أدارها الدكتور احمد بالخير  فكانت بعنوان “صاحب مرباط والحياة الاجتماعية والعلمية والثقافية” اشتملت على عدة أوراق حيث ألقى الباحث الشيخ سعيد بن خالد العمري ورقة عمل بعنوان صاحب مرباط وأثره الثقافي في المجتمع، ثم ألقى الباحث أ. حبيب الهادي ورقة عمل بعنوان صاحب مرباط وأثره في الحياة العلمية، وفي الختام ألقى الباحث أ. أنور باعمر ورقة عمل بعنوان أحفاده صاحب مرباط في عمان ودورهم في خدمة العلم والقضاء والوقف. عقب كل جلسة تم فتح نقاش مفتوح